سميح المعايطة : لسنا دولة عظمى لكننا الأردن

٧٩ عاما على استقلال الاردن وقرن وأربع سنوات على انشاء الدولة الاردنية الحديثة، وآلاف السنين من تعاقب الحضارات على الجغرافيا الاردنية نرى بعض آثارها في المتحف المفتوح على الأرض الاردنية، وآلاف الشهداء من الصحابة والتابعين الكرام عطروا أرض الاردن باجسادهم ودماءهم وجهادهم، وعلى هذه الأرض مغطس السيد المسيح عليه الصلاة والسلام، ومقامات أنبياء كرام.
وهوية هذه الأرض قبل تأسيس الإمارة وبعدها رسمتها العشائر الاردنية من بدو وريف وحضر، واقاموا اعمدة الدولة بصدقهم مع الاردن وقضايا امتهم، فكانت قيم الأردنيين وعاداتهم مع شرف الهاشميين ونسبهم الكريم وحكمتهم كلمة السر في بناء الاردن الحديث الذي في كل جزء منه انجاز صنعه الاردنيون حتى كان الاردن رغم كل الاعباء على ظهره من أزمات الإقليم ورغم قلة الامكانات، كان وطنا يصنع قصة خير وإنجاز عند كل منصف في ارجاء العالم.
يحق لنا نحن الأردنيين ان نفخر بوطننا وانفسنا وقيادتنا فقد حافظنا على وطننا من غدر البعيد والقريب، وكان الاردن ملاذا للباحثين عن الأمان من أزمات بلادهم، وكان الاردن عنوانا للحكمة الموازية لحزم سد الابواب على كل قلب اسود أراد تحويل الاردن إلى عنوان للفوضى او دولة ميليشيات سياسية او عسكرية.
لسنا دولة عظمى ولا نملك كنوز الارض او مقدرات اقتصادية كبيرة جدا لكننا دولة انبثقت من مشروع عربي وانجزت تأسيس نفسها خطوة بخطوة ورسمت لها صورة زاهية في العالم ورفعت قدرها وقدر ابنائها بالعلم والتأهيل والتسامح والسعي للسلام والخير لكل بني البشر، وفتح الاردن قلبه وارضه لكل ملهوف ولاجئ، وعند كل المنصفين لا يمكن تجاوز الاردن نموذجا للدولة الراشدة التي تطرق كل الأبواب لبناء ذاتها، وتجاوزت الدولة الاردنية كل انواع التآمر من القريب والبعيد وحفظت نفسها بالحكمة حتى من مراهقة الآخرين ومغامراتهم.
هذا البلد رغم كل مشكلاته يقف على قدميه ويستحق من أبنائه ان يؤدي واجبهم دون توقف نحوه ونحو أنفسهم ومستقبل أولادهم واحفادهم.. فوجود المشكلات يلاحق كل الدول لكن المهم كيف ندير هذه الازمات ونذهب الى مزيد من الانجاز والاستقرار.