الأخبار

د. عبد الكريم محسن ابو دلو : الاستقـلال الأردنـي الكبيـر

د. عبد الكريم محسن ابو دلو : الاستقـلال الأردنـي الكبيـر
أخبارنا :  

إن الاستقلال؛ ذكر مجيد واستعادة تاريخ تليد، ليوم وطني خالد في ذاكرة الأردنيين وشرفاء الأمـة، يحتفلون به بهذه الذكرى الكبيرة وبالأمجاد الزاهرة للأمة، لتزيدهم فخارا وتعبقهم عزا.

وإذ يمثل الاستقلال المرحلة الأجمل والمحطة الأبهى في تأريخية الوطن الأردني، فإننا نستذكر فيه الأوائل، الذين ضحوا بدمائهم وبكل نفيس مقاومة ً للمستعمر، ولا يغيب الشهداء عن تلك التأريخية، فهم عنوان مسيرة التحرير؛ أنبـل الناس وأكثرهم شرافة ، كانت أرواحهم ثمنا لحرية الأردن وكرامته.

ولقد اعتلى الأردنيون صهوة الاستقلال مبكرا، دلالة ً على أنهم من فجر تاريخهم، لا يقبلون الضيم ولا يرضون بالردى سبيلا. فهذا هو العهد بالإنسان الأردني، ماضيا وحاضرا، مجبولا على قيم الكرامة ومعاني عزة النفس وحريتها.

كما تحقق هذا الاستقلال المجيد بقيادة فرسان بني هاشم، وعزيمتهم بضرورة التخلص من الاستعمار بأشواق غزيرة نحو المجد والكبرياء، والمضي نحو المستقبل بدولة مؤسسة على العزة والحرية والكرامة.

لقد كان هذا الاستقلال البهيج نهضة ً أعادت المجد للأمة وعزتها، ومكـّن الدولة من بناء نفسها وصياغة فلسفتها الوطنية بفكر حر وإرادة صلبة. فتخضبت في الديـار عنفوان ذلك الاستقلال، وانتشرت مفاعيله الزاهرة، لتستقر، بالقيادة الهاشمية الحصيفة والأردنيين الأحرار، الدولة الأردنية بأركانها ومقوماتها ومنجزاتها، ويستمر الانجاز بالعمل على تحديثها وتطويرها ليغـدو الأردن؛ دولة أنموذجا فاعلا.

ولم تتوقف بعد الاستقلال، كفاحات الأردنيين وتضحياتهم، بل استمرت في مواجهة التحديات الزخمة والأزمات العميقة التي تحاول المس بوجود الأردن؛ دولة ومكانة. ولكن واجه الأردنيون، ذلك وما رافقه من ظروف صعبة وبيئة اقليمية ودولية معقدة، باقتدار، وعزيمتهم قوية وإرادتهم لا تلين، بوجوب المضي بالأردن نحو الاستقرار والتقدم، وبأهمية التغلب على كافة التحديات المعيقات.

ومن ذلك ظهرت معاني الاستقلال الأردني الكبير، بأن ترسخت لدى الدولة الأردنية عقيدة وطنية صلبة، معتنقاتها مجموعة من الثوابت المستقرة والخيارات الأساسية، تسير على هداها حياة الدولة. وتنطلق الدولة من هذه العقيدة إلى معالجة القضايا الوطنية، وبناء مواقفها تجاه مختلف المواضيع: وطنيا ودوليا، وفي صياغة آرائها وتعبيراتها بمواجهة أي متغيرات.

وبمقابل ذلك، يدرك الأردن أن تبعات معاني هذا الاستقلال الكبير وتلك العقيدة ليس سهلا، بل يدفع الأردن ثمنه غاليا. ولكن حرصا على صون الاستقلال واستمرارية مفاعيله في مختلف المجالات، يكرس الأردن معاني الاستقلال وعقيدته في مختلف المجالات مستنيرا بمصلحته الوطنية الفضلى.

وهـذا هو الاستقلال الأردني الجميل، الذي يقدّم للعالم كله دولة وطنية حديثة، تقود حركة نهضوية متقدمة، وتتميز بمكانة دينية وشرعية وتاريخية، يتأصل فيها الاعتماد على الذات والقدرة على التحديث والانجاز والمضي نحو المستقبل بمعانٍ أردنية ترتكز على السيادة الدستورية الحقّة، يثبت الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة، في كل يوم وفي قضايا الأمة المصيرية، أنه الأكثر قدرة على اعلان مواقفه الأصيلة ومبادئه الصادقة، يواجه في سبيلها أعتى التحديات، تكريسا لاستقلال إرادة القرار الأردني.

ندعـو الله عز وجل أن يحفظ الأردن؛ بقيادته الحكيمة وشعبه الوفي، آمنا مزدهرا منيعا، وكل عام ووطننـا ينعم بالخيـر والبركات.


مواضيع قد تهمك