عماد عبد الرحمن : في يوم الإستقلال.. أي أردن نريد؟

تحتفل بلادنا اليوم بذكرى يوم الإستقلال، تلك اللحظة التاريخية التي إنتزع فيها الأردنيون إستقلالهم من الإنتداب، بالحكمة والرزانة وحسن البصيرة، فكان تاريخ يوم 25/5 من كل عام نقطة تحول في تاريخ الأمة، تحمل في طياتها أحلاماَ كبيرة وتطلعات لدولة متقدمة مستقرة وآمنة.
الإستقلال ليس ذكرى ليوم في السنة نحتفل به، بل هو مسيرة نضال ونماء وإنتماء مستمرة، تتطلب من الجميع العمل الجاد للوصول الى الدولة المزدهرة المنشودة، تعكس آمال الأردنيين وتطلعاتهم نحو المستقبل، نستنهض فيه همم الشباب وطاقتهم لأن يكونوا أسس التطوير والنهوض وإستكمال المسيرة التي بدأها الآباء والأجداد بعرقهم وبأرواحهم وبدمائهم.
عندما تعود بنا الذاكرة ليوم 25 أيار من عام 1946، هذا التاريخ الذي ينبض في كل رقم فيه بروايات النضال والكفاح والإستقلال التي حفرت على صفحات أمهات الكتب، ومراجع التاريخ، كتبها رجالات الأردن وقادة بني هاشم، الذين تنعش قصص نضالاتهم ذاكرتنا الوطنية، فكان الإستقلال والإحتفال بالبيعة والقرار التاريخي بإعلان البلاد الأردنية مملكة مستقلة، لتحقيق الأماني الشعبية والقومية بإستقلال البلاد على أساس النظام الملكي النيابي مع البيعة للملك عبدالله بن الحسين ملكاً للبلاد.
اليوم، والأردن يواجه التحديات التي لا تنتهي، تجاوره متلازمات الحروب والنكبات التي عصفت بمنطقتنا وأجهضت معظم محاولات التنمية والإزدهار، لا تقل التحديات عن تلك الماثلة أمام الدولة منذ الإستقلال الأول قبل أكثر من مئة عام، لكن كل هذه المحن والشدائد لم تنل من عزيمتنا ولم توقف مسيرتنا، على العكس كانت سبباً للنهوض ومكابدة الشدائد، ديدنها وحدتنا الوطنية ونسيجنا الإجتماعي الفريد، وتمسكنا بثوابت أمتنا ودستور عقيدتنا، فكانت هذه الفسيفساء عنوان حصانتنا وضمانة إستقلالنا.
بعد نحو 101 عام على ولادة الدولة الأردنية و79 عاماً على الإستقلالنا، نستذكر عناصر قوتنا وصمودنا:
اولاً: وحدتنا الوطنية وتمسكنا بهويتنا الوطنية وإيماننا بقيادتنا الهاشمية ومؤسساتنا الأمنية وجيشنا العربي الباسل، وإلتفافنا حولها، كرافعة الإستقلال الأساسية وحصنه المنيع من الإستهدافات الخارجية، وتحصين الوطن ضد إستغلال الخارج الإقليمي والدولة، والتي تطل برأسها علينا بين الحين والآخر.
ثانيا: قضيتنا المركزية، قضية فلسطين المحتلة، وثوابتنا التي لا تتغير تجاهها في حق أبناء الشعب الفلسطيني المكافح بالوصول الى إستقلاله وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
ثالثا: عمقنا العربي فالأردن القوي المنيع المزدهر مصلحة لكل المحيط العربي ولقضايانا العادلة، وأي تراخ أو تهديد بالإختراق أو التغول/لا قدر الله/ من قريب أو بعيد، يعني ضررا بليغا في منظومة الإستقرار الإقليمي، ونتائجه ستكون وخيمة على مستقبل المنطقة.
رابعاً: إستنهاض السواعد وإستثمار طاقات الشباب، وتحشيد الطاقات الوطنية والإعتماد على الذات، كلها عناصر أساسية نحو إستقرار الوطن ومنعته، ووضعه على سكة التطور والبناء والإستقرار.
خامساً: دعم الإصلاحات السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي يقودها جلالة الملك شخصياً منذ دخولنا المئوية الثانية للدولة، كمشروع وطني شامل على طريق بناء الدولة الحديثة، والإنخراط في هذه الورشة الوطنية من كافة القوى السياسية، لإعادة تقييم المسيرة وتصحيح المسار بما يخدم المصلحة العامة للدولة والشعب.
عاش الأردن وطناً عزيزاً مستقراً وآمنا لكل أبنائه وبناته، نحو مستقبل مشرق ومزدهر.. وكل عام والوطن والقيادة والشعب بألف خير. ــ الراي