الأخبار

المحامي محمد الصبيحي يكتب: مقالات مثل رشق المطر

المحامي محمد الصبيحي يكتب: مقالات مثل رشق المطر
أخبارنا :  

تنهمر المقالات على محرري الصحف الورقية والالكترونية كأنما عاصفة قلمية تهب على وعينا وثقافتنا وتتزاحم الاقلام والغايات في ساحة الثقافة العامة فاذا ما نظر قادم من بعيد الى المشهد سيظن أن ثورة وعي تجتاح المدينة في حين أن حقيقة تزاحم الاقلام أشبه بتزاحم الاقدام في جنازة كبيرة..

إن حالة تزييف الوعي أشبه ما تكون بمكياج كثيف لتغطية العيوب وإعطاء التشوهات مظهرا جماليا خادعا عبر عنه الشاعر المرحوم خالد الساكت متسائلا بقوله (لماذا يغطون بالزهر مليون جيفة؟).

إن حمل أكاليل الزهور في الجنازة لن يجعل الموت جميلا ورومانسيا، ووضع الورود على القبور حالة مؤقتة لن تصمد امام شمس الحقيقة.

أي وعي وأي ثقافة واي اقلام هذه التي تنتظر قرارا او موقفا لتسن سكاكين الحروف في وجهة جهة هنا أو هناك أو توجه لا يعجب هذا او ذاك، وأي وعي ثقافي أو سياسي تصنعه تغريدات أو تعليقات مختصرة تفرض رأيا أو تغتصب رأيا مخالفا.

لقد تغير زمن الثقافة والحوار وأصبح شارع الثقافة والسياسة والقلم أشبه بسوق الملابس المستعملة في شارع الطلياني العتيق، وبات القارئ المتمعن يشعر أنه يتفحص سلعة بالية وأن صاحب القلم ليس اكثر من تاجر حروف في حانوت يعلن عن (تنزيلات ٧٠% بسبب انتهاء الموسم)، الموسم ينتهي دائما مع انتهاء (الموضة) والموديل يتغير شكليا حسب رغبة وتخطيط (الخياط).

إنهمار الأقلام مثل انهمار الاحزاب وكذلك انهيارها والسبب البناء بدون قاعدة، القاعدة هي الاساس وما بعد ذلك تفنن جمالي أو معمار جميل نافع.

مواضيع قد تهمك