الأخبار

كمال زكارنة يكتب : جدية اوروبا وغيرها على المحك.

كمال زكارنة  يكتب : جدية اوروبا وغيرها على المحك.
أخبارنا :  

كمال زكارنة :
رغم التأخير القاسي والطويل لاستدارة اوروبا وكندا ودول اخرى في العالم نحو غزة وجرائم الابادة الجماعية التي يقوم بها جيش الاحتلال الاسرائيلي هناك منذ عشرين شهرا متواصلة،الا ان الموقف الذي عبرت عنه دول اوروبية كثيرة اخرها بريطانيا وفرنسا ومعهما كندا ،والذي يعتبر سابقة تاريخية في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ،يشكل انعطافة استراتيجية في الموقف الاوروبي من هذا الصراع،خاصة اننا ندرك بأن الموقف الاوروبي من اسرائيل لا يمكن ان يكون منعزلا ومنفصلا عن الموقف الامريكي ،وانما مكملا له ومتناغما ومسنجما معه.
يجب ان لا ننسى بداية،الدعم الاوروبي والامريكي والكندي والدولي للكيان بعد السابع من اكتوبر 2023،في جميع المجالات العسكرية والامينة والسياسية والقانونية والمالية والاقتصادية وغيرها،وكيف اصبحت تل ابيب مزارا ومحجا لقادة تلك الدول تضامنا ونصرة للكيان ،تحت عنوان حقه في الدفاع عن النفس .
لكن يبدو ان هذه الدول وصلت الى قناعة بأن ما يقوم به الكيان في حرب الابادة الحماعية في قطاع غزة،لم يعد له علاقة بالدفاع عن النفس ولا برد الفعل على هجوم السابع من اكتوبر،بل هو حرب اجرامية هدفها الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني والتطهير العرقي وازالة قطاع غزة من الوجود.
البيان المشترك الذي صدر عن بريطانيا وفرنسا وكندا اخيرا،يعتبر نقلة نوعية في التعامل مع الكيان ،ووضعه في مكانه الطبيعي من الاجرام والارهاب والدموية ،لكن يبقى البيان ضمن سقف الانذار او التحذير ولم يصل الى مستوى التهديد والاستعداد لتنفيذ قرار العقوبات ضد الكيان،واذا اتخذت الدول الاوروبية وكندا وغيرها قرارا بالعقوبات ،كيف ستكون تلك العقوبات وما هي مدتها وحجمها ومدى تأثيرها وماذا تشمل،وهل ستكون رادعة وقادرة على لجم الاحتلال واحباره على وقف الابادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني.
اروربا وكندا واستراليا وغيرها قادرة على فرض عقوبات مؤثرة جدا على الكيان ،وامامها فرصة ذهبية اخرى ،وهي المشاركة في المؤتمر الذي تنظمه فرنسا والسعودية الشهر المقبل المخصص للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ،فرصة الاعتراف بها جماعيا كخيار وحيد لانهاء الصراع في الشرق الاوسط.
نتنياهو وهو يواصل عدوانه الاجرامي على الشعب الفلسطيني ،يتمرد على الانسانية برمتها ،وعلى كل دولة وشعب ونظام في هذا العالم،يعرف معنى الانسانية ويتعامل بها،وتمرد نتنياهو سوف يخلق حالة جديدة في السلوك العالمي لأمثال نتنياهو،وسوف يصل الى دول اوروبا والدول الاخرى في العالم،التي تعتبر نفسها ديمقراطية وتسودها العدالة والمساواة،لذا من مصلحة اوروبا عموما والدول الاخرى،ردع نتنياهو الذي نسف القوانين والمعاهدات والمواثيق والاتفاقيات الدولية جميعها،وفكك منظومة العلاقات الدولية التي تنظم الاسس والمباديء العامة التي تحكم النظام العالمي ،وفتحت الابواب واسعة امام فوضى عالمية محتملة.
الاوضاع المأساوية في قطاع غزة جراء العدوان الاسرائيلي، لا تحتمل التأخير ولا المراوغات والمناورات،وفي كل ساعة تأخير لوقف العدوان، يعني شهداء جدد على قوائم الموت الفلسطيني.

مواضيع قد تهمك