حمادة فراعنة يكتب : تطورات سياسية غـيـر مسـبوقـة

تطورات سياسية، ذات طبيعة انقلابية، على ما هو قائم، تعكس التحولات التراكمية باتجاه ما سعت له إدارة الرئيس ترامب، وما تعمل لأجله.
أولاً: الاتفاقات مع الخليجيين، وإبراز دورهم الإقليمي وخاصة مع العربية السعودية التي تسير نحو الحضور والقوة والنفوذ السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني، الصفقة التي تمت بين واشنطن والرياض أكبر صفقة أسلحة تاريخية ودولية، متنوعة، بما فيها المفاعل النووي، في أعقاب القمة الثنائية، والاميركية الخليجية.
ثانياً: تحجيم دور المستعمرة الإسرائيلية في المنطقة العربية، وصدها عن مشاريع التوسع الإقليمي طالما توفر لها شروط الأمن والتطبيع، والقفز الأميركي عن مشاركة حكومة نتنياهو، وعدم اطلاعها المسبق على الاتفاقات التي تمت مع: ايران، والحوثيين، وحماس، ومع تركيا بشأن سوريا، وهذا يعود للاسباب التالية :
1 - توفر قدرات التفوق لديها من الاميركيين، بما يمكنها من توجيه ضربات مؤثرة لأي طرف يفكر في التصدي لها.
2 - إزاحة خصومها أو أعدائها عن قائمة القدرة على توجيه ضربات موجعة لها وهي: حركة حماس، حزب الله، الجيش السوري.
3 - تغيير مسار الاهتمامات الإيرانية من المنطقة العربية غرباً، إلى منطقة وسط آسيا شرقاً، وبالتالي تنهي حالة واسباب التصادم المباشر بينها و بين المستعمرة.
ثالثاً: الاتفاق والتفاهم مع إيران، ونقل مكانتها من موقع العداء الأميركي الإيراني، إلى موقع الصداقة والتفاهم بينهما، وتبعدها عن ادوتها، ودعمها للفصائل التي كانت تابعة لها في المنطقة العربية.
رابعاً: حل تدريجي للقضية الفلسطينية، بدءاً مما تم الاتفاق عليه بين الوفد الأميركي ووفد حركة حماس، وموافقة حكومة المستعمرة، على ما تم الاتفاق عليه في الدوحة، وسيتم تنفيذه خلال الأيام القليلة المقبلة، وقيام سلطة فلسطينية متفق عليها بين الأطراف جميعاً ذات الصلة، وخاصة رام الله وغزة وتل أبيب، مع واشنطن، وبموافقة خليجية مسبقة، كي تتبع سلطة غزة إجرائياً لسلطة رام الله، و منحها الصلاحيات الكاملة المستقلة لإدارة قطاع غزة.
تطور الأحداث له علاقة بنتائج ما بعد 7 أكتوبر 2023، وتداعياته فلسطينياً ولبنانياً وإسرائيلياً، وتغيير النظام السوري يوم 8 ديسمبر 2024، والحروب البينية العربية التي دمرت العراق وسوريا واليمن وليبيا والصومال والسودان، وما زالت.
كما أن له علاقة بنجاح ترامب الذي يسعى لفرض خياراته الاقتصادية والتجارية لصالح الولايات المتحدة وتجميد الحروب وإيقافها، والتوصل إلى تفاهمات وقواسم مشتركة، مع روسيا والصين وبلدان العالم الأخرى، وانعكاس ذلك على منطقتنا العربية.
يتميز الأردن، أننا نملك ثلاثة عوامل تفرض الاستقرار والطمأنينة:
أولا علاقات مستقرة متوازنة تحكمها المصالح المشتركة مع الولايات المتحدة، وأوروبا، رغم الخلافات والتباينات والأولويات، ومع البلدان العربية المجاورة: السعودية، مصر، سوريا، العراق وفلسطين.
ثانيا الوضع الأمني المستقر على خلفية إمكانات الجيش والأجهزة الأمنية القادرة على حماية الأمن والاستقرار سياسياً وجنائياً، سواء داخلياً أو الحدود المشتركة مع البلدان المجاورة.
ثالثها علاقات تحكمها قاعدة المشاركة للأردنيين لدى مؤسسات صنع القرار، والعمل الدائم على توسيعها ما أمكن ذلك، عبر الانتخابات، وتعدد عناوين الاختيار النسبي في ضخ دماء جديدة لدى المؤسسات الحكومية والدوائر الرسمية.
تطورات مهمة ستظهر على سطح المشهد السياسي، وبداية وقف إطلاق النار في غزة، وتدفق المساعدات للشعب الفلسطيني المنكوب الموجوع. ــ الدستور