كمال زكارنة يكتب : حكومة نتنياهو تذر الرماد في العيون.

كمال زكارنة :
الحديث عن موافقة حكومة الاحتلال على ادخال مساعدات الى قطاع غزة ،ليس الا ذرا للرماد في العيون ،ولا يمكن ان يكون ادعاء الاحتلال بتلك الموافقة موثوقا ولا صادقا،وان حصل ذلك فهي موافقة ارضائية ومؤقتة ومحدودة جدا،وكما يشاع فهي تشمل الطحين والدواء فقط لا غير،ومن خلال منظمات دولية ومطابخ دولية،لكن ما يؤكد كذب الاحتلال ،قيام طائراته ودباباته بقصف مستودعات الادوية في المشافي الفلسطينية في القطاع ،وما تبقى من اغذية في المستودعات الفارغة،وتأتي هذه الموافقة المزعومة بضغط ظاهري شكلي من ادارة ترمب، بعد ان اودع الميارات العربية الاربعة في بنوك الولايات المتحدة ،على اسم الخزينة الامريكية .
ادخال المساعدات بهذه الطريقة ،يعتبر تجربة تسبق فرض الحكم العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة، بعد تقسيمه الى اربعة اجزاء،والاشراف المباشر على ادخال المساعدات وتوزيعها.
ماذا يعني ادخال المساعدات جزئيا،وقطاع غزة تحت الاحتلال وتحت النار ،والناس يموتون جوعا وبسبب القصف المجنون الذي لا يستثني شبرا واحدا من مساحة القطاع ،وفي ظل الحشد العسكري الاسرائيلي المتواصل واستخدام جميع القوات النظامية والاحتياط في جيش الاحتلال ،والعمل على استقدام عشرين الف جندي اضافي لزجهم في معارك القطاع.
المؤشرات والمعطيات في الجانب الاسرائيلي، لا تشير ابدا الى نوايا لوقف العدوان العسكري على قطاع غزة ،ولا مجرد التفكير باية حلول سياسية او تفاوضية ،بل الى الاستعداد المتواصل للاستمرار في الحرب وتوسيعها ،وتكرار الهجوم والاجتياحات والاقتحامات مرات ومرات،لتحقيق هدف نتنياهو وزمرته المجرمة،الذي يرمي الى افراغ قطاع غزة من سكانه الفلسطينيين وتهجيرهم الى دول اخرى بعيدا عن فلسطين.
حتى الان لا تمارس ادارة ترمب ضغوطا جدية على نتنياهو،رغم حصولها على كل ما ارادت من الاشقاء العرب،دون وضع شرطا واحدا لوقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني،ويبدو ان ترمب قرر الفصل بين حصوله على الاموال العربية ،وبين موقفه من اسرئيل وعدوانها على الشعب الفلسطيني.
بعد عشرين شهرا على العدوان الاسرائيلي،يعجز جيش الاحتلال عن تحقيق اهداف العدوان،وبدأ يستخدم اساليب الاجرام التي يتبعها في الضفة الغربية في ملاحقة المقاومين، وهي وحدات المستعربين الخاصة التي تتخفى بالزي الفلسطيني النسائي والرجالي ،للوصول الى القادة الميدانيين للمقاومة، واغتيالهم في منازلهم وخيمهم واماكن تواجدهم ،كما حدث اليوم في خانيونس.
دول اسبانيا والنرويج وآيسلندا وايرلندا ولوكسمبرغ ومالطا وسلوفونيا ،اكدت انها لن تصمت امام الكارثة الانسانية في قطاع غزة امام اعين العالم اجمع.
تستطيع الدول العربية والاسلامية، ان تجعل من هذا الموقف الاوروبي شماعة،تتعلق بها وتبني عليه، وتعرب عن التهديد بتحريك شفاهها ،والانتقال من حالة الصمت المطبق المستمرة منذ عشرين شهرا ، الى حالة التشويح والتلويح بشيء ما !!.
معيب وعار ان يباد الشعب الفلسطيني وسط العالم العربي ،المنقسم الى ثلاثة اقسام،قسم يشارك في الابادة بشكل مباشر ،وقسم يشارك بشكل غير مباشر من خلال تقديم المساعدات والاموال وتسهيل نقلها للعدو،وقسم محايد لا علاقة له بما يحدث.