الأخبار

محمد خروب : هل «نعى» ترامب «وساطته».. لإنهاء الحرب في «أوكرانيا»؟

محمد خروب : هل «نعى» ترامب «وساطته».. لإنهاء الحرب في «أوكرانيا»؟
أخبارنا :  

بعد 90 يوماً على دخوله البيت الأبيض، «هدّد» الرئيس الأميركي/ترامب بـ"التخلي» عن مساعيه، وهو الذي واظبَ خلال حملته الانتخابية وقبلها بالطبع الزعم بأنه قادر على «حلّ» هذه الأزمة في يوم واحد، ناهيك عن تبجّحه بان حربا كهذه لم تكن لتحدث لو انه كان رئيساً عند اندلاعها.

كل ما سبقَ بات من الماضي، رغم أنه لم يكن يعني ـ من بين أمور أخرى ـ سوى أن ترامب ليس على دراية عميقة بالأسباب التي أدت لنشوب حرب كهذه، دخلت عامها «الرابع» منذ شهرين، وسط إصرار غربي/ناتوي على مواصلتها وسكب المزيد من الزيت على نارها، التي لم تنطفئ حتى في هدنة الأيام الثلاثة بمناسبة عيد الفصح، وبخاصة ما يسعى إليه ثلاثي حزب الحرب الفرنسي، البريطاني وخصوصاً الألماني، إضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية وحلف الناتو، لعرقلة أي اتفاق محتمل عبر ضخ المزيد من الأسلحة والصواريخ بعيدة المدى، فضلاً عن إرسال قوات مراقبة أو?«حفظ سلام» على ما يصفونها تمويها، في حال تم التوصل إلى اتفاق لوقف النار، في وقت تقول فيه موسكو انها ترى في «قوات» كهذه هدفاً مشروعاً لجيشها، ليس فقط في أنها قوات لدول مُعادية، بل خصوصاً أن ثلاثتهم أعضاء في حلف شمال الأطلسي/ناتو.

تهديد ترامب بقرب «نعي» وساطته جاء أول أمس/السبت، في أعقاب إعلان كييف عن توقيع «مذكرة تفاهم» مع واشنطن بشأن صفقة معادن مثيرة للجدل. قائلاً/ترامب:"إذا جعلَ أحد الطرفين، ولأي سبب، العملية صعبة للغاية، فسنقول ببساطة: «أنتم حمقى، أنتم أغبياء، أنتم أناس فظيعون» – وسنتخذ قراراً بالتراجع»، مُضيفاً: «لكنني آمل ألا نضطر لفعل ذلك». وكان لافتاً أن ترامب رفضَ في الآن عينه تحديد عدد الأيام التي ستنتظرها بلاده،» قبل التخلي عن جهود الوساطة لوقف النار في أوكرانيا»، رغمَ تشديده مُستطرداً: «نحن نريد أن يحدث هذا بسرعة». وعندم? سُئل إن كان الرئيس الروسي/بوتين «يلعب به»، رد باستعلاء: «لا أحدَ يلعب بي. أنا أحاولُ المُساعدة».

تصريحات ترامبية كهذه جاءت بعد ساعات من اعلان وزير خارجيته/ ماركو روبيو، أن الولايات المتحدة مستعدة للتخلي عن جهود الوساطة «خلال أيام». وكان لافتاً أن روبيو قال ما قاله بعد اجتماعات مع قادة أوروبيين وأوكرانيين، مُردفاً: إن ترامب لا يزال مهتماً بالتوصل إلى اتفاق، لكنه أشار إلى أن للرئيس الأميركي «أولويات عديدة أخرى» حول العالم، وأنه مُستعد «للمضي قدماً» في حال «لم يرَ مؤشرات على تحقيق تقدم». ولم يتردد في الزعم أن: «هذه ليست حربنا. نحن لم نبدأها»، مُتابِعاً في تهديد واضح: على أنه إذا «كان الاتفاق غير ممكن، في?ظل استمرار الفجوة الواسعة بين روسيا وأوكرانيا»، فإن «الرئيس الأميركي سيكون «على الأرجح» قد بلغَ النقطة التي يقول فيها: «حسناً، لقد انتهينا».

وإذ ترافقت تهديدات كهذه مع تسريبات (أميركية) مُبرمَجة في ما يبدو، بان إدارة ترامب «مُنفتحة» على الاعتراف بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم»، كجزء من اتفاق سلام أوسع نطاقًا بين موسكو وكييف». ما رأى فيه مراقبون «تنازلاً أميركياً مُحتملاً» وإشارة إلى حرص ترامب على ترسيخ اتفاق وقف إطلاق النار، فإن قراءة مُغرضة كهذه تتصادم تماماً مع تصريحات أميركية ادلى بها مسؤولون في إدارة ترامب قالت من بين أمور أخرى إن على كييف الاعتراف بسيادة روسيا على القرم وجمهوريتيّ دونيتسك ولوغانسك إضافة إلى مُقاطعتيّ خيرسون وزابوريجي? روسيّتا القومية. دون إهمال حقيقة أن الرئيس الروسي/ بوتين أكد مراراً أن موقف موسكو هذا غير قابل للتفاوض أو النقاش.

صحيح أن كييف رفضت ـ حتى الآن ــ موقف روسيا، وصحيح أيضاً أن إدارة ترامب رأت ـ حتى الآن أيضاً ـ أن طوحات كييف الانضمام الى حلف شمال الأطلسي/ناتو «غير مُمكنة، ناهيك عن تشدد حلفاء أوكرانيا من الأوروبيين ورفضهم الاعتراف باي أراضٍ «مُحتلة» على أنها روسية، إضافة إلى ما قالته متحدثة الخارجية الأميركية/ تامي بروس، إنه من المهم «أن يُدرك الشركاء الأوروبيون أن واشنطن لن تشارك في الاجتماعات على مدى سنوات من أجل أوكرانيا. مُضيفة: «أعتقد أنه من المهم أن يسمع ذلك أيضاً الشركاء في أوروبا. نحن «لن نفعل ذلك خلال هذا العام ك?ه». لن نعقد لقاءات حول الاجتماعات. كما تعلمون «نحن لن نقوم بالانتظار» ونأمل ونبذل الجهود الكبيرة من أجل الجهود. هناك «مرحلة نهائية للحرب، وهي وقف إطلاق النار وهذا الأمر يمكن أن يحدث على الفور».

أمام ذلك كله يبرز موقف كيث كيلوغ، المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص إلى أوكرانيا، الذي قال أول أمس/السبت: إن «هدنة قريبة تلوح في الأفق»، مشيراً إلى أن فريقه سيعود إلى لندن «من أجل حل قضية وقف النار في أوكرانيا وحسمها». في ألغاز هذه وأحاجي؟ ــ الراي

kharroub@jpf.com.jo

مواضيع قد تهمك