الأخبار

العين القرالة: الحياة الحزبية رافعة للعمل السياسي والنيابي

العين القرالة: الحياة الحزبية رافعة للعمل السياسي والنيابي
أخبارنا :  

إعداد: عبدالحافظ الهروط

«زاوية» تستضيف بها الرأي طوال شهر رمضان المبارك، شخصيات سياسية واقتصادية ودينية وثقافية وفنية ورياضية، لتسلط الضوء على مسيرتهم وآرائهم في قضايا عديدة.

ينتسب لعائلة ميسورة الحال، وهبت أنفسها وما أنعم الله عليها من خير، لإكرام الآخرين، ومساعدة طلاب الحاجة سراً أكثر ما هي علانية.. ذلك أن رب إلاسرة الشيخ إسليّم القرالة ظل يحثهم على هذه الشمائل وأن «كل زين منّا».

وزاد عليها، بأن يكون جميع أبنائه متعلمين متسلحين بالأدب والخلق واحترام الناس، محبين للأرض التي ورثها عن والده أو أقدم إلى شرائها، وقد حرص على زراعتها، بالإضافة لمزاولة مهنة التجارة، والسبب في هذا، أن الأب يرى أن الزراعة والتجارة هما «الرزقة» وحرية لكل من يعمل بهما، على عكس الوظيفة وقيودها.

ونزولاً عند رغبة أبيه، نزل إلى ميدان القطاع الزراعي، ليتحمل المسؤولية مبكراً، وفيه عركته الحياة، مع أنه عاد من مصر بشهادة الحقوق.

في رحلته الحياتية يمكن توصيفه بالشاب المثقف، المزارع، القانوني، السياسي الحزبي، قبل أن يكون نائباً ووزيراً وعيناً عند دخوله العمل العام، وقد ترك في كل موقع أثراً لدى الدولة وللناس.

عن مسيرته وسيرته، يتحدث العين حيا اسليّم القرالة لـ قبل الإفطارلـ$:

النشأة؟

نشأت لعائلة ميسورة الحال بحكم عمل والدي بالزراعة والتجارة، وكانت بداية تعليمي بمدرسة كثربا، وانهيت الثانوية العامة من مدرسة هزاع المجالي بالكرك، وفي هذه المرحلة، تشكّلَ عندي الوعي مبكراً لمطالعات الكتب الثقافية والسياسية والدينية والأدبية، وغيرها، في ظل وجود تنوع حزبي يعكس طابع الطيف السياسي لمحافظة الكرك.

غادرت إلى الإسكندرية لدراسة الحقوق، متأثراً بأشقائي الذين سبقوني للدراسة في دول أوروبية، فوجدت في مصر ما يضيف إلى ثقافتي مفاهيم ومعارف جديدة استقيتها من كتب وصحف مصرية وعربية وصحيفة الرأي وصحف تصدر بالمهجر ومجلات ودور الفن، ما أثرى ثقافتي وصقل شخصيتي إلى جانب ما كسبته من دراستي الحامعية، وقد تزامنت مرحلة هذه الدراسة (٨٦-١٩٩٠) مع أحداث سياسية كنت متابعاً لها بكل اهتمام، وخاصة أنني ادرس في دولة محورية، ولها وزنها وتأثيرها العربي والإقليمي، في السلم والحرب.

العمل العام؟

في أثناء عودتي إلى الأردن، صدعت لرغبة والدي، بتولي الأعمال الخاصة بالزراعة، وقمت على تطويرها، وفي الوقت ذاته، خضعت لتدريب المحاماة من أجل الانتساب إلى النقابة، وأمضيت في هذا العمل الحر (زراعة ومحاماة) لمدة ١٣ سنة.

ونظراً للعلاقات الواسعة التي شكّلها والدي مع المواطنين وتبني قضاياهم واحتياجاتهم ومساهماته في كثير من دور العبادة والمؤسسات التعليمية وأعمال الخير وحل مشاكل من يطلبون العون والمساعدة وطلب العمل، كلها انعكست لصالحنا كأبناء، بعد وفاته عام ١٩٩٩.

وكان من مردود هذه العلاقات، أنني عندما خضت انتخابات مجلس النواب الرابع عشر عام ٢٠٠٣، وهو أول مجلس في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، وكنت حينها أصغر مرشح (٣٤عاماً) وجدت خلال العملية الانتخابية من الناس كل محبة ودعم ووجدت فيهم المروءة وهم يتكفلون بتقديم واجبات الضيافة والتفاعل بأمور الحملة.

واستطيع القول بأن هذا المجلس كان على قدر المسؤولية في تركيبته ونضوج أعضائه، وأدائه التشريعي، كما كان له دور في الخدمة المجتمعية بما فيها من مطالب للناس وتعيينات أبنائهم،يمكن أن أطلق على تلك المرحلة مقولة » قمرة وربيع» حيث كانت الوظائف متاحة.

أما سنوات المجلس وقد تولى رئاسته المرحوم عبدالهادي المجالي خلفاً للرئيس سعد هايل سرور، فكانت شاقة ولكنها ثرية بالمعرفة وأسرار الدولة وقطاعاتها، إذ تمكن المجلس التعامل مع مجموعة قوانين كانت معلّقة.

عدت إلى حيث بدأت

وفي عام ٢٠١١ عيّنت في حكومة د.عون الخصاونة وزيراً للتنمية السياسية والشؤون البرلمانية، وجاء تعييني لخبرتي النيابية ولرئاستي وعضويتي للجان في المجلس والتخصص في الشؤون القانونية.

وكانت الحكومة منفتحة على جميع الأحزاب ونجحت في إنجاز قوانين عديدة مهمة في الحياة السياسية وما يهم المواطنين، حتى أن الحكومة لقيت ارتياحاً شعبياً، إلا أنها لم تستمر إلا لأشهر.

عام ٢٠١٦ عيّنت في مجلس الأعيان وكنت أصغر أعضائه، ولا شك أن المجلس يبقى بيت الخبرة حيث تناقش فيه القوانين والقضايا الوطنية، بكل ادراك وتروّ، وبما يخدم المصالح العامة، كما تم تعييني في المجلس الحالي.

كيف ترى العمل السياسي في الأردن؟

العمل السياسي متعب ويحتاج إلى جهد وجَلَد وصبر وبالطبع لنضوج فكري وخبرات متراكمة، ولا بد من الإشارة إلى دور الأحزاب في إنجاح هذا العمل والعمل البرلماني، باعتبار الأحزاب الفاعلة رافعة لهما.

أقول هذا، من خبرة حزبية كانت مع حزب التيار الوطني الذي قاده المرحوم عبدالهادي المجالي وشخصيات وطنية لها حضورها الوطني والمجتمعي والفكري بعد أن تم دمج بعض الأحزاب مع هذا الحزب.

ويتبادر لذهني هذا السؤال: لماذا لم تستمر الأحزاب الحالية بحراكها وقد بدأت قبل انتخابات مجلس النواب الحالي بجولات شملت مناطق المملكة لتعرض برامجها وتطالب الناس بالانضمام لها ودعمها؟

لقد وفرت الدولة فرصة لتكون لدينا حياة حزبية ومنحتها مقاعد نيابية لم تكن في السابق، فأين دورها اليوم؟!.

ماذا عن الإعلام؟

يحتاج إلى تنظيم ومراجعة في التشريعات، هو إعلام مزدحم يعيق المهنة، يسوده انفلات في وسائل التواصل الاجتماعي، ويجب أن يكون أشخاصه منضويين تحت مظلة نقابة الصحفيين.

من جهة ثانية ادعو الدولة ومنها الحكومة لدعم المؤسسات الإعلامية وتحديداً الصحف الورقية اليومية، كونها تملك تاريخاً طويلاً من مسيرة الوطن، إذ كنا ننظر إلى الرأي بأنها الناطق الرسمي للأردن.

رسالة للشباب؟

مطلوب من الدولة توفير مشاريع عمل للحد من البطالة، فأين وجدت البطالة وجد الفقر، ولكن ادعو الشباب بأن يذهبوا للعمل الخاص وعدم انتظار الوظيفة، والوقوف في «طوابير» من المعطلين.

-طقوس رمضان؟

نحرص كأخوة على اللقاءات الرمضانية في المزارع الخاصة بنا، ونؤدي خلالها العبادات، فقد كان الوالد، رحمه الله، يشدد على أن نكون عائلة متماسكة ومتحابة، ومخلصة في المسؤولية الوظيفية، وهم: يحيى وعمل سفيراً، والمهندس عقيد متقاعد، وعبدالحي والقاضي عبدالمحيي وعبدالحليم مدير مدينة الكرك الصناعية ود. ذيب والصحفي د.عبدالحكيم.

مواضيع قد تهمك