صحافي لبناني يتهم “حزب الله” بالتورط في أحداث الساحل السوري والحزب ينفي

كشف الصحافي والسياسي اللبناني علي حمادة عن معلومات حول تورط "حزب الله” في الاضطرابات الأخيرة في الساحل السوري، مشيرًا إلى تحركات لعناصر وضباط من النظام السوري السابق بين لبنان وسوريا، ودورهم في تنسيق العمليات التي اندلعت مؤخرًا في الساحل وحمص.
ووفقًا لما ذكره حمادة في مقابلة تلفزيونية، فإن هناك اعتقالات شملت عددًا من الضباط السابقين في النظام السوري، ممن شاركوا في عمليات ضد الحكم في دمشق، وتبين أنهم كانوا يتنقلون بانتظام بين لبنان وسوريا.
وأشار إلى أن السلطات اللبنانية تلقت إبلاغًا رسميًا من دمشق حول وجود عناصر وضباط سابقين يعملون على نقل معلومات وأموال، والمساهمة في تنسيق العمليات التي شهدها الساحل السوري مؤخرًا.
وبحسب حمادة، فإن المعلومات التي زودتها السلطات السورية لنظيرتها اللبنانية تضمنت أدلة على هذه التحركات، ما دفع الأجهزة الأمنية في بيروت إلى استدعاء وفيق صفا، مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله”، للتحقيق في هذه المعلومات.
وأضاف حمادة أن هذا التطور يعكس حساسية الموقف اللبناني الرسمي، حيث تسعى بيروت إلى النأي بنفسها عن التدخل في الشأن السوري، ولا ترغب بأن تكون طرفًا في أي صراع داخلي هناك.
وكشف حمادة أن "حزب الله” لم يوقف تحركاته عبر الحدود اللبنانية- السورية منذ شهور، حيث تأتي هذه التحركات لعدة أسباب، منها:
– نقل أموال متبقية في مناطق ريف حمص والمناطق التي كان الحزب ينتشر فيها داخل سوريا.
– إعادة إدخال الأسلحة والمعدات العسكرية إلى لبنان، خصوصًا أنظمة توجيه الصواريخ والطائرات المسيّرة، بعد أن كان يتم تجميعها سابقًا على الأراضي السورية.
كما أشار إلى أن هذه المعلومات تتقاطع مع تقارير تمتلكها السلطات اللبنانية وسفارات غربية في بيروت، والتي تؤكد أن "حزب الله” يعيد تأهيل بنيته العسكرية بدعم من خبراء إيرانيين موجودين داخل لبنان.
"حزب الله” ينفي أي تدخل في سوريا
وكان "حزب الله” قد أصدر، السبت، بيانًا ينفي فيه "بشكل قاطع” تدخله في الأحداث الجارية في سوريا أو وقوفه مع أي طرف.
وقال الحزب في بيانه: "بعض الجهات (لم يسمها) تدأب على الزجّ باسم حزب الله، في ما يجري من أحداث في سوريا، واتهامه بأنه طرف في الصراع القائم هناك”.
وأضاف: "حزب الله ينفي بشكل واضح وقاطع هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة، ويدعو وسائل الإعلام إلى توخّي الدقة في نقل الأخبار وعدم الانجرار وراء حملات التضليل التي تخدم أهدافًا سياسية وأجندات خارجية مشبوهة”.
ويأتي هذا الجدل حول دور "حزب الله” في وقت شهدت محافظتا اللاذقية وطرطوس تصعيدًا هو الأكبر من نوعه منذ سقوط نظام الأسد، حيث شنت فلول النظام السابق هجمات منسقة ضد القوات الحكومية، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى، وفق مصادر أمنية سورية.
وتواصل السلطات السورية عمليات التمشيط والتعقب للقضاء على أي جيوب مسلحة متبقية، مع تحذيرات صارمة لكل من يرفض تسليم السلاح.
يثير هذا الملف تساؤلات حول مدى جدية السلطات اللبنانية في اتخاذ خطوات للحد من نشاط "حزب الله” عبر الحدود، خاصة في ظل الضغوط الإقليمية والدولية المتزايدة.
ويبدو أن التوتر المتصاعد بين الحكومة السورية الجديدة و”حزب الله”، الذي كان أحد أبرز داعمي الأسد، يعكس تحولًا في موازين القوى داخل سوريا، في ظل مساعي الحكومة السورية الجديدة لإعادة فرض السيطرة الأمنية ومنع أي تدخل خارجي في شؤونها.