التدريب المهني.. انجاز استثنائي بتخريج 12 ألف متدرب العام الماضي

قال مدير عام مؤسسة التدريب المهني الدكتور أحمد الغرايبة، إن رسالة المؤسسة لم تعد مقتصرة على برامج التدريب المهني التقليدية، بل أصبحت معنية بإيجاد فرص عمل وتشغيل الخريجين بغض النظر عن أعمارهم أو خلفياتهم العلمية.
وأشار الى أن عام 2024 كان استثنائيا في مسيرة نجاحات المؤسسة، حيث تجاوز عدد خريجيها 12 ألف متدرب ومتدربة، رغم أن الطاقة الاستيعابية للمعاهد التابعة للمؤسسة تبلغ 8 آلاف متدرب، مبينا أن المؤسسة تعمل على استيعاب أكبر عدد ممكن من المتدربين عبر تفعيل بعض التخصصات على فترتين صباحية ومسائية في 17 معهدا.
وأوضح الغرايبة في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن عدد المتدربين الملتحقين حاليا بمقاعد التدريب يبلغ 9500 متدرب في برامج التدريب المهني و 1500 متدرب في برامج التعليم المهني، مبينا أن العام الماضي شهد توسعا في انتشار المعاهد، ليصل عددها إلى 30 معهدا موزعة في مختلف محافظات المملكة.
وأوضح أن 62 بالمئة من خريجي المؤسسة حصلوا على فرص عمل ولديهم أرقام ضمان اجتماعي، منهم 53 بالمئة يعملون ضمن تخصصاتهم و 9 بالمئة يعملون في مجالات أخرى كما أن 19 بالمئة من الخريجين يعملون في الاقتصاد غير الرسمي، ما يشير إلى أن نحو 80 بالمئة من خريجي المؤسسة لديهم مصادر دخل.
وأكد أن المؤسسة تعمل وفق الركيزة الاستراتيجية المنبثقة عن رؤية التحديث الاقتصادي، حيث تتضمن 6 أولويات لقطاع التدريب والتعليم المهني والتقني.
وتابع، إن المؤسسة تركز على أولويات رئيسية تهدف إلى مواءمة مخرجات التدريب مع احتياجات سوق العمل، مشيرا إلى أن المحور الأول: يتمثل بتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، حيث تعتمد المؤسسة على ثلاثة مصادر لتطوير البرامج التدريبية، أولا التعاون المباشر مع القطاع الخاص، حيث ترتبط المؤسسة بشراكات مع أكثر من 3000 جهة، ما يتيح تحديد التخصصات المطلوبة، ثانيا الاستفادة من مخرجات مجالس المهارات القطاعية التابعة لهيئة تنمية وتطوير المهارات وثالثا الاعتماد على الدراسات القطاعية الصادرة عن المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية لتطوير البرامج التدريبية.
أما المحور الثاني: يركز على تحديث وتطوير برامج التدريب المهني، بينما المحور الثالث: يتمثل في رفع كفاءة وقدرة المدربين وتأهيلهم والمحور الرابع: يركز على إدخال التكنولوجيا واستشراف مستقبل المهن.
وأوضح الغرايبة أن المحورين الخامس والسادس يرتبطان بإعادة هيكلة المؤسسة ضمن خارطة تحديث القطاع العام، إضافة إلى تطبيق الإطار الوطني للمؤهلات الذي تشرف عليه هيئة الاعتماد العالي وزارة التربية والتعليم.
وأكد أن القطاع الصناعي يعد المشغل الأكبر للمهنيين، ما عزز من الشراكة بين المؤسسة وغرف الصناعة في إطار الجهود المستمرة لمواءمة مخرجات التدريب مع متطلبات السوق المحلية.
ولفت الى أن نقل ارتباط مؤسسة التدريب المهني إلى وزارة التعليم وتنمية الموارد البشرية يأتي انسجاما مع أولويات رؤية التحديث الاقتصادي، حيث سيتم نقل ارتباط مؤسسة التدريب المهني إلى وزارة التعليم وتنمية الموارد البشرية، مبينا أهمية أن يكون التدريب والتعليم المهني تحت مظلة واحدة بغض النظر عن تبعيته لأي وزارة.
وبين أن عملية الدمج ستتم على مرحلتين، تشمل الأولى، توقيع اتفاقية شراكة بين المؤسسة والوزارة تضمن تحويل هذه المعاهد بالكامل إلى مدارس للتعليم المهني، وجرى اختيار 5 معاهد من مختلف محافظات المملكة كبداية لهذه التجربة، والمرحلة الثانية، ستشهد تغييرا في الهيكلية مع احتمال أن يكون رئيس مجلس إدارة المؤسسة وزير التربية والتعليم وتنمية الموارد البشرية وهي الوزارة الجديدة التي سيتم إنشاؤها.
وأكد أن خطة الدمج ستسير وفق المخطط لها دون أن تتأثر المؤسسة، حيث ان المهام التي تقوم بها سيتم نقلها من مكان الى آخر لضمان استمرار تقديم خدمات التدريب والتعليم المهني بكفاءة.
وأشار الى أن المؤسسة أطلقت أول تجربة لها مع قطاع صيانة السيارات الكهربائية والاليات الثقيلة، حيث تم جمع وكلاء السيارات لتحديد احتياجاتهم السنوية، مبينا أن القطاع قادر على استيعاب 200 فرصة عمل سنويا بينما تقدم 2000 متدرب، وهذا يعني أن 90 بالمئة منهم لن يجدوا فرصة عمل محلية مباشرة.
وقال، إن المؤسسة أطلقت مسارين، الأول: توسيع نطاق التخصصات المطلوبة محليا وإقليميا ودوليا بحيث لا يقتصر التدريب على السوق المحلي فقط بل يمتد الى الأسواق الخليجية والعالمية والثاني: إبرام شراكات دولية مع جهات تحتاج إلى مهارات، مثل المانيا، كندا بريطانيا، استراليا، ونيوزلندا واميركا خاصة في ظل توفر الكفاءات الأردنية القادرة على العمل في بيئات ناطقة باللغة الإنجليزية.
وأكد أن المؤسسة تركز على تدريب وتأهيل الشباب في قطاعات متنوعة تشمل السيارات الكهربائية والآليات الثقيلة والسياحة والضيافة وفنون الطهي والمهارات الخضراء التي تتضمن الطاقة المتجددة ومعالجة المياه وطاقة الرياح والصناعات الجلدية والمحيكات والخبائز.
ونوه الغرايبة الى أن المؤسسة بصدد التعاون مع كندا العام الحالي، لتدريب العمالة الأردنية، حيث تبرز الرعاية الطبية والتمريض ورعاية كبار السن ضمن قائمة التخصصات المطلوبة في السوق الكندي إلى جانب طاقة الرياح التي تشهد طلبا متزايدا.
وأوضح أن رسالة المؤسسة لم تعد تقتصر على تقديم برامج التدريب المهني التقليدية، بل أصبحت معنية بإيجاد فرص عمل وتشغيل الباحثين عن العمل، بغض النظر عن أعمارهم أو خلفياتهم العلمية، مشيرا إلى أن المؤسسة تستقطب اليوم أكثر من 2000 طالب يحملون شهادات البكالوريس والماجستير والدكتوراه، ما يعكس تغير شريحة المستيفدين من خدماتها، إذ باتت تضم باحثين عن عمل من مختلف المستويات الاكاديمية والتخصصات.
وأكد الغرايبة أن مؤسسة التدريب المهني تواصل جهودها في تأهيل الشباب لاقتناص الفرص في سوق العمل سواء محليا أو عالميا من خلال برامج تدريب حديثة ومتطورة وشراكات استراتيجية تلبي احتياجات القطاعات الأكثر طلبا.
وفي إطار رؤية المؤسسة لتعزيز الريادة المهنية وتمكين الشباب، أعلن الغرايبة، عن إطلاق محور جديد بعنوان "الوظيفة عبر الإنترنت" بالشراكة مع المؤسسات الدولية.
وبين أن العديد من الشركات العالمية في كندا وأميركا وأستراليا ونيوزيلندا ودول الاتحاد الأوروبي تطلب مجموعة من الوظائف المستقبلية والمهارات من خلال العمل عن بُعد، ما يتيح للأردنيين فرصة عمل مع إحدى هذه الشركات دون الحاجة للهجرة أو الحصول على تأشيرات عمل، ووفقا لقدراتهم ومهاراتهم في إنجاز المهام المطلوبة.
وأشار إلى وجود عدد من الأردنيين الذين يعملون حاليا عن بُعد من داخل المملكة مع إمكانية تعزيز هذه الأعداد عبر ربطهم بالشركات والمنظمات العالمية أو من خلال دعمهم للحصول على منح تساعدهم في تأسيس مشاريعهم الخاصة.
وأكد أن مؤسسة التدريب المهني تدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة ليس عبر التمويل المباشر، ولكن من خلال توفير التدريب والتأهيل، إضافة إلى تسهيل حصولهم على دعم مالي عبر جهات مثل صندوق التنمية والتشغيل والمؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية "جيدكو" والمنظمات الدولية.
وأضاف، إن برنامج الريادة المهنية سيكون إلزاميا لجميع التخصصات التدريبية لعام 2025، لضمان تأهيل الشباب بمهارات ريادية شاملة مثل إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية والتسويق وإدارة المشاريع، ما يمكنهم من إنشاء مشاريعهم الخاصة في حال لم تتوفر لهم فرص عمل.
وأوضح أن هذه الجهود تأتي في إطار سعي مؤسسة التدريب المهني لدعم الشباب الأردني وتهيئتهم لسوق العمل المتغير وتعزيز ثقافة العمل الحر وريادة الأعمال كبديل استراتيجي يواكب التحولات الاقتصادية العالمية.
وقال، إن فكرة مراكز التميز تقوم على تقديم تدريب مهني متقدم ومتخصص وفقا لمتطلبات سوق العمل المحلي والدولي من خلال توفير برامج تدريبية حديثة بالتعاون مع القطاع الخاص والجهات المانحة بهدف تحسين جودة المهارات وزيادة فرص التشغيل للشباب الأردنيين.
وتابع، إن المؤسسة أنشأت مجموعة من مراكز التميز في عدة قطاعات مهنية مع التركيز على معايير مهنية إلزامية تشمل اللغة الإنجليزية المتخصصة والمهارات الرقمية والسلامة والصحة المهنية المتخصصة والتدريب على ريادة الأعمال وتم إدراج 8 من معاهد المؤسسة ضمن شبكة مؤسسة التدريب المهني ETF، بالاضافة الى تواصل المؤسسة تطوير وتهيئة البنية التحتية لهذه المراكز لضمان مواكبتها للتطور.
وأشار إلى أن مؤسسة التدريب الأوروبية "ETF" تعمل على توفير الدعم لعدد من الدول لتحسين نظم التعليم والتدريب المهني فيها وتحليل احتياجاتهم المهارية وتطوير أسواق العمل لديهم بما يساعد على تحقيق النمو الاقتصادي المستدام في بلدانهم.
من جهة أخرى، أكد الغرايبة أن جهود المؤسسة مستمرة في توفير فرص التدريب والتوظيف للباحثين عن العمل من خلال جميع شركائها، إضافة إلى نشر الاعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، موضحا أن جميع الإعلانات تتضمن روابط إلكترونية تتيح للباحثين عن العمل التقديم بسهولة، ما يساهم في الحفاظ على قاعدة بيانات محدثة تضم أكبر عدد ممكن من الخريجين.
وقال، إن المؤسسة تولي اهتماما خاصا بالخريجين من الثانوية العامة ودون ممن لا يمتلكون المهارات الرقمية اللازمة للتسجيل عبر الروابط الإلكترونية، حيث تفتح لهم أبواب 30 معهدا تدريبيا منتشرة في جميع محافظات المملكة، مشيرا إلى أن التسجيل في هذه المعاهد يتم إلكترونيا عبر المشرفين المتواجدين فيها، وليس يدويا.
وفيما يتعلق بثقافة العيب، أكد الغرايبة انها ليست موجودة ولا تشكل عائقا أمام الشباب الأردني، موضحا أن هناك خريجين من تخصصات هندسية يتلقون التدريب المهني في المؤسسة بمجالات متنوعة مثل فنون الطهي والزراعة المائية والمحيكات، حيث يتم تزويد المتدربين بالمهارات المطلوبة التي تؤهلهم لدخول سوق العمل، مشيرا الى أن هناك إقبالا متزايدا ورغبة كبيرة لدى الشباب في التدريب المهني، ما يعكس أهمية هذه البرامج في تأهيل القوى العاملة وتعزيز فرص التوظيف.
وبين الغرايبة أن المؤسسة تولي اهتماما كبيرا بالباحثين عن العمل بغض النظر عن أعمارهم ومستوياتهم التعليمية أو جنسهم، مشددا على أن المؤسسة تتبنى نهجا مرنا يمكنها من توقيع اتفاقيات مع مختلف القطاعات الحيوية داخل الأردن وخارجه.
وأضاف، إن المؤسسة تركز على تأهيل الشباب بمهارات حقيقية تتناسب مع احتياجات سوق العمل، ما يعزز فرص حصولهم على وظائف تلبي متطلبات الاقتصاد الحديث، لافتا الى أن المؤسسة باتت أكثر اهتماما بتقديم التدريب في مهارات المستقبل، وتنقسم إلى قسمين رئيسيين: المهارات المرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة والمهارات الخضراء وهي جميع المهن الخضراء.
--(بترا)