الأخبار

الإذاعة الأردنية في عيدها الـ66.. صوت الوطن الصادح بالحق

الإذاعة الأردنية في عيدها الـ66.. صوت الوطن الصادح بالحق
أخبارنا :  

استطاعت الإذاعة الأردنية عبر عقود أن تتبوأ مكانة رفيعة في وجدان وفكر الأردنيين والعرب والعالم بأجمعه، وحافظت على قوة رسالتها الإعلامية المتوازنة الثابتة بصوت يصدح بالحق منذ أن افتتح المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، في الأول من آذار عام 1959 مبنى إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية، حيث ألقى كلمة بهذه المناسبة بدأها بالقول: "بسم الله الرحمن الرحيم أفتتح محطة الإرسال الجديد للإذاعة الأردنية الهاشمية".
وأضاف جلالة المغفور له بإذن الله قائلا: "إن الأردن اليوم، وهو يصغي إلى صوته الحي المنافح عن حياض العروبة والإسلام، ويحمل في ثناياه صور المجد، وتشع من أعماقه هالات القداسة وأنوار الهواية، إنما يجد نفسه قادرا على إنارة الطريق أمام السائرين، وإضاءة السبل أمام السالكين، وسبيله هو سبيل الرحمن، ودعوته الخيرة، وحدة وتراحم وإخاء".
تسرد الإذاعة الأردنية بفخر قصص وأمجاد العروبة وبطولات الثورة العربية الكبرى، وتتناول حكايات المجتمع وقضاياه، مُعبرة عن صوت الشعب وتطلعاته، فتخاطب أذن المستمعين بمزيج من التراث العصري والحداثة المدروسة، لتكون مرآة تعكس طموحاتهم وتلبي احتياجاتهم، متحلّية برسالة نبيلة ترتقي بالذوق العام ومستعرضة جمالية الفكر وروح التراث، وملتزمة في الوقت ذاته بحس المسؤولية الوطنية وبناء الوعي الجماهيري.
وفي هذا الصدد، أوضح إعلاميون في أحاديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) بمناسبة عيد الإذاعة الأردنية السادس والستين، الدور المحوري للإذاعة في صناعة هوية وطنية أردنية راسخة، وبما يؤكد على دورها الحيوي في بناء مجتمع واعٍ ومتماسك خلف قيادته الهاشمية الحكيمة.
وأشاروا إلى أن الإذاعة الأردنية أثبتت عبر عقود أنها ليست مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل منبرا يعكس وجدان الأمة، ويعزز الوحدة الوطنية، ويسهم في مواجهة التحديات التي يمر بها الوطن، بفضل رؤيتها الإعلامية المتزنة، وحرصها على تقديم محتوى هادف.
مدير إدارة الإذاعة الأردنية مهند حسين الصفدي، قال إن الإذاعة الأردنية صوت الحق، عملت منذ تأسيسها على إبراز صوت الوطن لتدخل كل بيت أردني من خلال الخطابات الملكية والرسمية للحكومات والمؤسسات والوزارات.
وبيّن، أن الإذاعة نقلت الخبر بكل مصداقية ودقة، كما حملت قضايا وهموم المواطن الأردني، وتفاعلت مع قضايا الوطن والمواطن عبر برامجها ونشراتها الإخبارية، فكانت الصوت الصادح بالحق تخاطب وجدان الأردنيين وعقولهم فهي التي لا تتوه بوصلتها عن بوصلة الوطن والقيادة الهاشمية.
وأشار إلى أنها حملت عبر أثيرها قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية القضية الأولى، ووجهت الأنظار نحو جهود ومواقف الهاشميين التاريخية تجاه القضية الفلسطينية والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وتابع الصفدي، أن الإذاعة تقدم مجموعة واسعة من البرامج التفاعلية التي تسلط الضوء على المواهب الناشئة في مختلف المجالات، كما تولي اهتمامًا خاصًا بالقضايا الشبابية المحورية مثل التعليم والتوظيف، وفي الجانب الترفيهي، تقدم الإذاعة محتوى موسيقيًا متنوعًا يجمع بين الأغاني المحلية والعربية والعالمية، إلى جانب برامج حوارية تركز على اهتمامات الجمهور.
وقال: لقد تكللت إنجازات إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية عبر سنين تميز جهودها الدؤوبة في تقديم برامج نوعية حصلت من خلالها على العديد من الجوائز المتقدمة في المهرجانات المحلية والعربية والدولية عن أعمالها الدرامية والموسيقية التي أنتجتها الإذاعة.
وأكد، أن الإذاعة الأردنية تحرص على تعزيز حضورها في الفضاء الإلكتروني من خلال بث برامجها عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وتقديم محتوى رقمي حصري على منصات التواصل الاجتماعي؛ مما أتاح لها تفاعلًا أوسع مع جمهورها.
ولفت الصفدي إلى أن الإذاعة الأردنية لم تكن مجرد وسيلة إعلامية تقليدية، بل كانت ولا تزال درعًا حصينًا في مواجهة الأزمات والتحديات التي مر بها الأردن على مر العقود؛ فقد كان صوت الإذاعة الأردنية حاضرًا في مختلف المحطات السياسية والاجتماعية التي مر بها الوطن، حيث أسهمت في توحيد الصفوف، وتعزيز روح التضامن الوطني، ونقل توجيهات القيادة الهاشمية في الأوقات الحساسة، سواء خلال الأزمات والحروب والتحديات الاقتصادية، حينما كانت المصدر الأول للمعلومات الموثوقة التي يعتمد عليها الأردنيون في الحصول على الإرشادات الصحية والتوجيهات الرسمية.
وأضاف: "عندما واجه الأردن تحديات أمنية وسياسية، كانت الإذاعة الأردنية صوتًا جامعًا يدعو للوحدة والتلاحم بين أبناء الشعب الأردني، حيث عززت من خلال برامجها المختلفة الشعور بالانتماء الوطني، وأكدت على مركزية القيادة الهاشمية في حماية استقرار البلاد وتعزيز نهضتها".
وأوضح، أن إذاعة القرآن الكريم تعد من أبرز المحطات الإذاعية التابعة لمؤسسة الإذاعة الأردنية، حيث تُعنى بنشر التعاليم الإسلامية السمحة، وتعزيز الوعي الديني من خلال برامجها الهادفة، إذ تبث تلاوات قرآنية عذبة بأصوات كبار القرّاء الأردنيين والعرب، وتحرص على تقديم تفسير واضح للآيات القرآنية، إلى جانب تقديم برامج متخصصة في السيرة النبوية، بالإضافة إلى برامج الفتاوى الشرعية كما تحرص الإذاعة على تقديم محتوى اجتماعي ديني يعالج المشكلات الأسرية والمجتمعية من منظور إسلامي.
وتابع الصفدي أن الإذاعة تلعب دورًا مهمًا في المناسبات الدينية، حيث تخصص بثًا خاصًا خلال شهر رمضان لنقل الأجواء الروحانية للمستمعين، من خلال برامج الفجر والفتاوى اليومية والخواطر الدينية، إضافة إلى نقل الأذان والصلوات وخطب الجمعة، فضلا عن إذاعة عمان FM التي تعد منصة إعلامية موجهة بشكل رئيسي إلى فئة الشباب.
وفي السياق ذاته، أشار إلى أنه لم تغفل الإذاعة الأردنية عن دور القوات المسلحة الأردنية في حماية الوطن والدفاع عنه، فقد خصصت العديد من البرامج التي تسلط الضوء على بطولات الجيش العربي الأردني، ومسيرته المشرفة في حماية حدود الوطن والمشاركة في عمليات حفظ السلام الدولية حيث عززت من مكانة الجيش في قلوب الأردنيين، ورفعت من مستوى الوعي حول دوره المركزي في الحفاظ على أمن واستقرار المملكة.
ومع حلول شهر رمضان المبارك، قال الصفدي: "تواصل الإذاعة عبر إذاعة البرنامج العام تقديم باقة متنوعة من البرامج التي تعكس فضائل الشهر الكريم، وتخدم احتياجات مستمعيها، حيث هذه البرامج نقطة ارتكاز تربط بين المستمعين وقضايا المجتمع، كما تسهم في نشر الوعي وتعزيز الثقافة الروحية والإنسانية".
ولفت إلى أنه بين أبرز هذه البرامج الإذاعية الرمضانية (قول على قول) وهو برنامج إذاعي يتضمن مناجاة ودعاء إلى الله، وبرنامج (بيوت الله) وبرنامج (الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان) والبرنامج الوثائقي سيمي درامي (مدائح نبوية) وهو عبارة عن حلقات غير متصلة، تقدم كل حلقة قصة قصيدة من قصائد المدح لرسول الله عليه الصلاة والسلام، وبرنامج (أذن خير) وهو يقدم محطاتٍ من سيرة النبي العطرة صلوات ربي وسلامه عليه، والبرنامج الاجتماعي الديني (لوحات وطقوس)، إضافة إلى برنامج (تاء التأنيث في رمضان) والذي يتناول العديد من المواضيع والقضايا التي تهم المرأة المسلمة منها دورها المحوري في الأسرة في رمضان.
وتطرق إلى عدد من البرامج الإذاعية الرمضانية، كاللقاء المفتوح (فكر وحضارة) وبرنامج (صحتك بالدنيا في رمضان) والذي يقدم النصيحة الطبية اليومية من خلال استضافة أطباء وذوي اختصاص، وبرنامج (مع الغروب) حيث يقدم الفقرات ذات المسحة الدينية الروحانية والاجتماعية، إضافة إلى البرنامج التفاعلي المنوع (ليالي رمضان) والبرنامج الاجتماعي الديني التوعوي (رمضان الرقمي) والذي يهدف إلى تقديم رؤية أوسع لتعاملنا مع العالم الرقمي في رمضان، فيما تواصل برامج إذاعة البرنامج العام السيارة بثها خلال شهر رمضان، بالإضافة إلى استمرار بث البرامج السيارة في شهر رمضان المبارك وهي ما بعد الآن، ومن وحي الجمعة، وعالم الاقتصاد، والبث المباشر، ونوافذ، وفتاوى، ودين ودنيا، ومتابعات، وحكايا أردنية، وقاع المدينة.
وأشار إلى أنه من خلال هذه البرامج المتنوعة، تواصل إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية دورها الريادي في تقديم محتوى هادف يرتقي بالذائقة العامة، ويدعم قضايا المجتمع الأردني والعربي في ظل الأجواء الرمضانية الخاصة.
المؤرخ والزميل الإعلامي الدكتور جورج طريف، من جهته، قال: "على امتداد أكثر من سبعة عقود كانت إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية، وما زالت شاهدًا ومشاركًا في الكلمة والصوت على نشأة الدولة الأردنية وتطورها ومتابعة الإنجازات والتحديات وتطورات الأحداث وتداعياتها على المجتمع الأردني والعربي".
وأشار إلى أن الإذاعة الأردنية حملت على عاتقها منذ اليوم الأول، وما تزال رسالة الدولة الأردنية بكل فخر واقتدار، وبدأت أعمالها بأربعة استوديوهات إلى أن وصلت الآن إلى 17 ستوديوها، ومنها للأعمال الدرامية وآخر للغنائية عدا عن استوديوهات البث والتسجيل.
ولفت إلى أنه استطاعت الإذاعة أن تكون مصدرا للمعلومة الصادقة والخبر الصادق متميزة في برامجها وأخبارها وإنتاجها الثقافي والمتنوع، ومتابعة منجزات الوطن على مختلف الصعد، وتنقلها بمهنية وشفافية وصدقية انطلاقا من دورها الوطني التنويري ضمن ثوابت الدولة الأردنية الوطنية، وكانت القضية الفلسطينية، وما زالت على رأس أولوياتها باعتبارها القضية الأولى في الوطن العربي، بالإضافة إلى متابعة القضايا العربية الأخرى.
وركز على أنه كان للإذاعة الأردنية الدور المميز في متابعة تطورات الأحداث على مختلف الصعد محليًا وعربيًا ودوليًا ابتداءً من عدوان حزيران عام 1967 وحرب تشرين عام 1973م ومرورًا بالحرب الأهلية اللبنانية، والحرب العراقية الإيرانية، ومؤتمر مدريد للسلام وما تبعه من محادثات واتفاقيات، ورحيل الملك الحسين وتولي جلالة الملك عبدالله الثاني الحكم من بعده وأحداث العراق والربيع العربي وما تبعها من تطورات، وانتهاء بأحداث طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية.
وأوضح، أن الإذاعة الأردنية تعد مدرسة إعلامية مميزة على مستوى الوطن العربي قامت وتقوم بعداد كوادر مهنية مدربة بأرقى المستويات، وحصلت على العديد من الجوائز على مستوى الوطن العربي والعالم كما أنها خرّجت وما زالت تُخرّج أعدادا كبيرة من الإداريين ومعدي البرامج والمحررين والمذيعين والكتاب وفنيي الهندسة الذين أسهموا في إدارة وتشغيل المؤسسات الإذاعية والتلفزيونية على امتداد الوطن العربي وإذاعات العالم كالـ"بي بي سي" و"صوت أمريكا" وغيرها.
وقال: "ما دمنا بصدد الحديث عن دور الإذاعة على المستوى الوطني لا بد من التأكيد على أن الإذاعة الأردنية عملت وتعمل على تعزيز وتعميق روح الولاء والانتماء للوطن وقيادته الهاشمية وتنمية الروح المعنوية والمشاركة بمختلف المناسبات الوطنية والدينية".
وأضاف: "يتزامن الاحتفال بذكرى تأسيس الإذاعة كل عام مع مناسبة وطنية عزيزة على قلب كل أردني وأردنية، ألا وهي ذكرى تعريب قيادة الجيش على يد المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، كما يتزامن الاحتفال بذكرى تأسيس الإذاعة هذا العام مع حلول شهر رمضان المبارك، إذ تخصص الإذاعة ساعات عديدة من البث اليومي على مدار الأربع وعشرين ساعة لبرامج دينية مناسبة للشهر الفضيل".
فيما قال الرئيس السابق لجمعية المذيعين الأردنيين محمد العضايلة: "إننا في الأردن نحتفي بالأول من آذار كل عام بولادة الإذاعة الأردنية وبمناسبات عزيزة علينا حيث نحتفي بذكرى تعريب قيادة الجيش العربي والتحرر من قيادة الأجنبي ليكتمل الاستقلال والسيادة الأردنية ولتكون القيادة أردنية الانتماء عربية هاشمية الولاء، فكان الصوت يعلن هنا عمان إذاعة المملكة الأردنية،هنا التحرر والانعتاق".
وتابع: "نحتفي بصوت الأردن الحر ومصنع الكفاءات الإعلامية، فكانوا وما زالوا فرسان الكلمة وحراس الوطن لذا يحق للإذاعة الأردنية أن تحتفي بيوم الإذاعة العالمي كغيرها من إذاعات العالم؛ لأنها استطاعت أن تؤدي دورها بكل حرفية واقتدار لإيمانها بأن دور الإذاعة أينما كانت يقوم على تنمية الوعي لدى الشعوب وتحفيزها للعمل".
وأشار إلى أنها الأداة الأسرع لنقل المعلومة والأسهل في الاستعمال، بحيث يستطيع المتلقي متابعة الأخبار والمعلومات، فالإذاعات أصبحت الشريك الموثوق للمعلومة وبنسبة تفوق كل وسائل الاتصال، ولاحظنا ذلك في حرب الإبادة المفروضة على قطاع غزة.
وأضاف: "للإذاعات الوطنية الدور البارز في خدمة المواطن ومراقبة الحكومات وزيادة الشفافية وتحليل الأفكار والمعلومات بالإضافة لدورها الترفيهي والتوعوي، كما تعمل الإذاعة على تعزيز مفهوم الديمقراطية لدى الشعوب وتشجيع المستمعين على المشاركة السياسية والمدينة ليكون دوره بناءً وفاعلاً ومؤثرًا".
ولفت إلى أن الإذاعات، هي نوافذ الحرية والاستقلال والعدالة، فبالرغم من الضغوطات التي تعرض لها الإعلاميون كالتهديد بالقتل أو فقدان العمل، وهو ما شهدناه من تعرض الإعلاميين في قطاع غزة من قتل وتهجير وإبادة، إلا أنهم أظهروا نموذجًا للشجاعة والقوة بصدق واحترام باعتبارهم صناع الحقيقة والأقدر على نقل الواقع بكل ما فيه من فرح وحزن وإبداع.
--(بترا)

مواضيع قد تهمك