"غوغل" تدفع بأجندة عالمية لتثقيف العمال والمشرعين حول الذكاء الاصطناعي
تسعى شركة غوغل، التي تواجه بالفعل هجموًا تنظيميًا غير مسبوق، إلى تشكيل الرأي العام وسياسات الذكاء الاصطناعي قبل موجة عالمية لتنظيم الذكاء الاصطناعي.
وقال أحد المديرين التنفيذيين، لوكالة رويترز، إن الأولوية الرئيسية هي بناء برامج تعليمية لتدريب القوى العاملة على الذكاء الاصطناعي.
وذكر كينت ووكر، رئيس الشؤون العالمية في شركة ألفابت، التي تتبعها "غوغل"، أن "جعل المزيد من الأشخاص والمنظمات، بما في ذلك الحكومات، على دراية بالذكاء الاصطناعي واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، يؤدي إلى سياسة أفضل للذكاء الاصطناعي ويفتح (المجال أمام) فرص جديدة".
قيود تنظيمية
بينما تتسابق "غوغل" للتفوق على منافسيها من شركات تكنولوجيا كبرى بما في ذلك "OpenAI" و"ميتا" المدعومتين من "مايكروسوفت" في مجال الذكاء الاصطناعي، فإنها تدرك التدقيق التنظيمي الشديد الذي تواجهه في أعمالها الحالية في الإعلان والبحث.
في الاتحاد الأوروبي، عرضت "غوغل" بيع جزء من أعمالها في مجال تكنولوجيا الإعلان لإرضاء الجهات التنظيمية، حسبما ذكرت رويترز.
وفي الولايات المتحدة، تحاول وزارة العدل فرض تفكيك متصفح "كروم" الخاص بغوغل، على الرغم من أنها قد تغير مسارها تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وبالتزامن مع هذا، تعمل الحكومات على مستوى العالم على صياغة لوائح جديدة بشأن المشكلات التي قد تتفاقم بسبب الذكاء الاصطناعي، مثل حقوق النشر والخصوصية.
وتلقى قانون الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي، الذي يسعى إلى تقييم المخاطر ويتطلب إفصاحات بشأن أنظمة الذكاء الاصطناعي للأغراض العامة، ردود فعل سلبية من شركات التكنولوجيا العملاقة التي قد تجد نفسها معرضة غرامات بمليارات الدولارات.
فرصة لتشكيل الرأي العام
يرى المسؤولون التنفيذيون في "غوغل" فرصة لتشكيل الرأي العام حول هذه التكنولوجيا التي أثارت مخاوف متصاعدة بفقدان جماعي للوظائف.
وأعلن سوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لغوغل في سبتمبر عن صندوق استثماري بقيمة 120 مليون دولار لبناء برامج تعليمية للذكاء الاصطناعي.
ويسافر نواب رؤساء بالشركة بما في ذلك ووكر وروث بورات، الرئيسة والمديرة التنفيذية للاستثمار، بشكل متزايد حول العالم لمناقشة توصيات السياسة مع الحكومات.
وتتضمن جهود "غوغل" توسيع نطاق "Grow With Google"، وهو برنامج مشترك عبر الإنترنت يوفر أدوات تدريبية للشركات ويعلم العمال مهارات مثل تحليل البيانات أو دعم تكنولوجيا المعلومات لتوسيع آفاقهم في المجالات التقنية.
وفي ديسمبر، قالت الشركة إن مليون شخص حصلوا على شهادة للبرنامج. وقالت رئيسة البرنامج ليزا جيفيلبر إنها تضيف دورات متخصصة تتعلق بالذكاء الاصطناعي، ومنها دورة موجهة للمعلمين.
وقال ووكر إن الدورات وحدها لا تكفي لإعداد العمال، معتبرًا أن "ما يهم حقًا هو ما إذا كان لديك نوع من الهدف الذي يعمل الناس من أجله، كما لو كان اعتماد يمكن للناس استخدامه للتقدم لوظيفة".
وأضاف أن غوغل تريد زيادة التجارب على الشراكات بين القطاعين العام والخاص، مضيفًا أن المثال الرائد حتى الآن هو برنامج " Skilled Trades and Readiness"، حيث دخلت الشركة في شراكة مع كليات محلية لتدريب العمال على الوظائف المحتملة في بناء مراكز البيانات.
وتوقع أن يجري على المدى الطويل استبدال جزء صغير من الوظائف الحالية بالكامل بالذكاء الاصطناعي، واستشهد بالعديد من الدراسات حول هذا الأمر.
وتشير هذه الدراسات إلى أن الذكاء الاصطناعي سيتم دمجه في معظم الوظائف ببعض القدرات.