سميح المعايطة : سوريا.. مخاوف عربية مشروعة
التعامل العربي وتحديدا دول الإقليم العربية في مجمله كان ايجابيا وداعما للحكم الجديد وبشكل اكثر تحديدا داعم لسوريا الآمنة والمستقرة، لكن بعض الدول العربية المهمة في الإقليم لديها تخوفات مشروعة ربما ليست هيئة تحرير الشام مسؤولة عنها لكنها اليوم مطالبة بالتعامل معها وتبريد المخاوف لدى الدول العربية التي دفعت ثمنا كبيرا نتيجة التطرف والإرهاب.
اهم المخاوف ناتجة عن ان تركيبة هيئة تحرير الشام ليست تنظيما سوريا بل تنظيم عابر للحدود يضم جنسيات كثيرة من الدول العربية ودول إسلامية، وهؤلاء لديهم معتقدات وافكار ضد الانظمة السياسية لدول الإقليم، كما أن في الساحة السورية غير هيئة تحرير الشام لديها مواقف عدائية تجعلهم يعتقدون ان سقوط بشار الأسد انتصار ليس للثورة السورية فقط بل تحول سوريا الى قاعدة انطلاق ضد بعض الانظمة التي يقفون ضدها بل ويريدون إسقاطها.
حادثة احد افراد هذه التنظيمات من حملة الجنسية المصرية الذي تحدث بعدائية مع مصر وأرسل تهديدات من سوريا للحكم في مصر، طبعا الحكم الجديد في سوريا بعد ردود الفعل المصرية قام باعتقال هذا الشخص.
القصة تتجاوز حادثة فردية لكن التفسير الابعد ان هناك دولاً عربية لديها مخاوف من ان تتحول سوريا الى ساحة استقبال وايواء لتنظيمات متطرفة لها مواقف عدائية تجاه دولها.
مخاوف مشروعة تعززها تركيبة الفصائل في سوريا التي تضم آلاف المقاتلين الأجانب الذين لا يعنيهم انتصار على نظام بشار لكنهم يفكرون وفق منطلقات عقائدية قد تكون محرجة جدا حتى للحكم الجديد في سوريا.
وعلى الجانب الآخر هنالك داعش التي تريد العودة والعمل على الارض السورية تجاه سوريا ودول الإقليم وهنالك دول وجهات لديها مصلحة في إعادة بعث الحياة في ملف داعش، وهذا ملف لا يمكن مواجهته الا بعمل اقليمي ودولي. ــ الراي