عجلون:حراك ثقافي مميز يعكس الهوية الوطنية والتراث العريق
شهدت محافظة عجلون حراكاً ثقافياً مميزاً خلال العام الماضي بتنفيذ مديرية الثقافة 371 نشاطاً متنوعاً ضمن فعاليات مدن الثقافة الأردنية في قضاءي صخرة وعرجان تماشياً مع الاحتفالات الوطنية باليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية ومئوية تأسيس الدولة الأردنية.
وأشار مدير ثقافة عجلون سامر فريحات إلى أن افتتاح المركز الثقافي في عجلون من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني شكل نقطة تحول نوعية في تعزيز النشاط الثقافي بالمحافظة وبين أن المركز استضاف مجموعة واسعة من الفعاليات التي شملت جميع الفئات المجتمعية مع تركيز خاص على قضايا المرأة والطفل وذوي الإعاقة مشيراً إلى أن المركز أصبح منصة تجمع بين الأصالة والإبداع.
وأوضح أن الأنشطة شملت ورشاً تدريبية في الموسيقى، الفن التشكيلي، المسرح، الذكاء الاصطناعي، والرواية، إضافة إلى إطلاق مشروع "على خطى أهل الهمم” الذي وثّق التراث العجلوني من خلال تسجيل نصوص ومقابلات مع كبار السن. كما نظمت المديرية فعاليات مميزة مثل "رمضانيات” "مهرجان العباءة الخضراء”، و”مؤتمر عجلون ذاكرة مكان وحضور الإنسان”.
وأكد فريحات أن قضاءي صخرة وعرجان شهدا تنفيذ 167 برنامجاً ثقافياً متنوعاً، شملت أمسيات شعرية، عروضاً مسرحية، ندوات، مسابقات ثقافية، وورش تدريبية في الأدب والتراث والإعلام وساهمت هذه الفعاليات في تسليط الضوء على خصوصية المكان وتراثه الغني، إضافة إلى دعم مشاركة الجمعيات الشبابية والهيئات الثقافية.
وبيّن أن هذه الأنشطة ركزت على تعزيز الهوية الوطنية وتشجيع الإبداع المجتمعي، مع مشاركة واسعة من المجتمع المحلي، مما ساهم في تطوير الصناعات الثقافية والإبداعية وأشاد بدعم وزارة الثقافة لمبادرة المدن الثقافية، والتي نجحت في تحويل الثقافة إلى منتج ملموس يعكس هوية المكان وتراثه، ويسهم في تحقيق التنمية الثقافية الشاملة.
وأشار فريحات إلى أن مشاريع المدن الثقافية تضمنت أنشطة وبرامج تدعم السياحة والبيئة مثل المهرجانات الثقافية، معارض الكتاب، الجداريات، صناعة الأفلام الثقافية، البودكاست، الألعاب الشعبية، والأنشطة الرياضية كما شملت البرامج الرمضانية والأمسيات الشعرية بالإضافة إلى دورات تدريبية ساعدت في بناء قدرات الشباب في مختلف المجالات.
وأكد أن تجربة مدن الثقافة قدمت نموذجاً متميزاً في تفعيل الحراك الثقافي الاجتماعي من خلال تسليط الضوء على تاريخ وإنجازات المدن الأردنية والتعريف بمبدعيها في مختلف المجالات ودعا إلى تعزيز هذه المبادرات مشيداً بدعم وزارة الثقافة الذي ساهم في تحقيق التكامل بين الثقافة والتنمية.
واختتم فريحات حديثه بتأكيد أهمية استمرار هذا الزخم الثقافي خلال السنوات القادمة مشيراً إلى أن الجهود المبذولة من قبل الوزارة والمديرية أسهمت في ترسيخ مكانة عجلون كمركز ثقافي بارز يعكس غنى التراث الأردني وتنوعه.
مدن الثقافة الأردنية تواصل دورها في تعزيز الهوية الثقافية والإبداع الوطني، وتبرز كنموذج يعكس رؤية الأردن في استثمار التراث والثقافة لتحقيق التنمية المستدامة.