الحكومة تريد إيرادات إضافية لغايات التدريب وتريد رفع درجة الصعوبة أمام حصول الوافد على عمل ليتسنى لها تسريع خطتها بالإحلال وتسجيل خفض ظاهر لأرقام البطالة.

هل هذا هو الطريق الامثل؟

وزير العمل خالد البكار لا يبدأ من الصفر فبالاضافة الى اشتباكه نائبا بملفات الوزارة التي تسلم حقيبتها بين يديه خطط وبرامج مجربة في وزارته لكن يعرف ان وزارته لا تحمل هذا العبء وحدها وقلنا ونكرر ان عبء التصدي لمشكلة البطالة هو مسؤولية الدولة بقطاعيها العام والخاص فكل الوزارات يحب أن تعمل في هذا الملف وما مؤسسات القطاع الخاص كذلك.

أصحاب العمل يدركون أن مثل هذا التوجه يواجه مصاعب فالبديل وهي العمالة المحلية غير متوافر وهي ان توافرت غالبا ما تكون ذات كفاءة أقل أو معدومة ما يتنافى مع حسابات ومصالح أصحاب العمل التي عنها يدافعون.

يعتقد أصحاب العمل أن حل مشكلة البطالة بيد الحكومة وان كانوا هم أوعية الحل لكن ذلك لا يعني من وجهة نظرهم بأن عبء الحل كله يقع على عاتق الحكومة وهو ما يفسر المساهمة المحدودة من جانب القطاع الخاص في برامج التأهيل والتدريب.

هناك من يعتقد ان رفع رسوم العمل سيتيح حسب المجال أمام الاحلال وان رفع الحد الادنى للأجور سيشجع الاردني على العمل مع منظومة عمل اوسع من ذلك كثيرا فهناك بيئة العمل والضمان والتأمين الصحي وساعات العمل والمخاطر وغيرها.

عندما يتم طرح الموضوع على اصحاب العمل يسرعون الى مبررات اخفاق الاحلال واهمها ان العامل المحلي لا يتحمل العمل الشاق وهو قليل الانتاجية وهناك ظاهرة التغيب وترك العمل بشكل مفاجئ وقلة الخبرة ورفض الأجر القليل وهذه هي ذاتها المشاكل والعيوب التي تتمتع بها العمالة المحلية.

الخلاصة أنه ليس هناك حل سحري لمشكلة البطالة والا لتغلبت عليها بلدان صناعية كبيرة لكن هناك حدا أدنى يمكن تحقيقه للوصول الى نقطة التوازن اذ لا يمكن البدء بالاحلال لمجرد وجود خطر البطالة والا لتحول القطاع الخاص الى موئل للبطالة المقنعة كما هو الحال في كثير من المؤسسات الرسمية لكن الفرق هو أن الحكومة تنفق من موازنة لا تهدف الى الربح بينما معيار الربح والخسارة عند القطاع الخاص هو الفيصل.

قبل تسريع وتيرة الإحلال على أهميتها هناك حاجة ماسة لهيئة لتنمية الموارد البشرية يمكن أن تنجح فيما أخفقت فيه مؤسسات أخرى في مواءمة مخرجات التعليم والتدريب المهني مع حاجات سوق العمل وفي التخطيط لسوق عمل متوازن قادر على امتصاص طالبي الوظائف بنسب مرضية كما أن هناك حاجة ماسة لهيئة تشغيل تساعد الناس على الحصول على وظائف مناسبة لقدراتهم، بدلا من العشوائية. ــ الراي

qadmaniisam@yahoo.com