الأخبار

علاء القرالة : للمتذمرين.. البنوك لم تجبركم!

علاء القرالة : للمتذمرين.. البنوك لم تجبركم!
أخبارنا :  

أنا شخصياً لم اسمع عن «بنك» في المملكة قام بإجبار أحد على الاقتراض منه ولم ارَ «موظفي» تلك البنوك يقفون على ابواب فروعهم وهم «يمسكون العصي» لإجبار المارين للاقتراض منهم عنوة، ولم اسمع عن بنك منح قرضاً لعميل دون اطلاعه على بنود العقد، فلماذا الهجوم بين حين وآخر؟

غالبية المقترضين من البنوك المحلية ذهبوا بملء إرادتهم، لا بل انهم توسطوا وبعضهم تحايل وزور الحقائق التي تثبت دخولهم من اجل الحصول على القروض دون تعطيل، حتى ان بعضا ممن يتذمرون الآن من البنوك يحاولون من جديد جدولة قروضهم ولا يتركون واسطة او معرفة او علاقة الا ويدخلونها لاجل الجدولة ومراكمة المديونية من جديد، ومن ثم بعد حصولهم عليها يشبعونك بكائيات وتذمرا وشكاوى.

للاسف الجميع بات يتعامل مع البنوك على انها فقط (قروض وافراد وفائدة) ويتجاهلون الدور المحوري لها في النمو الاقتصادي الكلي، فلولا البنوك لما تحرك «القطاع الخاص» ولما استورد ولا انتج ولا بني مصنع وفتح محل، ولم يتمكن الغالبية منا من تملك البيوت والسيارات والهواتف وكماليات الحياة ولما تمكنا من تلبية بعض الاحتياجات الاساسية كالتدريس والصحة وغيرها من التحديات التي تواجهنا او قد تواجهنا جميعا.

البنوك المحلية والاجنبية العاملة في المملكة قامت بدور محوري ومهم واساسي في حالة الاستقرار التي نحن بها الآن، فمن منكم ينسى دورها في جائحة كورونا وتأجيلها الاقساط دون فائدة، ومن منكم ينكر دورها في عملية تمويل القطاع الخاص لاستمراره في العمل والاستيراد والابقاء على سلاسل التوريد المهمة، ومن منكم يتجاهل دورها في النمو الاقتصادي والاستقرار النقدي ووقوفها مع الجميع وقت الشدة.

اليوم لا يجوز ولا يمكن ان نبقى نتعامل مع البنوك بقصر نظر وبشكل سطحي والاستمرار بمهاجمتها وانتقادها لأجل اجراءات قامت بها لظروف فرضت عليها عالميا والهدف منها مواجهة التضخم والحفاظ على استقرار الدينار والحد من الدولرة، كما علينا ألا نختزل دورها بما تمنح من قروض للافراد وان ننظر لها ولدورها بشكل شمولي في التنمية الاقتصادية وتمكينها للقطاع الخاص ودورها في المجتمع.

خلاصة القول؛ الجهاز المصرفي هو صمام الامان والعمود الفقري للاقتصاد في اي دولة بالعالم، ولهذا يجب علينا دعم البنوك لا الهجوم عليها كلما سنحت الفرصة من باب الشعبويات والمزاودات، فهي اولا واخيرا جهات استثمارية هدفها تحقيق الربح واسناد الاقتصاد بشكل عام، والاهم انها لم تجبر اي احد من المقترضين على الاقتراض واطلعتهم على العقود التي لربما عمتهم الاموال عن قراءتها بالتفاصيل. ــ الراي

مواضيع قد تهمك