هاشم عقل : التلوث البيئي.. أسباب ومخاطر وحلول
منذ الثورة الصناعية والتطور التكنولوجي، يتزايد التلوث البيئي بشكل مضطرد، ما يؤثر سلباً على الكائنات الحيّة ومصادر الحياة. الأسباب معروفة وكذلك الحلول، ولكن الدول الصناعية الكبرى تماطل وتؤجل تطبيق الحلول لأنها تقلص من أرباحها.
لم يعد تلوّث البيئة مشكلة محلية أو تقتصر على الدول الصناعية الكبرى، فقد باتت مشكلة عالميّة بسبب تراكم تأثيراتها وتأجيل تنفيذ الحلول.
العواقب المرتبطة بتلوث البيئة، تجلت في أواخر القرن الماضي؛ الاحتباس الحراري وذوبان الجليد الطافي في القطب الشمالي وانبعاث الجزيئات الدقيقة والمرض أو الموت، كلها تأثيرات ضارة تتزايد يوماً بعد يوم، بالرغم من توقيع 190 دولة اتفاقية باريس حول المناخ في نهاية العام 2016، والتي تهدف إلى وقف ارتفاع حرارة الأرض عبر خفض انبعاثات الغاز ذات مفعول الدفيئة. واضطرت 55 دولة تمثل 55% على الأقل من الانبعاثات العالمية إلى التوقيع على المعاهدة.
عادة ما يكون التلوث البيئي، على شكل مواد ضارة تهاجم الهواء والماء والتربة، ومن الممكن أن يكون أيضاً على شكل موجات، تهاجم آذاننا (تلوث سمعي أو ضوضائي) وعيوننا (تلوث بصري).
حالياً، يكثر الحديث عن التلوث بسبب الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري. تنتج هذه الغازات عن طريق السيارات والشاحنات وبعض المصانع. ثاني أوكسيد الكربون، أو CO2، هو واحد منها. علماً، أن ثاني أوكسيد الكربون لطالما كان موجوداً بشكل طبيعي في الطبيعة، وإذا أصبح ثاني أوكسيد الكربون مادة ملوثة اليوم، فذلك لأنه تراكم بشكل غير طبيعي في الهواء، على مدار الـ100 عام الماضية.
مفهوم التلوث البيئيّ يعني أي عمليّة اختلاط لأيّ مكون من مكوّنات الوسط البيئي، من ماء وهواء وتربةً، بمواد أو طاقة أو موجات ضارّة.
بعض هذه المواد تتسبب بأضرار فورية مؤقتة، والبعض الآخر، لا يظهر ضرره إلا بعد فترة طويلة من الزمن، ما يؤدي إلى اختلال حادّ للتوازن البيئي وللحياة على سطح الأرض.
أنواع التلوث البيئي
حتى الآن، تم رصد 5 أنواع من التلوث البيئي وهي:
تلوث الهواء والتربة والمياه والتلوث بالنفايات النووية والكيميائية.
يؤدي تلوث الهواء إلى تدهور البيئة وتفاقم مشكلاتها. قد يكون تلوث الهواء محلياً، لكنه قد ينتقل لمسافات طويلة، وأحياناً عبر القارات، وفقاً لأنماط الطقس الدولية.
وبالتالي، لا أحد في مأمن من هذا التلوث، الذي يأتي من 5 مصادر بشرية رئيسية.
تبث هذه المصادر مجموعة من المواد بما في ذلك أول أوكسيد الكربون وثاني أوكسيد الكربون وثاني أوكسيد النيتروجين وأوكسيد النيتروجين والأوزون السطحي والجسيمات وثاني أوكسيد الكبريت والهيدروكربونيات والرصاص وجميعها ضارة بصحة الإنسان.
هناك بعض الحلول لتجنب التلوث البيئي ومخاطره. منها، تقليل الأنشطة الملوثة وتشجيع الإنتاج العضوي مع احترام الإدارة البيئية وحماية البيئة (معيار ISO 14001).
في الوقت نفسه، يجب الحدّ من إنتاج النفايات وتجنب استنفاد الموارد بأن تعتمد جميع الدول إعادة تدوير النفايات ومعالجتها. فهذا يؤدي إلى استهلاك أقل للمواد، ويحد من النفايات وإطلاق الكربون في الغلاف الجوي.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أيضاً تقييد تدمير الموائل الطبيعية أو الموطن الطبيعي، لحماية التنوع البيولوجي، وحظر الصيد المكثف للحيوانات المهددة بالانقراض، وما إلى ذلك.
وقبل كل ذلك، من المهم للغاية الحد من استهلاك السكان في الدول الغنية.
ومن الحلول ايضا وجوب استخدام الطاقة المتجددة، كالطاقة الشمسية وتوربينات الرياح وتوربينات المد والجزر والطاقة الكهروضوئية والكتلة الحيوية والطاقة الحرارية الأرضية وغيرها.
قد يكون تركيبه مكلف للغاية، ولكن بفضل هذا النظام، من الممكن استهلاك طاقة أحفورية أقل، وبالتالي توفير في فاتورة الكهرباء والأهم توفير تلوث البيئة. ــ الدستور