م . باهر يعيش : إلى متى الأبراج في أماكن السكن والازدحام؟!
قبل يومين كنت مارًا برفقة صديق لي بمركبته. لم أكن أقود مركبتي كالعادة وهذا نادر. من يقود مركبته يكون مركِّزا على النظر أمامه في أغلب الأوقات. ذلك حرصًا على عدم حدوث توقف فجائي لمركبة أمامك أو تغوّل من فارس يأتي بمركبته من آخر الصفّ يصهل بمزمارها ويدسّ بمقدمتها بين مقدمة مركبتك ومؤخرة المركبة التي أمامك. من يقود مركبة في شوارعنا عليه أن يكون يقظًا (مجبصنًا) مليون بالمائة وبالتالي سيفقد فرصاً كبيرة لمشاهدة ما على جانبي الطريق ولو سلكها يوميًا.
في ذلك اليوم وأنا جالس على يمين صديقي؛ فوجئت بخيالي عملاقين يقفان...يقفزان فجأة على يميني!!، فقمت باللجوء بشكل تلقائي وأمسكت بصديقي مستنجدًا. كانا(برجين، عملاقين) بلون الرماد كما في حدّودة ستّي الختيارة ونحن أطفال... فاجأتني طلتهما المرعبة. برجان من باطون على تقاطع.. اسكان ضاحية سكنية عريقة في وسط الحي الغربي من عمان. مع طرقات معجوقة دوما وعلى حزمة إشارات تعاني من إزدحام شديد على اشارة شارع سعد بن ابي وقاص مع شارع مكة.. عدد الطوابق ١٨ طابقاً لكل عمارة، أي ٣٦ طابقًا للعمارتين.. واذا أضفنا الطابق الأرضي مع السدة?؛ يصبح العدد 40 طابقاً وهو ما يعادل احدى عمارات ابراج السادس.. (منقول عن ملاحظة الزميل للمهندس أنس قطان).
نتساءل! ما هي المعايير او الأنظمة والقوانين التي تسمح ببناء برج في منطقة سكنية ارتفاع أبنيتها لا تتجاوز الطابقين.. (لاحظ الفيلا الجميلة الأنيقة التي تقوقعت بجوارها بعد أن كانت تزيّن الحي والتقاطع أيام زماااان وحتى الآن). تقوقعت هذه المسكينة بجانب البرجين.. واعتقد ان النسر الواقف شامخاً اعلى الفيلا.. سيطير ويهجر هكذا مدينة.
هناك قلق متزايد على حجم المرور الكثيف والضغط على البنّية التحتيّة والفوقية.. الذي سوف تفرزه ابراج السادس الماثلة على مدى سنوات تشكو الهجران والتواجد في غير مكانها.. وهناك نفقان على الدوار السادس.. وشارعان بسعة 30 متراً * فما بالك بتقاطع بدون انفاق.. وسعة الشارع 20 مترا فقط على اشارة هذه الضاحية؟!.. سيكون هناك ضغط كبير على شبكات المجاري والمياه والسير. إلى متى هذه الأبراج في أماكن السكن؟!.العاصمة (عمّان) تعاني أصلًا بشوارعها من ازدحام شديد.. بل ازدحامات شديدة ومعذرة من العربية الفصحى. رفقًا (بعمان) يا سادة!?. نأمل أن نسمع ردًا على هذه التساؤلات من أصحاب الشأن. ــ الراي