الأخبار

أ د. امين مشاقبة : شرق أوسط بلا مقاومة!

أ د. امين مشاقبة : شرق أوسط بلا مقاومة!
أخبارنا :  

تهدف اسرائيل في هذه المرحلة الى القضاء على كل اشكال المقاومة ايا كانت على امتداد المنطقة برمتها وانفردت بالمواجهة واحدة تلو الأخرى، وبعد الانتهاء من حركة حماس وتقليص قدراتها العسكرية، عملت على الانفراد بحزب الله اللبناني، وحصلت على اتفاق أمني برعاية اميركية وابعاد حزب الله شمال نهر الليطاني وحماية جميع المستوطنات في شمال فلسطين التاريخية، واستغلت لحظه تاريخية بالانقضاض على القدرات العسكرية للنظام السوري البائد، وفعلت ما لم تكن قادرة على فعله بالسابق وتوسعت في هضبة الجولان واحتلت جبل الشيخ وما مساحته ١٨٠كم2?من الأراضي السورية، وتدعي ان ذلك اجراء مؤقت ومن فوق قمة جبل الشيخ طل علينا رئيس الوزراء الاسرائيلي مُنتشياً بضحكة صفراء ان هذه اراضٍ اسرائيلية وباعتقادنا انه من الصعوبة بمكان ان تنسحب اسرائيل منها بسهولة.

وبعد هذه الحروب الثلاث بدأت بعمليات جوية ضد الحوثي باليمن وفي آخرها تم تدمير مطار صنعاء المنفذ الجوي الوحيد للحوثيين، وإذا استطاعت ان تقضي لو جزئيا على الامكانات العسكرية له، فإنها ستتجه نحو الحشد الشعبي في العراق ما لم تستطع الحكومة العراقية سلمياً تحجيم دور هذا الحشد؟

وبذا اسرائيل تكون قد تعاملت مع كافة قوى المعارضة بالمنطقة وبعد انتهاء الهلال الشيعي وتراجع دوره فان اسرائيل تريد شرق اوسط من دون مقاومة ولا احد يعارض وجود دولة اسرائيل كجزء من المنطقة وبالتالي تحقيق مبدأ يد اسرائيل الطويلة التي تمتد لكل مكان يعارضها، أو يعارض وجودها، ومن خلال هذه المرحلة ستبدأ حركة التطبيع مع بقية الدول العربية بدءاً من المملكة العربية السعودية، أن المطلوب في هذه المرحلة أن تكون إسرائيل القوة المُسيطرة والمهيمنة على مفاصل القرار في الشرق الأوسط، وتنفذ ما تشاء برعاية اميركية مباشرة، وهي تمث? المصالح الأميركية بالمنطقة والحامية لتلك المصالح وخصوصاً مع قدوم ترامب الى البيت الأبيض.

ان هذه المرحلة هي مرحلة تصفية القضية الفلسطينية تدريجياً بالطريقة التوراتية كما يريدها اليمين المتطرف الحاكم في اسرائيل، منطقة خالية من اي قوى للمقاومة ودول مُطبعة مع الدولة العبرية، ولا مجال لا احد بالمعارضة على هذا الوجود والدور، وبذا تكون اسرائيل قد حققت بالقوة المفرطة مرحلة جديدة من مراحل تطور الدولة، وسيطرة على الشرق العربي على الأقل، لأن هناك مرحلة تالية تتعلق بمفهوم اسرائيل الكبرى او ما تسمى احيانا (اسرائيل العظمى) وهذا ما هو قادم في مقبل السنوات القليلة القادمة.

اننا امام مرحلة سيطرة الصهيونية العالمية على المنطقة وليس بالمدى المنظور أي تغيير على هذه المرحلة الا بعد مرور على الأقل جيلين قادمين ما لم يقضِ الله أمراً غير ذلك. إننا امام مرحلة التفوق النوعي لاسرائيل والقدرة على ضرب أي منطقة مقاومة للوجود الاسرائيلي، بالطبع ان اسرائيل اليوم هي احدى ادوات السياسة الخارجية الاميركية، وما استخدم من سلاح الا السلاح الاميركي وما تم كله برضا وموافقة مباشرة من البيت الأبيض.

مواضيع قد تهمك