فارس الحباشة : تطبيع سوري مع إسرائيل
المليارديرة الامريكية ميريام ادلسون، وهي من كبار ممولي حملة ترامب الانتخابية، وصديقة لابنته ايفانكا، في لقاء عبر قناة فوكس نيوز الامريكية، طرحت عرضا لشراء قصر الشعب في دمشق وتحويله لاقامة مقر للسفارة الاسرائيلية.
و هل ما قاله قائد العمليات العسكرية احمد الشرع حول العلاقة السورية / الاسرائيلية كاف؟ وتأكيده على أنه بلاده لا تريد خوض حرب مع اسرائيل.
فريق ترامب في « البيت الابيض « يعرف الى اين سوف تمضي العلاقة بين دمشق وتل ابيب؟ ومن المؤكد ان الادارة الامريكية الجديدة سوف تدفع نحو تطبيع سورية لعلاقتها مع اسرائيل.
ومن وراء الكواليس الامريكية، فان رفع «قانون قيصر» عن سورية مشروط في تطبيع العلاقة بين دمشق وتل ابيب. وابرام اتفاقية سلام، وتوقيعها في حديقة البيت الابيض. وهل يستطيع السوريون التفلت من التطبيع واقامة علاقة مع اسرائيل؟ وهل يراهنون على العلاقة مع تركيا؟ وما بين تركيا واسرائيل، هل ستكون سورية مرة اخرى مسرحا لصراع اقليمي ودولي؟!
ترامب في الحملة الانتخابية وعد في حل عقدة الجغرافية الاسرائيلية، ووعد بتوسيعها. ويبدو أن الترجمة الفورية لوعود ترامب جاءت في الاحتلال الاسرائيلي لجنوب سورية، والمشروع الموازي الاسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، وحيث لا مكان في الدولة اليهودية لغير اليهود، وابادة او تهجير» الاغيار « وهم الفلسطينيون. اسرائيل احتلت واستولت على جنوب سورية، وجيشها وصل الى معبر نصيب. ودمشق ودرعا على مرمى من الدبابات الاسرائيلية. وخطة اسرائيل تقتضي التقدم الى مسافة صفر وعلى بعد 15 كليو متراً من دمشق.
و هذا سيناريو اسرائيلي، ويحمل رسالة مباشرة الى « الحكم الجديد» في دمشق وحليفه الاكبر تركيا. وأن اورشليم هي من يقرر في نهاية المطاف، ويقف جيش الاحتلال على مسافة صفر من دمشق.
في سورية يبدو أن المشهد يزداد تعقيدا. والايام المقبلة حبلى بالمفاجات.. وامام واقع، كيف سيتم بالتفاهم الامريكي / الاسرائيلي تقسيم سورية الى دويلات اثنية وطائفية، وجهوية.
في التوارة سورية مشكلة وهاجس توراتي، بالاضافة للهواجس الاستراتجية والايدولوجية. وفي الاحتلال الاسرائيلي لجنوب سورية ترجمة لهواجس اللاوعي الاسرائيلي والحلم التوراتي باقامة «ممر دواد «، والوصول الى نهر الفرات عبر الجغرافيا السورية. و اللوبي الاسرائيلي في امريكا لا يخفي جهوده لاقناع الادارة الامريكية الجديدة بانشاء دولة كردية في سورية. ودولة تشكل نواة لاقامة «كردستان كبرى» في المربع التركي والعراقي والسوري، والايراني.
و في المنطوق الاستراتيجي، فان اي دولة كردية في سورية، فانها سوف تطل في رأسها على تركيا والعراق، وايران.
و هذا ما يثير الذعر في تركيا. ويعني أن التقسيم والتجزئة ليست «لعنة سورية».و بل سوف تطال الجغرافية التركية، ومناطق شرق الاناضول وجنوب شرق الاناضول ذات الموقع الاستراتيجي والموارد الطبيعية والمائية.
و السؤال العائم في المشهد السوري ومستجداته، اين الدور العربي؟ وما من مصلحة عربية في فوضى او فتنة كبرى في سورية. واي فتنة او فوضى في سورية، فسيكون لها تداعيات كبرى على الاقليم العربي والشرق اوسطي. ــ الدستور