الأخبار

م. فواز الحموري : توقعات وتنبؤات

م. فواز الحموري : توقعات وتنبؤات
أخبارنا :  

تكثر وتزدهر وتنتشر الكثير من التوقعات والتنبؤات مع نهاية عام وبداية عام وتختلط العديد من نتائج ذلك عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وتشكل حالات منوعة من القلق والخوف والتشكيك وفي المجالات العلمية والاجتماعية وحتى الشخصية.

لعل المتتبع للكثير من التحليلات والقراءات والتوقعات لكبار وصغار » المشهورين » عبر الفضاء الإلكتروني، يلحظ حجم البعد المنفعي لجهات وراء نشر وبث الكثير من التوقعات والتنبؤات في أوقات محددة ومناسبات خاصة.

الزلازل، الحروب، الأوبئة، الطقس، الطالع الشخصي، العلاقات، وبنود كثيرة تشملها توقعات وتنبؤات لنقل العرافين والمنجمين وبعض المحللين السياسيين والفلكيين والذين لا يمكن الاستناد لفحوى ما ينطقون به ولأسباب عدة أهمها نشر الجهل وإثارة الضعف والاستهتار بالعلم والتقليل من تأثير الخبراء وأهل المعرفة وتصديق روايات هدفها واضح من لمس شغف واهتمام المتابع.

نشهد حاليا العديد من الظروف السياسية الراهنة في منطقتنا والعالم ونتابع العديد من التوقعات والتنبؤات حول مصير الأحداث وربطها بالكثير من الأطماع الإسرائيلية والمخططات الصهيونية، إضافة إلى العديد من القراءات » شبه » العلمية لما نواجه على مستوى البيئة، المياه، الأمراض وحتى الفلك والأبراج وتوقعات كل برج في المجالات كافة.

من باب التسلية وجوانب أخرى يتم ملاحقة التوقعات والتنبؤات ضمن ما يرغب البعض في سماعها ومن ثم نشرها وللأسف تصديقها والتعامل معها على أنها واقع قادم لا محالة، ولكن هل نعي بحق من يقف وراء العديد من التوقعات والتنبؤات والتي أصبح الذكاء الاصطناعي وسيلة مناسبة لإنتاجها بدقة وجودة عالية؟

حتى أن بعض التوقعات والتنبؤات والتفسيرات التي لا تعتمد منهجية التدقيق تقع في معضلة نشر بعض القراءات غير الدقيقة على المستوى الشرعي والديني دون مراعاة قواعد البحث والاستنباط، وبالتالي الوقوع في أخطاء كثيرة وإثارة التحفظات عليها.

لماذا نصدق الذي لا يصدق ونشك في الصحيح؟ ذلك مفتاح التحقق من كل معلومة تصل أو نبحث عنها في مضمون الكثير مما ينشر بسخاء وللأسف حول مصيرنا وحياتنا وشؤوننا الخاصة والعامة.

لا بد أن يكون للعلم مكانة في مجمل وتفاصيل حياتنا وإلا وقعنا في براثن الجهل ونقل معلومات غير دقيقة من مجموعة ممن يدعون المعرفة وكشف الغيب والقدرة على كشف المستور وهم من ذلك براء، لولا العلم والعلماء والباحثين بجد ومثابرة لما وصلنا للحلول واكتشاف المستقبل ومسح الالم والمرض عن البشر.

يلزمنا العمل الجاد ووضع أهداف واضحة للمستقبل القريب لعام 2025 وعلى المستويات كافة والبدء بالتنفيذ بعزم وتصميم دون الانبهار بمضمون ما يتناقل عن المستقبل من ادعياء العلم والمعرفة والخبرة في الشؤون كافة.

بين التقدم والتراجع في مناحي الحياة ثمة مسافات واسعة للتدبر في سبل إدارة امورنا الذاتية والعامة والمضي قدما في مسيرة العطاء وللأسف ثمة العديد من التوقعات والتنبؤات والتسريبات التي تطال الأردن ومصيره ومستقبله في ضوء الأطماع من حوله، ولكنها سموم يجب الانتباه لأثرها ودورها في الإحباط والتشكيك.

علينا التوقع لانفسنا وصياغة أهدافنا وعدم الالتفات لما يمكن أن يحبط مسيرتنا ؛ واجهنا الكثير في الماضي وتجاوزنا محطات كانت بمثابة أحكام نهائية، ولكننا بفضل الله ويقظة القائمين على خدمة الأردن تخطينا تلك التوقعات والتنبؤات بما قمنا به من رصد ومتابعة ومواجهة ووأد في مهدها وبما يتوفر لقيادتنا من علاقات وخبرة وحكمة ورؤية ثاقبة لدارة دفة الأمور بشجاعة ووضوح.

ها نحن على مشارف عام جديد (2025)، ننتظر من خلاله الكثير، ولكن علينا العمل أكثر لتكون روايتنا هي الأثبت من توقعات وتنبؤات لا تمت لنا بصلة ومنطق ونتائج. ــ الراي

fawazyan@hotmail.co.uk

مواضيع قد تهمك