د.عماد الدين الزغول يكتب : السيادة الاردنيه و“مخطط 'سيف باشان' ملف ساخن
د.عماد الدين الزغول
بدأت اسرائيل بتنفيذ مخططها ' سيف باشان' تحت جنح الظلام مستغلة الفوضى التى رُسمت ملامحها في سوريا بعد اسقاط نظام بشار الاسد وتولي هيئة تحرير الشام بقيادة الجولاني ، فتمددت اسرائيل جغرافيا بالسيطرة على مرتفعات جبل الشيخ زاحفة نحو محافظة درعا لتنفذ مخططها التوراتي .
و المتابع للصراع العربي-الصهيوني القديم المتجدد الذي طبع القرن العشرين، يظهر له بجلاء العديد من المخططات الصهيونية التي سعت إلى التوسع على حساب الأراضي العربية. من بين هذه المخططات كان "مخطط سيف باشان”، الذي يعد نموذجًا واضحًا للأطماع التوسعية للحركة الصهيونية خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين.
واليك تفصيلا لمخطط سيف باشان يُنسب اسم المخطط إلى يوسف سيف ومناحيم باشان، وهما من الشخصيات الصهيونية التي ساهمت في وضع خطط تهدف إلى تحقيق حلم "إسرائيل الكبرى”. وُضع المخطط في سياق سعي الحركة الصهيونية لتوسيع نفوذها الجغرافي شرق نهر الأردن، باعتبار هذه المناطق جزءًا من المشروع الصهيوني.
تضمن المخطط عدة أهداف استراتيجية، أبرزها:
1. السيطرة الجغرافية: استهداف الأراضي الواقعة شرق نهر الأردن لدمجها ضمن "الدولة اليهودية”.
2. السيطرة على الموارد الطبيعية: ضمان التحكم بمصادر المياه والموارد الأخرى في تلك المناطق.
3. إنشاء مستوطنات حدودية: لتعزيز النفوذ الصهيوني وفرض أمر واقع ديموغرافي وسياسي.
السياق التاريخي والسياسي ظهر مخطط سيف باشان في فترة كانت الحركة الصهيونية تستغل فيها الدعم البريطاني لتحقيق أهدافها. إذ تم الترويج للمخطط على أنه جزء من استراتيجية "الدفاع”، إلا أنه في الحقيقة كان محاولة للسيطرة على المزيد من الأراضي العربية تحت ذريعة الأمن القومي.
على الجانب الآخر، كانت هذه الأطماع تشكل تهديدًا مباشرًا للأردن الذي اعتبرها تعديًا واضحًا على سيادته. فقد كانت القيادة الأردنية تدرك خطورة المخططات الصهيونية، وسعت إلى تعزيز موقفها من خلال الدبلوماسية والعمل الميداني.
الموقف الأردني والعربيواجه الأردن مخطط سيف باشان برفض قاطع. وقد شكل هذا المخطط جزءًا من الصراع الدائم بين المشروع الصهيوني والمقاومة العربية.
* على المستوى الرسمي، أكد الأردن بقيادته الهاشمية على حماية سيادته الوطنية ورفض أي محاولة للمساس بأراضيه.
* على المستوى الشعبي، أثارت هذه المخططات حالة من الغضب في الأوساط الأردنية والفلسطينية، مما عزز روح المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني.
دروس من التاريخ يعد مخطط سيف باشان مثالًا على الأطماع الصهيونية التي لم تتوقف عند حدود فلسطين، بل تجاوزتها لتطال الدول المجاورة. ورغم مرور عقود على هذه المخططات، فإنها تظل تُذكر كجزء من التاريخ الصهيوني المليء بمحاولات التوسع على حساب العرب.
هذا وبالرغم من التغيرات السياسية والجغرافية، يظل الأردن يقف بحزم ضد أي محاولة تستهدف سيادته أو استقرار المنطقة. وفي ظل التحديات المستمرة، يُعتبر مخطط سيف باشان تذكيرًا دائمًا بضرورة الحفاظ على وحدة الصف العربي لمواجهة الأطماع التي لا تزال قائمة.
"الأردن باقٍ، ومخططات التوسع زائلة”