منسق الشؤون الإنسانية في غزة : الاستيلاء على شاحنات المواد الغذائية تمت في مناطق تسيطر عليها إسرائيل
الأمم المتحدة ـــ في لقاء مع الصحافة المعتمدة بالأمم المتحدة الخميس، تحدث جورجيوس بيتروبولوس، رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في غزة، عن طريق الفيديو من القدس المحتلة، حول الأوضاع الإنسانية المتردية في غزة، والتي كان في زيارة لها قبل أيام، واصفا غزة بأنها أخطر مكان في العالم فلا مكان فيها آمن لا لشيخ أو لطفل أو لأم لستة أطفال.
وقال إن في غزة نحو مليوني مواطن همهم اليومي توفير الاحتياجات الأساسية من الغذاء ليبقوا أحياء. "الهم الأساسي للجميع هو أن يبقوا على قيد الحياة”.
وقال: "إن وكالات الأمم المتحدة الإنسانية موجودة في القطاع وتواصل عملها لدعم مليوني شخص عانوا لأكثر من 14 شهرا للبقاء على قيد الحياة لكنها تُمنع من أداء عملها”. وأضاف: "فعالية الاستجابة لا يجب أن تُقاس بعدد الشاحنات التي تصل إلى غزة، بل بما إذا كان الناس بمأمن من الجوع والمطر والمرض وما إذا كانوا قادرين على الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية الملائمة والحماية وحتى مياه الشرب الآمنة”. وأضاف أن الإمدادات التي تصل بالفعل إلى سكان غزة هي جزء ضئيل للغاية مما كان يصل قبل الحرب أو خلال شهورها الأولى. وذكر أن درجة دعم السلطات الإسرائيلية لعمليات الإغاثة الأممية في غزة شبه معدومة.
وقال بتروبولوس إن تعاون إسرائيل معنا لإيصال الاحتياجات الإنسانية للناس المحاصرين في غزة يكاد يصل إلى صفر. فالمساعدات لا تدخل، و”حركتنا محدودة أو ممنوعة والبضائع التجارية لا تصل إلى الناس. وقرب كرم أبي سالم، الممر الرئيسي للمساعدات الإنسانية في ظل إغلاق المعابر الأخرى، تقف عصابات جاهزة للسطو على المساعدات”.
المناطق التي حدثت فيها عمليات السطو والاستيلاء على الشاحنات تخضع للقوات الإسرائيلية
وردا على سؤال "القدس العربي” حول تكرار مسؤولي الأمم المتحدة حكاية السطو على 98 شاحنة محملة بالمواد الإنسانية واختفاء الشاحنات والسائقين واتهام فلسطينيين مسلحين بخطفها، "هل يعقل أن تسمح إسرائيل لمسلحيين على بعد 200 متر من المعبر بالاستيلاء على 98 شاحنة وإخفاء أثرها وإخفاء سائقيها؟، قال منسق الشؤون الإنسانية في غزة: "دعني أكون واضحا هذا النوع من السطو ذو طبيعة إجرامية. ولم أجد شخصا واحدا يصدق أن 98 شاحنة اختفت في غزة. نحن لا نعرف أين ذهبت الحمولات. بعض الشاحنات وبعض السائقين عادوا وظهروا ولكن أين تلك المواد وأين يتم الاحتفاظ بها لا نعرف. وهذه المناطق التي حدثت فيها عمليات السطو والاستيلاء على الشاحنات تخضع للقوات لإسرائيلية”.
وقال إن محاولات إرسال مساعدات غذائية إلى شمال غزة تمنع تماما وأحيانا تسحب منها المواد الغذائية والمحروقات. وفي نهاية المطاف لا يصل إلى شمال غزة شيء.
وأضاف بتروبولوس أن المنظمات الإنسانية غير قادرة على حل مشكلة غياب سيادة القانون في هذه المرحلة، "لقد أصبحت المشكلة أكبر من أن نتمكن نحن عمال الإغاثة من حلها. نادينا مرارا بتحسين الوضع مثل منع تهريب السجائر، ولكن لا يبدو أن لتلك الدعوات أي صدى. عندما نثير هذه الأمور مع السلطات الإسرائيلية، فإنها ترفض فعليا كل حل عملي نقترحه”.
وقال جورجيوس بيتروبولوس إن السلطات الإسرائيلية تواصل استهداف الشرطة المدنية داخل غزة وترفض السماح بالطرق البديلة لقوافل الإمدادات، كما ترفض السماح بواردات القطاع الخاص التي قد تؤدي إلى خفض الأسعار وتثبيط النهب.
وردا على سؤال ثانٍ لـ”القدس العربي” حول الوضع التعليمي في غزة، قال بتروبولوس، إن الأونروا واليونسيف أنشأتآ مراكز تعليمية، لكن العدد للأسف قليل جدا قد يصل إلى 30 ألفا في هذه المراكز والتي لا تتبع منهاجا محددا بعد خسارة سنة ثانية من التعليم الذي كان يضم 660 ألف تلميذ. بالإضافة إلى ذلك هناك عدد من الكورسات تقدم للتلاميذ عن طريق الإنترنت، وكثير من الطلبة يحاولون الاستفادة من التعليم عن بعد لكن للأسف كثير من الطلاب تعثرت مسيرتهم التعليمية. بعض هذه المراكز تساهم في إعطاء الطلاب فرصة للتعلم والابتعاد عن الأجواء المتوترة حيث تتضمن الدروس مساعدات نفسية. التعليم عن بعد عن طريق الإنترنت أيضا متقطع لأن شبكات الإتصالات في غزة متقطعة وضعيفة. "هذا مصدر قلق لنا وللعلم أيضا فإن قليلا من المواد التعليمية يدخل غزة بسبب الحصار وقلة وصول الشاحنات إلى غزة”.
وردا على سؤال آخر لـ”القدس العربي” فيما لو التقى بالشيخ خالد نبهان شخصيا، جد الطفلة التي حملها ميتة وقال عنها "روح الروح” وقد استُشهد مؤخرا "فهل التقيت به أو تعرفت عليه؟”، قال المنسق الإنساني: ” لسوء الحظ لم أتمكن من لقائه بينما تمكن عدد من موظفي الإغاثة الإنسانية من لقائه وأطروا عليه كثيرا ووصفوه بأنه "رجل سلام” لكنه للأسف وقع ضحية لتلك الحرب”.
وقال نبحث مع الإسرائيليين الكميات التي نريد أن ندخلها وأنواعها بالتفصيل وأنواع السيارات والشاحنات. وفي غالب الأحيان يكون الرد بالرفض. "لقد تم تحويل المواد الغذائية إلى سلاح عندما يتعلق الأمر بشمال غزة. فمن حق المواطنين أن يتحركوا كما يشعرون أن هناك أمنا وعلى منظمات الإغاثة أن توصلهم المواد الإغاثية حيث يكونون”.
وقال منسق الشؤون الإنسانية في غزة إننا نعمل على أساس أن هناك أملا في الموافقة بإدخال المساعدات. "نتلقى ردا بالرفض مرة وراء مرة ولكننا لا نتستلم ونعاود الطلب من جديد. إنه لشرف لي أن أعمل في مجال الإغاثة الإنسانية في غزة. ولا بد أن أثني على زملائي الفلسطينيين وهم بالآلاف. فهم يتمتعون بالشجاعة. ليس لدينا القوة أن نجبر الآخرين على قبول طلباتنا بإدخال المواد ولكننا نظل نحاول”.
وقال المنسق إن الحل يبدأ بوقف إطلاق النار ثم إدخال المساعدات بكميات كبيرة وخاصة الأغذية والأدوية لنعمل على حل الأزمة الإنسانية الكبيرة. "نحن بحاجة إلى أمن أثناء تحركاتنا وبحاجة إلى حرية حركة وتأشيرات دخول والعمل المتواصل لمساعدة أكثر من مليوني إنسان في غزة. ــ القدس العربي ــ عبد الحميد صيام