ندوة في منتدى الفكر العربي حول
الأمن القومي العربي- الإقليمي: الأمن البحري نموذجًا
عمّان – ناقش أكاديميون وخبراء عسكريون ومحللون سياسيون التحولات للأطر الحاكمة في التفاعلات السياسية والأمنية في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدين أن المتغيرات التي يشهدها العالم أثرت بشكل مباشر على معطيات الأمن القومي للدول، وأن الشرق الأوسط يواجه العديد من التهديدات المهمة، وفي مقدمتها التوترات الإقليمية حول المياه والحدود البحرية، جاء ذلك خلال ندوة عقدها منتدى الفكر العربيّ بالتعاون مع المعهد العربيّ لدراسات الأمن حول "الأمن القومي العربي- الإقليمي: الأمن البحري نموذجًا"، حاضر فيها اللواء الركن المتقاعد محمد فرغل، مساعد رئيس أركان سابقًا، وعضو المنتدى، والأستاذ الدكتور عصام ملكاوي، أستاذ العلوم السياسية والاستراتيجية، وعضو المنتدى، والأستاذ الدكتور محمد المصالحة، عضو مجلس أمناء الجامعة الأردنية، وعضو المنتدى، والدكتور أيمن خليل، مدير المعهد العربي لدراسات الأمن، والعميد الركن البحري المتقاعد فاضل كاسب الخالدي، مدير مجموعة الأمن البحري في المعهد العربي لدراسات الأمن، والعقيد الركن أيمن سالم نعيمات، ممثل القوة البحرية الملكية، وأدارها كلّ من الدكتور الصادق الفقيه، الأمين العام لمنتدى الفكر العربيّ، والمهندس سعيد المصري، وزير الزراعة الأسبق.
أشار د.الصادق الفقيه خلال إدارته للجلسة الأولى إلى أن الأمن القومي العربي في الشرق الأوسط، يعد أحد القضايا الأكثر إلحاحًا في السياق الدولي الراهن، نتيجة لتشابك الأزمات الإقليمية مع الديناميكيات العالمية، وتصاعد التوترات في المنطقة، مؤكدًا أن المرحلة الحالية تحتاج إلى دراية كافية وخبرات في التعامل معها، وإلى إعادة النظر في العلاقات العربية، وتطويرها بما يخدم المصالح العربية المشتركة.
وتحدث اللواء الركن المتقاعد محمد فرغل عن الأوضاع الجيوسياسية وتأثيرها على الاستقرار في المنطقة، مبينًا أن المشروع الصهيوني القائم من أخطر المشاريع التي تهدد أمن المنطقة وسلامتها، ومشيرًا إلى ضرورة تطوير مشروع عربي نهضوي إسوةً بالمشاريع القائمة في المنطقة، والاستفادة من العقول العربية للوصول إلى التنمية المستدامة، ومعالجة حالة التمزق التي تعيشها المنطقة.
وتناول د.عصام ملكاوي الفرص المتوفرة لتعزيز الأمن القومي على المستوى العربي والإقليمي، مشيرًا إلى أن نظام الأمن القومي يرتكز على عدد من الأبعاد والمستويات، ومن أهمها إدراك التهديدات سواءً الخارجية أو الداخلية، وتوفير القدرة على مواجهتها، وإعداد سيناريوهات متوقعة، موضحًا انعكاسات أزمة النظام الرسمي العربي على الأمن القومي، وافتقار المنطقة إلى نظام أمني إقليمي.
وقال د.محمد المصالحة: إن حجم التفاعلات بين البيئات العربية والإقليمية والدولية، كبير ومتعدد الأوجه، الأمر الذي يحتم على المنطقة أن تتأثر بأي تغيرات خارجية سواءً أكانت تغيرات إيجابية أم سلبية، مبينًا أهمية الالتزام بالقوانين الدولية، والعمل باتجاه سيادة القانون، وتعزيز دور المنظمات المعنية لمواجهة التحديات والصراعات القائمة للوصول إلى الاستقرار والسلم.
وخلال إدارته للجلسة الثانية بَيّنَ المهندس سعيد المصري أن انحدار الهيمنة الغربية أدى إلى فراغ سياسي عالمي، مما زاد من الفوضى السياسية التي أثرت بشكل مباشر على الأمن الوطني والإقليمي في الشرق الأوسط، وصاعدت الصراعات الإقليمية، مشيرًا إلى أنه في ظل تعدد الأقطاب وتغير موازين القوى، تواجه دول المنطقة صعوبة في الحفاظ على الاستقرار وتطوير استراتيجيات أمنية فعالة.
وتحدث د.أيمن خليل حول النظام الأمني في الشرق الأوسط، موضحًا أن المعهد العربي لدراسات الأمن يعمل على تعزيز لبنات النظام الأمني الإقليمي في المنطقة، إذ أنه أسس مجموعة الأمن البحري، لكون الأمن البحري ركن أساسي في نظام الأمن في المنطقة، مبينًا أن البنية التحتية لبناء نظام أمني إقليمي شامل في المنطقة متوفرة إلا أنها غير فعّالة بسبب غياب النظام الأمني العربي المتكامل.
وأوضح العميد البحري فاضل كاسب أن المنطقة البحرية للشرق الأوسط من أهم المناطق الاستراتيجيّة العالمية جغرافيًا واقتصاديًا وعسكريًا وأمنيًا، إلا أنها تفتقر لوجود استراتيجيّة بحرية فعّالة وشاملة، ولمبادرات إقليمية قادرة على مواجهة التهديدات الناشئة والطارئة، مؤكدًا ضرورة الاستفادة من الفرص المتاحة من خلال تعزيز التعاون والشراكات وتوزيع الأدوار.
وبَيّنَ العقيد الركن أيمن سالم نعيمات الأهمية الاستراتيجية لميناء العقبة، ومهام القوة البحرية والزوارق الملكية، كما أشار إلى خطط التحديث والتطوير لامكانيات القوة البحرية والزوارق الملكية، ومشاركتها في قوات التحالف البحري، وتناول أهم التحديات والتهديدات التي تواجه الأمن البحري الأردني في ظل الأوضاع الراهنة.
هذا، ويذكر أنه جرى نقاش موسع بين المشاركين والحضور حول القضايا التي طُرحت.