عين على القدس يناقش استغلال إسرائيل لقدوم ترمب لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية
ناقش برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين،
استغلال "عصابات الهيكل وبلطجية المستوطنات" قدوم الإدارة الأميركية
الحديثة من أجل المضي قدما في مخططاتهم لضم الضفة الغربية للاحتلال، وتصفية
القضية الفلسطينية والقضاء على الوجود الفلسطيني في فلسطين.
ووفقا
لتقرير البرنامج، تعمل المنظمات الاستيطانية التابعة للاحتلال من أجل
الإسراع في فرض السيطرة على كامل الضفة الغربية، ما أثار القلق في الشارع
الفلسطيني، بسبب معرفة الجميع بأن الرئيس الأميركي القادم يؤيد هده الخطوة،
لاسيما أنه قام خلال ولايته السابقة بنقل سفارة بلاده إلى القدس بعد
الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.
وأشار التقرير إلى أن وزير المالية في
حكومة الاحتلال، المتطرف سومتريتش، رحب بفوز ترمب في الانتخابات الرئاسية
الأميركية، معتبرا ذلك "فرصة لضم الضفة الغربية لدولة الاحتلال".
وأشار
التقرير إلى أن الإدارة الأميركية الجديدة تأتي في ظل هجمة شرسة على المسجد
الأقصى المبارك يشنها المتطرفون اليهود، برئاسة وزراء متطرفين في حكومة
الاحتلال، التي تعمل على فرض واقع جديد في المسجد الأقصى المبارك، ما ينذر
بخطر كبير محدق بأولى القبلتين، في ظل قدوم الإدارة الأميركية الجديدة
المعروفة بسياساتها السابقة التي تدعم توجه المتطرفين اليهود في توغلهم
داخل المسجد الأقصى المبارك.
من جانبه، قال مدير دائرة أوقاف القدس
وشؤون المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد عزام الخطيب التميمي، إن اليمين
المتطرف الإسرائيلي أكد في إعلاناته الرسمية التي تصدر في الوقت الحاضر أنه
ينتظر مباشرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لعمله، من أجل السعي في
مخططاتهم التي تهدف لتغيير الوضع القانوني والديني والتاريخي القائم في
المسجد الأقصى، وضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية.
ولفت التميمي
إلى أن المسجد الأقصى مسجد إسلامي، ويخص أكثر من ملياري مسلم حول العالم،
وبالتالي فإنه لا يمكن لأي رئيس تغيير هذه الحقيقة، بالإضافة إلى أن هذا
المسجد له وصاية معترف بها من قبل جميع دول العالم و المنظمات والمؤسسات
الدولية، حيث يدرك الجميع أن جلالة الملك عبدالله الثاني هو الوصي الشرعي
والقانوني على القدس والمقدسات، بما فيها المسجد الأقصى المبارك.
بدوره،
قال المختص في الشأن الإسرائيلي، إسماعيل المسلماني، إن اليهود قاموا
بأداء الصلوات والدعاء من أجل فوز ترمب في الانتخابات، لأنهم يعلمون بانه
سوف يقوم برفع العقوبات التي وضعتها الإدارة السابقة على المستوطنين.
من
جهته، أكد أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى
البرغوثي، أن إدارة الرئيس بايدن ومن ضمنها المرشحة كامالا رايس، خسرت
الانتخابات الرئاسية لعدة أسباب، وعلى رأسها موقفها مما يجري في قطاع غزة،
وتقاعسها عن ممارسة أي ضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على قطاع غزة، وصمتها
إزاء المجازر والإبادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال ضد المدنيين
في القطاع، مشيرا إلى أن استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة الأميركية
وخصوصا لدى فئة الشباب، تؤكد عدم تأييد المواقف التي اتخذها بايدن وإدارته
فيما يخص الحرب على غزة.
وأضاف البرغوثي أن "ترمب رشح مجموعة من
المتطرفين المتشددين المؤيدين لإسرائيل"، لافتا إلى أن المرشح لشغل منصب
سفير الولايات المتحدة في إسرائيل قال إنه "لا وجود للشعب الفلسطيني.. وهم
شيء مُخترع لسلب إسرائيل أراضيها" كما انه قام بإنكار الاستيطان، وقال إنه
لا وجود للضفة الغربية، وأنها "يهودا والسامرة".
وشدد البرغوثي على أن
موقف الإدارة الاميركية سيعتمد على مدى إظهار العرب والمسلمين حول العالم
أن علاقتهم ومصالحهم المشتركة مع الولايات المتحدة، سوف تكون مرتبطة بموقف
الولايات المتحدة من الموضوع الفلسطيني.
من جانبه، أوضح مدير مركز عمان
والخليج للدراسات الاستراتيجية، الدكتور محمد عيسى العدوان، أنه لدى عودتهم
إلى الوثائق ومراجعة المنظومة الخاصة بالوثائق السيادية السرية السياسية،
وجد الباحثون في المركز خلال عملهم على هذه الوثائق على مدى 30 عاما تغلغلا
للفكر الصهيوني في العقل الاميركي والغربي بشكل واضح.
وأشار إلى ان
هناك مشروعا تمت المصادقة عليه في الكونجرس الأميركي عام 1984 له علاقة
بالعمل على تحقيق "إسرائيل الكبرى" من خلال العمل في عدة اتجاهات، ومنها
القتل والقمع والتهجير.
وأضاف العدوان أن الفكر الصهيوني الغربي الذي
تمثله اليوم الدول الأنجلوسكسونية الخمس، يدعو إلى دعم إسرائيل دون أي ردع
او هوادة لتنفيذ المشروع الذي تم الموافقة عليه مرة أخرى عام 2006 وأطلق
عليه اسم "قطف الثمار"، والذي له علاقة بالإيمان المطلق لدى "المحافظين
الجدد" الذين يسيطرون على مفاصل صنع القرار والإدارة السياسية بضرورة تحويل
إسرائيل إلى "إسرائيل الكبرى" وإنهاء القضية الفلسطينية وهدم المسجد
الأقصى وقبة الصخرة وتحويله إلى الهيكل الجديد.
واكد العدوان ان هذه
المواقف ليس لها علاقة بموقف الشعوب في الدول الغربية واميركا، وإنما تقتصر
على الإدارات السياسية، في إشارة منه إلى المواقف المناهضة للاحتلال
وجرائمه، والتي عبرت عنها الشعوب في جميع دول العالم من خلال وقفاتها
ومسيراتها الاحتجاجية في الشوارع والجامعات ضد جرائم الاحتلال الاسرائيلي.
-- (بترا)