الأخبار

متحدثون: خطاب وجيز يجمل معاني صريحة ورؤى مستقبلية وبرامج شمولية

متحدثون: خطاب وجيز يجمل معاني صريحة ورؤى مستقبلية وبرامج شمولية
أخبارنا :  

اعتبر متحدثون في جلسة الرأي النقاشية حول خطاب العرش الذي القاه جلالة الملك عبد الله الثاني في افتتاح اعمال الدورة العادية لمجلس الامة العشرين ان الخطاب رسم ملامح الاردن المستقبلية ضمن منظومة التطوير السياسي والاقتصادي والاداري، وان كل كلمة واشارة لها مدلولاتها وتحمل جمله من الرسائل للداخل والخارج، وان بعضها ضمني لكن جلها واضح بلا مواربة وخاصة ما تعلق بالوطن والهوية والقضية الفلسطينية وعروبة القدس.

واشار متحدثون في الجلسة التي عقدت الخميس في مركر الرأي للدراسات والتدريب الاعلامي الى نقاط قوة يتمتع بها الاردن كالقيادة الهاشمية بإرثها الديني والتاريخي وقدرة الجيش والاجهزة الامنية في الدفاع عن الوطن وحماية ابنائه والتماسك الوطني الرافد الاساس للمنعة والاستقرار.

وفسر المشاركون معاني الخطاب ضمن ابعاد تاريخية ومستقبلية وواقعيه، في دعوة صريحة الى العمل الميداني لتنفيذ الخطط والبرامج ضمن واجبات محددة للحكومة في التنفيذ ولمجلس الامة في الرقابة والتشريع، بالاستناد على رؤية ملكية ومشاريع عابرة للحكومات تتكامل مع برامج وطنية حزبية.

الابعاد الاساسية للخطاب كانت محاور للمتحدثين ضمن ادوار ادارية تراعي ابعاد التنظيم والكفاءات والمهنية لتطوير الخدمات واطار سياسي عنوانه برامجية الاحزاب ومستقبله برلمان حزبي واقتصاد ركائزه تشريعات محفزة للاستثمار وجاذية للمستثمرين ما يرفع معدلات النمو ويخفف من وطأة الفقر والبطالة ويدفع بزيادة الصادرات الى اسواق جديدة.

الخطاب بحسب المتحدثين وجيز وشامل فيه رسائل للداخل والخارج ناسب لغة سياسية في الحزم والحسم ولغة الدعوة للاهتمام بالشباب والمرأة ضمن نوافذ مستقبلية لأدوار ادارية سياسية واقتصادية تركز على التعليم والمهنية والتطلعات العالمية في الرقمية والمعرفة والذكاء الاصطناعي وعماد ذلك الارتكاز الى الشباب لصناعة المستقبل.

وفي التقديم قالت مديرة مركز الرأي للدراسات والتدريب الاعلامي هنا المحيسن ان خطاب العرش حظي باهتمام خاص نظرا لحساسية المرحلة داخليا وخارجيا، ومجلس النواب العشرين هو اول مجلس ارتكز على مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية وانتخب على اساس حزبي ويأتي في ظل أوضاع اقليمية قلقة فرضتها الحرب على غزة حيث وجد الاردن نفسه مضطرا للتعاطي معها.

وتطرقت للمحيسن الى جملة من المواضيع التي جاءت في خطاب جلالته منها مشروع التحديث السياسي ودور الاحزاب البرامجية وطبيعة الاداء البرلماني المطلوب والتعاون بين الحكومة والبرلمان ومتطلبات الرقابة ومشاركة المرأة والشباب، ومشروع التحديث الاقتصادي وتحديث القطاع العام.

وختمت بان خطاب العرش جاء ليجيب على العديد من الاسئلة ويحمل الرسائل للداخل والخارج على السواء.

الكلالدة: عناوين داخلية ورسائل خارجية

بدأ الحديث العين الدكتور خالد الكلالدة بالإشارة الى ضرورة التميز بين خطبة العرش التي جاءت بنص دستوري وما بين كتاب التكليف السامي التي يوجهه الملك بالعادة الى الحكومات، أما خطاب العرش فيوجه للجميع ولا يختص جهة بعينها فهو لمجلس الامة وللحكومة ثم للمواطنين ويرسل رسائل للاقليم والعالم.

وبين ان خطبة العرش لم تتضمن كثيرا من التفاصيل فقد تحدثت بعناوين محددة تهم المملكة في ضوء البدء بتطبيق مخرجات لجنة التحديث السياسي.

وقال استوقفتني طويلا كلمة واحدة اضافة لخطاب العرش كاملا وهي «نأمل»، وهذه كلمة كبيرة، يعني انه لا يعطي أوامر، فها هي منظومة التحديث عندكم، ونأمل من مجلس الامة ان يعملوا بشكل مؤسسي بالاشراف والتطوير لاول تطبيق لمخرجات لجنة التحديث السياسي، وهذا يعني لي، افتحوا أعينكم.

وكان بكل بساطة يمكن ان يقول جلالته آمر، او طبقوا، رغم ان منظومة التحديث السياسي بالنسبة للانتخابات مدتها لثلاث مجالس المجلس الحالي والقادم والذي بعده، ولكنه من الآن قال ابحثوا كمجلس النواب.

واشار الى ان البعض يفهم البرامجية انها ضع اناس بالتنظيم واعمل حزب، وهذا خطأ، وكان الملك يقول انه يريد ثلاث تيارات وفسرت انها ثلاثة احزاب، والتيارات هي يسار ويمين ووسط، ويكون بالتيار الواحد اكثر من حزب لكن موقعه السياسي من القضايا والتحديات وطريقته بالطرح هي يسارية او يمينية او وسطية.

والبرامجي بحسب الكلالدة يعني انه عندما تريد ان تخوض جدالا او اختلافا مع اخرين بداخل هذا المجلس تحت القبة تعال واطرح برنامج وعندنا قضايا تهم المواطن هي صحة وتعليم وسكن وعمل ومواصلات هذه تحديات الى جانب الطاقة وهنا نقول يا يمين ما هو موقفك من مسائل الاسكان، والوظائف، والقضايا المعيشية وهذا يهم المواطن، لكن لا يعني انك تطرح برنامج ولا يوجد ايديولوجي وهذا خطأ يقع به الكثيرين من وجهة نظري.

وعندما اطرح رأيا سياسيا يسار المجتمع ارى الامور بحلول التحديات على يسار المجتمع، مثلا اقتصاد السوق الاجتماعي يختلف كليا مع السوق، اقتصاد السوق نقيضه تماما في مسالة الاقتصاد.

اذا كانت عندي خلفية فكرية وايديولوجيا حركتني والليبرالي عنده عقيدة، اذن البرنامج لا ينفي وجود العقيدة لكن اليات العمل هناك مرجعية فكرية لكن الية العمل يجب ان تحضر بالبرامج.

هذا بما يختص بمسألة البرامجية، عندما اقول اريد احزاب برامجية دوما يتبعوها لعقائدية وهذا خطأ، البرنامج يعبر عن عقيدة وطريقة تفكير ورأي.

وقال الكلالدة حول مسألة الاحزاب، وكيف تشكلت وتطوير منظومة التحديث السياسي عندي عليها ملاحظات، هذه نتيجة اطراف متعددة وكانت متباينة وليس كلهم على قلب رجل واحد كان اليمين والوسط وكل الاطياف، هل هناك امكانية للتغير، قالها جلالة الملك بـ(آمل) انكم اشتغلوا، وانتم راقبوا ودققوا وطوروا.

كان التركيز على مجلس النواب اكثر لسببين ان النواب يمنح ثقة ويحجب ثقة وهذه الصلاحية غير موجودة لدى الاعيان، كما جرى بالعرف ان تمن يتقدم بمشاريع قوانين هم النواب وهم يشكلون كتل لان البرلمان حزبي ولهم 41 مقعد حزبي ويا حبذا ان الـ41 مقعد حظر على النواب السابقين والوزراء السابقين ان يكونوا به لرأينا شيء جديد ولنقلنا نقلة نوعية فنقول ان 41 مقعد يترشح عليها من لم يكن نائبا واترك الوزراء حتى نعطي الناس بصيص امل.

كنا نقول ان الاحزاب ما زالت ضعيفة، لكن بالسابق كنت اعللها وافلسفها واقول ان هناك اسباب موضوعية واسباب ذاتية، الموضوعي تلاشى او ضعف ولكن بقي الذاتي بالحزب.

ونوه الكلالدة ان جلالته في الخطاب حدد موقف الاردن حول ما يجري بالاقليم، بعناوين اننا دولة راسخة ولسنا مغامرين. ثم انتقل للهم الاردني الذي يكاد ان يكون الاول وهي غزة والضفة الغربية واستغرب البعض انه لم يتحدث عن لبنان، وباعتقادي والكلام للكلالدة لا يوجد شيء بخطاب العرش يأتي هكذا، لبنان ما زالت قضية اللبنانيين ولم يتوافقوا عليها، هناك خلاف بينهم، ومن المعروف من القيادة بأننا نتبنى الموقف الرسمي للدولة المعنية، ولا ندخل بخلافات، وكثيرا ما حاولوا جر الاردن الى الاصطفاف هنا او هناك، والاردن بقي مستقلا وله احترامه ودائما حرص ان ينأى بنفسه عن الخلافات وبالتأكيد استنكر العدوان على لبنان.

وتحدث الكلالدة بعد النقاش وقال الاعداء استطاعوا ان يوسمو المقاومة بالارهاب، وعندما نتحدث بالمجاميع التي تنتخب عندهم نحن ارهاب، واسقط من دماغهم بأن عمل المقاوم وبالشريعة الدولية مسموح، وبمنظورهم العملية الفدائية يطلق عليها ارهاب.والكنيست قبل 3 اشهر صوت بلا لوجود دولة فلسطينية، ولا يوجد دولة بالعالم تبعد مواطنها.

اما فيما يتعلق بالهوية الوطنية فهي رقعة من الارض يعيش عليها سكان تسود بينهم علاقات تنظم بالقانون، عندما تقول بالهوية الوطنية تقول هذا الاردن وهذا حدوده وهناك سيادة للقانون.

وماذا بعد الهوية الوطنية، لا يوجد تهجير وغير الدولة الاردنية لن تسود. وكما قال الملك لن نغامر بالاردن وهذه هي الهوية الوطنية.

باعتقادي ان المجتمع الاردني لا زال قيد التشكل، الاردن مسكون منذ الاف السنين ولكن كنظام سياسي عمره مئة عام.

البدور: للاعيان دور رقابي كالنواب

يقول العين السابق الدكتور ابراهيم البدور ان خطاب العرش كانت مدته 10 دقائق لكن حمل مفاصل ورسائل كثيرة،سياسية وداخلية وخارجية واشار الى الجيش وهناك ايماءات ولغة جسد، والخطاب يتقسم الى ثلاثة اجزاء رئيسية هناك داخلي واقليمي وخارجي.

والتركيز كان اغلبه داخلي بالخطاب بشكل رئيسي، وهناك اشارات للمنطقة وفلسطين وغزة والقدس، ولم يتم الحديث عن سوريا ولبنان.

الملك عندما قال هناك عدوان، كانت هناك اشارات وايماءات باتجاه شيء معين.

وخطة الدولة كانت الشكل الرئيسي للاشارة الداخلية، فهناك تحديث سياسي واقتصادي واداري وكانت كل فقرة تتحدث بجزء محدد من هذا النوع.

وتابع البدور ان جلالة الملك ارسل رسائل من خلال العمل بين الحكومة ومجلس الامة بشقية النواب والاعيان، وقال للاعيان انه يريد دور رقابي، وانه مثل النائب.

لم يكن هناك اشارات للحكومة بشكل رئيسي ولم يكن خطط للحكومة مثل ان يقول اقول لحكومتي واوجه حكومتي، ولكن هذه المرة كانت خطة للدولة، هذه الحكومة يجب ان تطبقها كما بدأت بها الحكومة القادمة وكما ستكون للتي بعدها والتي بعدها، وهذه رسالة لكل الوزراء ان هذه الخطط عابرة للحكومات، ولم يتم الحديث بشكل مباشر للحكومة.

واشار البدور الى اهتمام جلالة الملك بالحديث عن الخطط الاقتصادية التي تشمل الفقر والبطالة وايجاد فرص تعليم، والتحديث الاداري، فلا يوجد تحديث سياسي ولا اقتصادي بدون تحديث اداري، ان لم يكن هناك اداري جيد بالمكان الذي انت به سواء مدير او رئيس قسم او مساعد وحتى موظف عادي لا تستطيع ان تعمل شيء، وهذا موجود بكل مكان، بالعمل العام والخاص وبكل الشركات.

وعرض البدور لمراحل التحديث الاداري وقال بدأ منذ سنتين وكانت الخطط برعاية ملكية وخرجت عنها تطوير المنظومة السياسية، وخطط اقتصادية كانت موجودة بالديوان الملكي،والخطة الادارية كانت حكومية، والحكومة السابقة بدأت بها، الآن هناك حكومة جديدة ووزراء جدد مختلفين والطاقم الاداري كله اختلف، هناك طواقم بقيت موجودة كالتربية والصحة والاشغال، ولكن الموضوع الاداري حدث تغيير شامل على الموضوع الاقتصادي والاداري بهذه الحكومة عن السابقة.

كما ان الخدمي بقي موجود مثل الداخلية والخارجية والصحة والتعليم ولكن اصبح تغيير على هذه الحكومة اداريا واقتصاديا وهذا من وجهة نظري ان الرئيس الجديد احب ان يعمل شيء آخر ويطور شيء آخر، وبدأ التحديث الاداري منذ سنتين ولكن الآن هناك تسارع، ومقياس بقاء الوزير او الحكومة بالانجاز على الارض، ان لم يكن هناك انجاز سيكون التغيير.

وهناك خطوات للامام، فسهل ان تكون وزيرا الآن لان هناك خطة موجودة وجاهزة وانت بحاجة للتطبيق.

ويرى ان التطوير الاداري حاجة ملحة ويجب البناء عليه للامام والتطور بشكل اسرع هو اساس البناء الاداري ومن ثم يكون عليه الاقتصادي والسياسي.

واعتبر البدور ان موضوع فلسطين، من الرسائل المهمة، فهناك شكل جديد فاسرائيل منتشية وعملت جهد كبير بغزة قضت على الانسان والحيوان وكانت هناك مناكفات بالضفة، وذهبت لجنوب لبنان ودخلت بحرب اخرى.

الموضوع المهم عندنا بالاردن ان المنطقة الرئيسية والتي تحدث عنها جلالة الملك الضفة وغزة، ولم يتحدث عن جنوب لبنان لان هناك دولة لبنانية وهي تحكم ونحن نأخذ بآراءها.

ونحن كأردن نطالب بدولة فلسطينية لذلك ندافع عن مبادىء اساسية، بغزة والجهد السياسي كان واضح بالخطاب والجهد الاغاثي كان واضح، حتى بالاشارة اننا اول دولة ذهبت بهذه النقطة.

كما ان القدس والمقدسات، موضوع مهم، للأردنيين والهاشميين ولها بعد وطني وبعد تاريخي للهاشميين.

اما الرسائل الخارجية وهي الاردن لن يخضع للمؤامرات ولا لسياسات لا تلبي مطامحه وان الاردن

دولة راسخة لا تغامر بمستقبلها، ولا نغامر بمستقبل الدولة ونذهب لحروب غير منطقية نحن دولة لدينا ثوابت وهذه اشياء راسخة لن تتغير.

اما بخصوص الحلول بغزة والضفة، فستكون بحسب جلالته من خلال تجمع عربي ودولي، والاردن يقوم بجهد وهذه رسالة للجميع.

حدادين: ضرورة وجود بنك معلومات اقتصادي

عرض الخبير الاقتصادي المهندس مهند حدادين لمقدمة بين فيهاا انه لا يمكن فصل الاقتصاد عن السياسة، فموقع الاردن جيواستراتيجي داخل منطقة تجمع قارات ومنطقة صراع سياسي واقتصادي عالمي وقدرنا اننا بهذه المنطقة لكن ما يعطي التفاؤل للاردن ان الدولة دولة صامدة من مئة عام ولا تزال، وبوصلتنا الرئيسية هي فلسطين وقد اشار لها جلالة الملك بخطابه وحاول ابعاد اي افكار تشوش على قضية فلسطين والاردن الدولة الوحيدة التي تبنت القضية الفلسطينية قولا وفعلا واثبت ذلك بالاحداث الاخيرة من مساعدات واعانات ودبلوماسية متميزة وكلها انجازات سياسية تحسب للاردن وما قام به.

وفي حديثه عن الجانب الاقتصادية قال حدادين نواجه الآن حربين رئيسيين في العالم، وهذه الحروب اقتصادية، الحرب الروسية الاوكرانية التي بدأت بعد جائحة كورونا، التي انهكت الاقتصاد العالمي، وهي مناحرات بين اقطاب لمنع ثروات معينة ان تتوجه لاوروبا عن طريق روسيا.

اما حرب غزة فكان هناك قفز عن القضية الفلسطينية حيث حاولوا ان يتجهوا للجانب الاقتصادي ويقوموا بحلول اقتصادية بالمنطقة على حساب القضية الفلسطينية كل ذلك اضر بالمصلحة والقضية الفلسطينية ما دفع للتحرك وتجمعت الامور والضغوطات والافعال التي قامت بها اسرائيل من حكومة يمينية متطرفة تماهت مع سياسة الاقتصاد العالمي، هناك مخططات استراتيجية اقتصادية عالمية منها حروب الغاز وقناة السويس وتكنولوجيا كانت مستقصدة ان تعمل المنطقة التي نعيش بها وخصوصا اسرائيل هي بؤرة العالم الاقتصادي العالمي، لكن ذلك لم يتحقق وفشلت في السابع من اكتوبر، لانه تم القفز عن القضية الفلسطينية فبالتالي هذه الحرب كانت حرب اقتصادية ودلالة على ذلك ان السبب الوحيد الذي افشل الديمقراطيين بالانتخاب هو الاقتصاد، لم تسعف هذه الحروب الاقتصاد الامريكي.

ويتابع حدادين الآن الاقتصاد العالمي يعاني من ضائقة صعبة، وهناك تراكم دين عالمي بمقدار 315 ترليون، الدين الامريكي 36 ترليون مع نهاية العام، وانعكس ذلك على الاردن وتأثر بشكل كبير.

فوصلت المديونية 116% للناتج الاجمالي قرابة 43.7 مليار دينار. ونسبة النمو بدأت بالتأثر، رغم كل ذلك خلق الاردن من هذه التحديات فرص حقيقية، واقتصاده لم يهتز، وعندنا سياسة نقدية حصيفة، فلدينا احتياطات نقدية 20.3 مليار من العملات الصعبة، واكتفاء ذاتي بنظري يكفينا لسنة وممكن اكثر، وتصنيفنا الائتماني العالمي اكثر من دول كثيرة.

ويضيف نحن الآن بحاجة لترتيبات داخلية، من خلال منظومة التحديث الاقتصادي، وبدانا بالمنظومة السياسية وانتجنا برلمان 20 ونأمل ان نسير بالاتجاه الصحيح وهذا المنظومة يجب ان ترتبط ارتباط وثيقة بمنظومة التحديث الاقتصادي لاننا اذا لم ننجح بالاقتصاد لن ننجح بالبرلمانات القادمة.

ولدينا مشاكل اشار لها جلالة الملك وهي البطالة، التي تبلغ نسبتها 21% لدى الشباب، وعندنا فقر، اذا لم يحس المواطن ولم يلمس تحسن اقتصادي لن يتجه للعمل السياسي، فستكون اولياته تأمين العيش والوظيفة، ويبين حدادين ان نجاح الاقتصاد سينعكس ايجابيا على المنظومة السياسية، وستبقى هناك عقبة بالتحديث الاقتصادي ان لم نعالج الخلل به.

والحكومة الحالية بدأت بالاتجاه الصحيح، من محاولة اعادة ثقة المواطن بالحكومات، فالرئيس نزل للشارع ليتلمس حاجات المواطن والمشاكل، لان عدم النزول للشارع يضع المسؤولين في مصاف ان يصنع استراتيجيته على الورق لتكون غير قابلة للتطبيق لانه لم يتلمس وضع المواطن ولم يتلمس ما يعانيه.

وهذا له فائدتين الاولى ثقة المواطن تعود الى الحكومات القادمة، والثانية قد تكون معيقا لتطبيق سياسات واستراتيجيات يلمسها ويعكسها على هذه الاستراتيجيات وتحقق نجاحا وتقدما.

ويشير حدادين الى ان لدينا نسبة نمو نتيجة لتأثيرات جيوسياسية وبلغت هذا العام 2.4% ومتوقع ان تكون السنة المقبلة2.5%، وجلالة الملك طلب ان تتحقق نسبة النمو مع رؤية التحديث الاقتصادي والذي متوقع ان تصل الى 5%، ويمكن تحقيقها بعدة نقاط تعمل عليها الحكومة كالتالي:

1- ان يكون لدينا بنك للمعلومات نستطيع ان نحصل على معلومات بالمجال الاقتصادي من كل المحافظات والسياسات والوزارات نستند اليها بالمستقبل في معالجة الاخطاء في تقدير الايجابيات والمشاريع، هذه المعلومات بغض النظر سواء كانت سلبية ام ايجابية يجب ان نحصلها ونحتفظ بها لاننا نقوم باداء جماعي وحكومي وليس اداء وزارات، لا نريد ان يدخل الوزير ويضيء الجوانب الايجابية ويترك السلبية، فالسلبية اذا تم معالجتها في جزئياتها الصغيرة تساهم في تحقيق مشاريع كبرى وتساعد عليها.

2- الاستثمار، كون المرحلة معقدة ولا يوجد مشاريع استراتيجية فيجب ان نعمل مشاريع استراتيجية وتأمين الاستدامة بالطاقة والمياه وغير ذلك، وان نفكر بطريقة اخرى للاستثمار، ونشجع المستثمرين المحليين والعرب ونعمل مشاريع صغيرة وان ندعم هذه المشاريع وننميها بتسويقها، فلدينا منصات الكترونية ونستفيد من تسويق المنتجات للخارج.

والآن المعادلة اختلفت عندنا خلل في ميزان الصادرات والواردات، نأمل بالتحديث الاقتصادي ان يعالج، حتى نشجع الصادرات اكثر ونقدم حوافز اكثر، بالاضافة للتسويق ودخول اسواق جديدة كالسوق الاوروبي ولنعرف متطلباتهم والمواصفات والمقاييس التي يريدونها حتى نزيد من عملية التصدير ببضائع لم تكن تصدرللخارج.

3- معالجة الخلل الضريبي، لا نزال نعالج الهيكلة الرئيسية باليات معينة لتحقيق نمو حقيقي لدعم الشركات التي تستطيع ان تصدر، لا نريد استثمار خدماتي، نريد استثمار صناعي زراعي دائم يضيف للاقتصاد الوطني، فالناتج الاجمالي 50 مليار دولار نأمل برفعه مع نهاية رؤية التحديث الاقتصادي.

اذا دعمنا الصناعات الوطنية من ناحية وتقليص الفجوات بين الصادرات والواردات حتى نستطيع ان نصنع.

ويعرض حدادين لما جاء في خطاب الملك من ناحية الاستثمار بأن نستفيد من علاقاتنا، ويحاول الملك خلق بيئة للاستثمار بالاردن والاقتصاديين والقطاع خاص سند رئيس بهذا الاتجاه.

ويضرب حدادين مثلاً، الصناديق السيادية الخليجية، قيمتها 15 تريليون دولار، فحتى نستفيد من هذا يجب تشكيل لجنة تعمل مع وزارة الخارجية وتتابع زيارات جلالة الملك وهذه الهيئة تدعم وتوفر فرص للاردن وتجسر بين الحكومة والمستثمرين بالخارج والداخل لعمل مشاريع داخل الاردن وهذا قد يساعد بالاستثمار.

اما السياحة فهي احدى المحركات الرئيسية للانتاج، فهذه السنة نتيجة الاوضاع السائدة في غزة تراجعت السياحة الخارجية لكن السياحة الداخلية والخليجية زادت، وممكن عمل سياحة مؤتمرات وعلاجية للاردن ودعا الى التركيز على المحتوى الاعلامي لابراز صورة الاردن للخارج بعمل منصات رقمية تبرز الاماكن السياحية وخاصة الدينية لنستقطب سياحة دينية من الحج المسيحي ونعمل ونوثق بالمنصات بمواقع الكترونية تربط التاريخ بالحدث ونرفع مستوى السياحة بطريقة معتمدة.

بالاضافة لكل ذلك، تطرق الملك للشباب، الجيل الجديد ليواكب التطورات التكنولوجية، بالربع الاخير من الثورة الصناعية الرابعة وسندخل بالثورة الصناعية الخامسة بالذكاء الاصطناعي، مخرجات التعليم يجب ان تراجع، هذه المخرجات يجب ان تتواءم مع السوق اذا لم نجهز انفسنا للسوق فسنواجه قطار التكنولوجيا، ويجب ان يكون هناك ربط، لهذه المخرجات مع التكنولوجيا الجديدة فهناك وظائف جديدة خلقت مع دخول التكنولوجي والذكاء الاصطناعي فيجب تأهيل الخريج الجامعي وان تكون المؤسسات الجامعية ومراكز التدريب موجهة نحو التقدم التكنولوجي.

ويذكر حدادين بان الناتج الاجمالي الامريكي 50% يعتمد على الشركات التكنولوجيا والصين 60% وهونغ كونغ 70%، اذا تمكنا من التأهيل المناسب بالجامعات والبناء الصحيح نستطيع ان ندخل سوق العمل.

هناك اناس عندهم القدرة والتميز واثبتوا للعالم من خلال عملهم بالخارج.

واقترح حدادين ان تتميز هذه الحكومة عن الحكومات السابقة بان لا تغلق على نفسها وتنفتح على الخبراء في الاردن ولدينا كفاءات بالداخل والخارج يستطيعون ان يقدموا مشاريع ملائمة للواقع الخارجي وان تكون منهم لجنة تشرف على التحديث الاقتصادي من القطاع الخاص والعام لتعظيم المخرجات الايجابية ووضع المخرجات السلبية للخطط غير الناضجة بوضع بدائل سريعة توائم التغيرات لان هناك متغيرات عالمية جديدة ويجب التفكير خارج الصندوق وان يكون المسؤول على قدر المسؤولية. لدفع المتغيرات ويستطيع ان يضع خطط بديلة ونأمل ان الاردن يتقدم بالنمو الاقتصادي ويحقق وظائف اكثر كما اراد جلالة الملك ويقلل نسبة الفقر.

المجالي: تاكيد ملكي على عروبة القدس

وقال السفير السابق زياد المجالي ان خطابات جلالة الملك تستعمل سيكيولوجية الصورة لان تعابيره ببعض الاحيان لها اسباب وهي رسائل بحد ذاتها، وكان هذا الموقف لكل الخطابات سواء من قمة القاهرة والرياض. حتى خطابه بالتعابير والاختصار.

فلماذا جلالة الملك اشار الى ان الاردن لم يكن خاضعا لسياسات لا تلبي مصالحه، فهذه رسالة مباشرة للإدارة الامريكية الجديدة، واتوقع ان هذه الرسالة تم استقبالها.

وكشف عن ان الكلمة الخفية الاخرى في خطاب جلالة الملك هي عبارة (عروبة القدس) هذا اصطلاح استعمله الملك لاول مرة، نفسر الموضوع ان جلالة الملك في ذهنه وضوح صورة ان القدس لها ثلاث ابعاد، بعد سيادي يرتبط بالجانب الفلسطيني موضح بالاتفاق وبعد اردني يتعلق بالوصاية الاردنية الهاشمية واكد عليها في معاهدة السلام في المادة 9، وبعد قانوني يلزم المجموعة الدولية من 1948 وقرار 49 ايضا ووضع بالقرار التقسيم، وكان هنالك اشارة خاصة للقدس تحت اشراف دولي، لذلك القدس لها وضعية قانونية واهم من ذلك ان هنالك بقرار 242 تعود ان هذه اراضي محتلة واذا دخلنا لمرحلة ما بعد مؤتمر مدريد والاتفاق الاردني الاسرائيلي واتفاقات اوسلو القدس لا يمكن ان تعتبر سيادة تعترف بالضم.

ويرى المجالي ان البعد الجديد رسالة لبقية العرب، فالمعلوم بان للقدس سيادة فلسطينية ووصاية هاشمية اردنية كما كررها جلالة الملك، والبعد القانوني المرتبط بالقرارات، والبعد الجديد العروبي وهي رسالة للعرب ان قوموا بدوركم تجاه القدس، وعليكم التزامات، والحفاظ على عروبة القدس بأي مباحثات مستقبلية فيما يختص بالعلاقات العربية الامريكية.

والرسالة التي ذكرتها لا تلبي مصالح او تخرج عن مبادىء ليس فقط فيما بعد 20 كانون الثاني عند استلام ترامب للادارة الجديدة، ولكن ايضا للادارة الحالية بيننا وبين ذلك الوقت شهرين ان هناك رسالة للادارة الحالية انكم اذا عملتم معادلة تتعلق فيما بعد وقف اطلاق النار في غزة فموقفنا واضح لن نكون جزء من اي معادلة، واذا كان هناك شيء موضوع على الارض فيجب ان ينسحب الاحتلال.

على موضوع حل الدولتين قال المجالي انه عندما نقول حل الدولتين نحن نتكلم عن وضع امور على الارض، كانت فلسطين من البحر الى النهر فاذا ذهبت لدولة واحدة تكون ديمقراطية هي ستكون دولة فلسطينية، واذا اردت ان تذهب لتمييز عنصري لنهاية القرن الماضي فالعالم رفضها.

وقال الملك العدوان على غزة اعتداءات في الضفة، وكان الموقف الاردني والموقف المصري واضح انه لا مجال للتهجير، لا يمكن ان يكون البديل هو الترحيل فالفلسطيني لا يقبل الهجرة ولا يقبل تكرار النكبة.

واي معادلة يريدها اليمين الاسرائيلي تتعارض مع اتفاقية السلام، ونحن نرى ان الكرة في الملعب الاميركي بالادارة الجديدة وتقييمي الشخصي انه لا يمكن لترامب ان يعود لسياسته بـ2016 و2020 لعدة مظاهر، الفريق السابق استبعد ولديه فريق جديد وحتى وزير خارجيته الذي طلب ان يكون وزير دفاع بالتشكيلة الجديدة رفض طلبه، هناك معادلات دولية جديدة وكان التصويت ضد هاريس خاصة بميتشغان ووعد ترامب الناخبين بوقف الحرب في غزة، لذلك هو سيتناغم مع نفسه وسيأتي بمعادلة جديدة، صفقة القرن في رئاسته الاولى لن يأتي بهذا السيناريو مرة اخرى.

وليس لنا الا ان نقنع من له يد وهو الجانب الامريكي بالضغط على الجانب الاسرائيلي والناخب الاسرائيلي وان نخاطب من يريد السلام بالجانب الاسرائيلي.

وعقب المناقشات قال المجالي ان الملك اشار لدور الاعيان بالرقابة وليس فقط التشريع، الملك اوضح الصورة ان النواب والاعيان دورهم رقابي على الحكومة.

الخالدي: تماسك الامن والشعب قوة للوطن

وقال اللواء المتقاعد علي الخالدي ان خطاب جلالة الملك تطرق الى مجموعة من النقاط المهمة جداً.

اولها اننا دولة راسخة الهوية، فتطرق جلالة الملك للهوية، هي اشارة عميقة ان الاردن اردن وان فلسطين فلسطين ولا يمكن القفز عن القضية الفلسطينية ولا يمكن تجاهل المصالح الاردنية العليا، ترامب يهدد، واليهود يعملوا على لحن التهجير والوطن البديل، ان هذا الوطن اردني هاشمي.

وقالها الملك المحافظة على الارث الهاشمي وانتماءنا العربي والانساني مفادها اين انتم يا عرب وهل يعقل بانه لا يوجد عاصمة عربية تتحدث دفاعا عن الضفة الغربية ودفاعا عن غزة الا الاردن.

و انهم تركوا الاردن يدافع عن القدس وفلسطين والمقدسات.

واكد ان مستقبل الاردن لن يكون خاضعا لسياسات لا تلبي مصالحه، اي مصلحة تتناقض مع المصالح والمبادىء، وان مبدأ حل الدولتين والقدس عربية والقدس وصاية اردنية هاشمية، ووصلت الرسالة للجميع بان قدس العروبة ستبقى اولوية اردنية هاشمية وهذه نقطة مهمة جداً.

وان الاردن سيقف بكل صلابة بوجه العدوان على غزة والاعتداءات الاسرائيلية على الضفة الغربية.

ونوه الخالدي الى قول جلالة الملك ان مجلس النواب العشرين هو بداية المشروع التحديث الاقتصادي والسياسي والاداري مشيرا ان الادارة الكفؤة تقدم خدمات عادلة ونزيهة، ولا تأتي الا من خلال التطوير الاداري.وان على النواب والاعيان مسؤولية رقابة هذه المسارات ووضع الكرة في ملعبهم.

وقال الخالدي ان عبارة الامن الوطني تعني حماية التراب الوطني واركان الدولة وتماسك الجبهة الداخلية وحماية المجتمع وقيمه وتأمين المواطن ضد الفقر وان لا استقرار دون أمن.

كما يعني الامن الوطني ان الجيش والاجهزة الامنية يقوم باغاثة الضعيف وانصاف المظلوم ونجدة الملهوف ونصر الحق وردع المجرم، ومرتكزات الامن الوطني ثلاث والرابعة الاقتصادية.

وبين ان القيادة الهاشمية حكيمة لها شرعية تاريخية ودينية وحماية مكتسبات الوطن تكون من خلال الامن الوطني والشعب وعندما يكون متماسكا مع الاجهزة الامنية تكون قوة للامن الوطني.

والعنصر الثالث الجيش والاجهزة الامنية. هذا كله يحقق الامن الوطني.

ويبين الخالدي ضمن التساؤل، لماذا حيا جلالة الملك الجيش؟ لأن الجيش هو العمود الفقري للدولة وصمام الامان لتعزيز الوحدة الوطنية واساس التقدم والازدهار وهو مرتكز حي للامن الوطني ويحمي الدولة والجيش يفرض الامن ما ينعكس على الاستقرار السياسي لانه يمتلك القدرة على حماية الوطن، والجيش هو الطمأنينة والثقة المتبادلة بين الشعب واجهزة الوطن وهو يحافظ على امن الوطن ومنجزاته، والجيش مهم في بناء وتطوير الاردن.

ويلخص الخالدي الخطاب بالنقاط التالية:

- لا يمكن القفز فوق الحقوق الفلسطينية او التجاوز على مصلحة الاردن الذي طفح كيله.

وان العزف على لحن الوطن البديل هو اوهام تعشعش في عقول المتطرف الاسرائيليين، وقال الملك ان الاردن سيبقى داعما للقضية الفلسطينية وحاضن اللاجئين الفلسطينيين وعمق استراتيجي للقضية الفلسطينية–الدفاع عن المقدسات استنادا للوصاية الهاشمية.

- الاجهزة الامنية مصدر للاعتزاز، والجهد الذي قام به الجيش بالاغاثة دلالة على التميز والقدرة فهو مدرب وكل الاغاثة التي وصلت لغزة سواء عن طريق الجمعية الخيرية الهاشمية برا او عن طريق القوات المسلحة جوا او عن طريق الطائرات العمودية، ولم يصل لغزة الا من الاردن وهذا دور كبير ومقدر للقوات المسلحة.

اضافة لذلك دور القوات المسلحة بمنع دخول المخدرات، لان هناك مخطط خارجي لتدمير المجتمع الأردني فهذه المخدرات عبارة عن حرب تقوم بها اسرائيل وتجار خارجين يقصدوا تدمير الاجيال والمجتمع وتفكيكه حتى يسهل لهم تنفيذ خططهم، وهنا يبرز الدور المشرف للاجهزة الامنية وادارة الامن العام يتعاملون مع عشرات القضايا يوميا بالمخدرات.

- نبرة الملك في الخطابات حاسمة وحازمة، ولها مدلول لانه يتكلم عن كرامة وطنية وسيادة دولة.

شريم: مرحلة جديدة لمسارات التحديث

تحدثت النائب السابق السيدة ميادة شريم عن مجمل الخطاب والعديد من الرسائل الهامة التي تعكس رؤية ومستقبل الاردن ووجهته السياسية الداخلية والخارجية.

وقالت ان الخطاب بداية مرحلة جديدة بمسارات التحديث السياسي والاقتصادي، فقد ركز الملك على دور البرلمان في تعزيز الديمقراطية، واكد اهمية التعاون بين الحكومة والبرلمان لتحقيق المصلحة العامة، وشدد على اهمية الرقابة البرلمانية في ضمان تنفيذ التحديث ما يعكس التزام الدولة باصلاحات ضرورية لتحقيق النمو المستدام وتحسين الخدمات.

وقالت ان اهمية المرأة والشباب بدت عندما اشار جلالة الملك بشكل خاص لتعزيز دور مشاركة المرأة والشباب بالحياة السياسية خاصة باطار تحديث النظام السياسي، وهذا يؤكد ان التحديث السياسي ليس مقتصرا على الجوانب التشريعية والادارية، بل يشمل تعزيز دور الفئات مثل المرأة والشباب في اتخاذ القرارات. حتى نؤثر بالمستقبل بالمدى البعيد ويعكس رؤية الاردن في التمكين والمساواة.

ونوهت الى ان ذكر تحية العلم وتكرار كلمة النشامى، فيتضمن اشارة كبيرة بعطاء الشعب الاردني وتفانيه، وفي كلمة نشامى يشير للشجاعة والكرم والوفاء والتقدير العميق للأردنيين، سواء الجيش او مختلف المجالات التي تخدم الوطن.

وفي تأدية التحية للعلم فخر للهوية الوطنية والاعتزاز بالانجازات التي قدمها الاردنيين.

وأضافت شريم، كما تطرق جلالة الملك لمشروع التحديث السياسي والاقتصادي بهدف تحسين الاداء الحكومي وتعزيز التنافسية الاقتصادية، وكانت هذه التحديثات جزء من استراتيجية كاملة تتضمن تحديث القطاع العام واعداد الشباب لمستقبل زاهر للاقتصاد الرقمي ومعرفة والابتكار والتأكيد على ضرورة تنفيذ هذه التحديثات لضمان ادارة حكومية، تنفذ على ارض الواقع.

واظهر الخطاب الموقف الاردني من القضايا الدولية والعربية فهو ثابت تجاه القضية الفلسطينية حيث اكد جلالته ان الاردن لن يتوانى عن دعم الاشقاء الفلسطينيين وقضية القدس طبقا للوصاية الهاشمية، ومشيدا بالجهود الاردنية في مواجهة العدوان وتقديم المساعدات الانسانية.

وقالت شريم ان الخطاب كان شاملا يعكس رؤية جلالة الملك للاردن وركز على الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ودور الدولة بتحسين العيش للمواطن مع تأكيد الهوية الوطنية وعلاقته الاقليمية والدولية.

واعتبر الخطاب ان المرأة والشباب ركيزة اساسية لبناء مستقبل الاردن، فكلمة جلالة الملك جاءت مختلفة لانها تعكس ظروف ووقائع جديدة والجميع يدرك التغيير بالتكوين الداخلي لمجلس النواب مع وجود دور للاحزاب و 27 امراة، وهذه النسبة لم تحقق لولا التحديث السياسي الذي دعا اليه جلالة الملك من خلال التعديلات التشريعية والدستورية الاخيرة.

واهتم الخطاب لدور المرأة والشباب في التحديث السياسي باعتبارهم حجر الاساس للمرحلة القادمة، فجلالة الملك سلط الضوء على هذه الفئات حتى يعكس الوعي بان تمكين المرأة والشباب ليس فقط ضروري بل لتحقيق العدالة الاجتماعية وتكون رافعة للتنمية السياسية والاقتصادية.

ودعا الخطاب بحسب شريم الى مشاركة المرأة بالحياة السياسية من خلال الاحزاب البرامجية وهذا تحول نوعي، يسعى لتجاوز الادوار التقليدية للمرأة باتجاه الادوار القيادية.

فالمشاركة النسائية ليست مجرد تمثيل رمزي بل ضرورة فعلية للمساهمة بتشكيل السياسات وصناعة القرار.

كما ان اهتمام الملك بتمكين الشباب واعدادهم لوظائف مستقبلية، يؤكد ان الشباب هرأس المال البشري للاردن ويجب تعزيزهم حتى يبنوا الوطن ومستقبله، ودعمهم بالمهارات في ظل التحولات الاقتصادية والعالمية.

وقالت شريم في الجانب الاقتصادي اشار الملك الى اطلاق امكانيات الاقتصاد الوطني، وهو من خلال رؤية مستقبلية حتى تعتمد على الشباب، اليوم التحول نحو اقتصاد اكثر تنوع يعتمد بشكل اساسي على ريادة الاعمال والابتكار، او يظهر التركيز لدعم الشباب والتوجيه نحو قطاعات جديدة مستقبلية.

واشار الملك بشكل غير مباشر الى اهمية تطوير التعليم والتدريب المهني حتى يتماشى مع احتياجات السوق العمل المستقبلي وهذا يدعو لضرورة الاستمرار بالبرامج التعليمية ودعم الشباب والمساعدة بالتكيف مع التحولات الاقتصادية.

اما في حديثه عن الاحزاب البرامجية فقد وجه الملك رسالة واضحة في مشروع التحديث السياسي الذي يعتمد على الشباب والمرأة، كأعضاء اساسايين في الاحزاب وقادة مساهمين في صياغة البرامج الموجودة والهدف هنا خلق احزاب تعكس التطلعات الجديدة وتتبنى رؤى مستقبلية للحياة والمشكلات المجتمعية.

اكما اشار جلالته لمسؤولية البرلمان في توفير البيئة الداعمة للمرأة والشباب، من خلال تبني السياسات والتشريعات التي تضمن تحقيق الاهداف التنموية وهذا يتطلب لضمان برامج التحديث وعدم التهاون بتحقيق اهدافها.

ومن الرسائل الضمنية بحسب شريم بان يكون هناك دعم من الاجيال السابقة للشباب، ونلاحظ اليوم حضور بارز في افتتاح مجلس الامة، فرأينا جلالة الملكة، وولي العهد والاميرة رجوة والعائلة المالكة وكل ذلك يحمل رسائل رمزية وسياسية متعددة تتجاوز حدود البروتوكول الرسمي وتعكس رؤية القيادة الاردنية بالمرحلة الحالية، وهذا الحضور يجسد الالتزام بالعملية الدستورية والاستمرارية وتعزيز شرعية المؤسسات.

ووجود الامراء والاشراف وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين والسلك الدبلوماسي يعكس الوحدة الوطنية والدور المحوري في الاردن والمنطقة.

وختمت شريم بان خطاب الملك وجيز يحمل معاني كبيرة ويعكس رؤية شمولية واضحة لابناء الاردن وبتحملهم للمسؤولية ويضع المرأة والشباب بصدارة الاولويات للمرحلة القادمة.

لا يمكن للاردن ان يحقق طموحاته الا بمشاركة الجميع خاصة الفئات التي تمثل المستقبل، والخطاب ترجمة للرؤية السياسية والبرامج ويحقق التطلعات الوطنية وعلينا ان نجعل خطابات جلالته طريقا للوصول لاردن اكثر قوة وتماسكا مع الجميع.

ــ الراي

مواضيع قد تهمك