جلسة حوارية حول أثر العدوان الإسرائيلي على أطفال فلسطين
ناقشت جلسة حوارية عقدت اليوم الأربعاء في عمان، أثر العدوان الإسرائيلي
على الأطفال الفلسطينيين، ضمن المؤتمر الدولي "دور المجتمع الدولي ومنظمات
المجتمع المدني في تعزيز واحترام حقوق الطفل الفلسطيني".
وافتتحت الجلسة
بشهادة مؤثرة لطفلة فلسطينية فقدت يدها اليمنى إثر اعتداء وحشي على
عائلتها في قطاع غزة، نتيجة نقص الخدمات الطبية المتوفرة.
وأكدت وزيرة
التنمية الاجتماعية ورئيسة اللجنة الوزارية لتمكين المرأة، وفاء بني مصطفى،
خلال ترؤسها الجلسة، أهمية تسليط الضوء على معاناة الأطفال الفلسطينيين
وتأمين احتياجاتهم الأساسية، مشيرة إلى الأرقام والقصص المروعة التي قدمتها
الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية حول انتهاكات الاحتلال، التي تتطلب
جهودًا متواصلة لدعم صمود الأطفال وضمان حقوقهم الأساسية.
من جهته، أوضح
وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، الدكتور محمد الخلايلة، دور
الوصاية الهاشمية في حماية المسجد الأقصى والأماكن المقدسة الإسلامية
والمسيحية في القدس، مؤكداً استمرار التحديات اليومية التي تواجه إدارة
أوقاف القدس في حماية معالم الأقصى من التغييرات الزمانية والمكانية.
وفي
سياق متصل، تناول رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين/فلسطين، قدورة فارس،
الانتهاكات الجسيمة التي تطال الأطفال الأسرى، حيث يتم استهدافهم لتعطيل
طموحاتهم وكسر نفسيتهم، وسط غياب المساءلة الدولية.
وأشار وزير شؤون
القدس، الدكتور أشرف الأعور، إلى استغلال الاحتلال انشغال العالم بالحرب
على غزة لتصعيد الانتهاكات ضد الأطفال في القدس، من خلال الاقتحامات
والاعتقالات المتزايدة التي طالت 696 طفلاً مقدسيًا خلال الفترة الأخيرة.
من
جهته، أشار رئيس بناء القدرات في مكتب المفوض السامي/فلسطين، نيل توبين،
إلى الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة ضد الأطفال الفلسطينيين، حيث رصدت
تقارير المكتب منذ 7 تشرين الأول 2023 استهدافًا مباشرًا للأطفال، ما تسبب
في سوء الحالة الصحية والنفسية بسبب منع وصول المساعدات وقصف المناطق
السكنية والملاجئ، لافتا إلى تعرض الأطفال لتعذيب منهجي وظروف قاسية تدفعهم
للعمل في سن مبكرة وسط مخاطر الحرب والدمار.
بدوره، أكد رئيس الهيئة
المستقلة لحقوق الإنسان/فلسطين، الدكتور عمار دويك، توثيق الهيئة لأكثر من
1000 إفادة حول الانتهاكات، بينها 300 موجهة للأطفال، مع توثيق تقارير تشير
إلى جرائم تستهدف الصحة الإنجابية، إضافة إلى تفاقم الأوضاع الصحية بسبب
تكدس النفايات.
فيما دعا رئيس نيابة الأحداث في النيابة العامة/فلسطين،
ثائر خليل، المجتمع الدولي إلى استعادة الثقة للطفل الفلسطيني والعمل على
ضمان الحد الأدنى من حقوقه، مشددا على ضرورة إنهاء الانتهاكات المنظمة،
وإعادة الحياة الطبيعية للأطفال الفلسطينيين.
وأوصت الجلسة ضرورة تعزيز
الدعم النفسي والقانوني للأطفال الفلسطينيين، وتوثيق الانتهاكات بشكل منهجي
عبر قواعد بيانات إلكترونية، إلى جانب ضمان دخول المساعدات الإنسانية
وتوفير الحماية الكاملة للأطفال في فلسطين.
وشدد المشاركون على أهمية
تحرك المجتمع الدولي لفرض عقوبات على إسرائيل ووقف تصدير الأسلحة التي
تُستخدم في الاعتداءات، إلى جانب إنشاء مركز عربي لتبادل المعلومات وتعزيز
الجهود الحقوقية لمواجهة هذه الانتهاكات.
--(بترا)