خبير : سببان وراء تراجع مكانة الدولار في الاقتصاد العالمي
رسم نوغيرا باولو باتيستا النائب الأول لرئيس بنك التنمية الجديد بين 2015 و2017 مستقبلا قاتما للدولار، وحدد عاملين وراء تراجع مكانته في العالم.
وردا على سؤال حول مستقبل الدولار، رجح المسؤول في حديث لـRT على هامش مشاركته في منتدى "فالداي" في سوتشي، تراجع مكانة العملة الأمريكية بسبب استخدامها كأداة في التوترات الجيوسياسية، وارتفاع الدين العام الأمريكي إلى مستويات فلكية.
وقال: "من الصعب جدا التنبؤ بما ستؤول إليه قيمة الدولار في السنوات القادمة. وأعتقد أن الدولار ما يزال العملة الرئيسة في العالم، لكن دوره أصبح محل تساؤل، لماذا؟ لعل السبب في ذلك يعود إلى أن الولايات المتحدة وحلفائها استخدموا الدولار والنظام المالي الدولي لأهداف أخرى، لأهداف جيوسياسية، حيث تم استغلالهما كأدوات للعقاب وفرض العقوبات، واستبعاد الدول التي تعتبر غير صديقة أو غير متعاونة مع الغرب. هذا الوضع يزعزع الثقة بالدولار كعملة رائدة".
وتابع قائلا: "علاوة على ذلك، تعتمد أي عملة بشكل أساسي على متانة اقتصادها وشؤونها المالية، وهذه الجوانب أصبحت أيضا موضع شك بسبب عدم قدرة النظام السياسي في الولايات المتحدة على إجراء التعديلات المالية اللازمة لضمان استقرار الدين العام. وبالتالي، يستمر الدين العام في الولايات المتحدة في الارتفاع بشكل سريع، ولا يبدو أن هناك نهاية لهذا الارتفاع. لذا، إذا نظرنا أولا إلى النقطة الأولى التي ذكرتها، وهي استخدام الدولار كأداة في السياسات الاقتصادية، وثانيا، الهشاشة المالية والفكرية للاقتصاد الأمريكي، فإن السؤال يبقى يطرح نفسه هل سيستمر الدولار في أداء الدور الذي لعبه خلال العقود الماضية؟".
وفيما يتعلق يتأثير السياسات المالية الأمريكية على الدول النامية، أشار المسؤول السابق في بنك التنمية الجديد التابع لمجموعة "بريكس" إلى أن تأسيس بنك التنمية الجديد يهدف لإجاء بديل لمؤسسات بريتون وودز (صندوق النقد الدولي والبنك الدولي).
وقال إن "الدول النامية، وحتى الدول الأكثر تقدما تواجه صعوبات مع النظام المالي الدولي بالطريقة التي تتم بها إدارته حاليا. وفي الواقع فإنه نظام يدار بشكل خاطئ، لذلك، نحن معرضون لتقلبات نتيجة القرارات التي يتخذها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي".
وأضاف: "تم إنشاء البنك الجديد للتنمية من قبل مجموعة "بريكس" قبل عشر سنوات، ليس لحل هذه المشاكل، لأنه من الصعب حلها من خلال مؤسسة واحدة، بل لإنشاء بديل ليس للنظام المالي العالمي، بل لمؤسسات بريتون وودز (صندوق النقد الدولي والبنك الدولي). وهذا التطور مستمر؛ فالبنك موجود الآن منذ عشر سنوات ويعمل على تطوير ذاته ليصبح أكثر أهمية بالنسبة للدول النامية. ومن بين هذه الدول، انضمت بعض دول الشرق الأوسط إلى البنك، مثل مصر والإمارات العربية المتحدة، ومن المحتمل أن تنضم دول أخرى في المستقبل مثل الجزائر. لذا، يصبح هذا البنك ذا صلة متزايدة أيضا بمنطقة الشرق الأوسط".
واستضافت مدينة سوتشي الروسية الأسبوع الجاري الدورة السنوية الـ21 من منتدى "فالداي الدولي للحوار"، وركز المنتدى هذا العام على بلورة حلول "غير غربية" للمشاكل العالمية، على أساس التوافق والسعي لتحقيق الصالح العام.
المصدر: RT