فايز الفايز : قاذفات بي-52 في شرق المتوسط
مجرد عودة وصول قاذفات أمريكية من طراز بي -52 إلى شرق المتوسط، يذكرنا ذلك بالحرب على العراق في العام 1991، حيث شاركت كل أصناف الطائرات التابعة للتحالف الغربي وبينها دول عربية، بتدمير القوة الحربية للعراق، إذ خلفت وراءها أكثر من مليوني عراقي بين قتيل و جريح، وفي المعارك التي خاضها الجيش العراقي إستخدم الجيش الأمريكي قنابلالفسفور الأبيض المحرّم، فيما كانت قاذفات بي–52 تقصف العراق من فوق المياه البريطانية آنذاك، ناهيك عن الصواريخ الذكية التي أطلقتها القوات الأمريكية والبريطانية وحلفائها باستخدام صواريخ كرو? كالبير الفرط صوتية على ملجأ العامرية.
وعندما تقول القيادة العسكرية أن قاذفات إستراتيجية من طراز بي-52 ستراتوفورتريس من جناح القنابل الخامس بقاعدة مينوت الجوية، قد وصلت إلى منطقة «مسؤولية القيادة المركزية الأميركية»، في منطقة الشرق الأوسط، وذلك تحت ضوء أخضر من واشنطن لنشرها في المنطقة العربية وجوارها، وبكل جرأة أكدت القيادة المركزية أنها تأتي دفاعا عن إسرائيل وردعاً لإيران.
من جانبه قال وزير الدفاع الأميركي «لويد أوستن » بكل وضوح إذا استغلت إيران أو شركاؤها أو المجموعات التابعة لها استهداف الأفراد أو المصالح الأميركية في المنطقة، فإن الولايات المتحدة ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن الأميركيين، بالرغم من عدم أي أمريكيين ولكن استباقاً لما سيحدث
فأن هذه القدرات العسكرية الجديدة ستكون وسائل دفاع ضد الصواريخ الباليستية وطائرات مقاتلة وقاذفات قنابل بي-52 وأنواعا أخرى من الطائرات العسكرية.
إذاً لا تزال واشنطن تدعم إسرائيل حتى آخر رمق، ولن تسمح لأي جهة دولية من الإقتراب منها، فهي الطفل المدلل ورأسه خنزير نتن، بل إن الرئيس جو بايدن لم يدخر جهدا لإعادة تسليح جيش الاحتلال و يسخي عليهم بالقنابل التي لم تستخدم حتى الآن،بما فيهم الطيارون الأمريكيون الذين لايزالون على أهبة الاستعداد لأي خارق جوي قد يدخل على مناطق إسرائيلية، وهذا ما جعل العالم كله ينبذ بايدن ويتهمونه بالخرف وأن بنيامين نتنياهو هو الذي يقوده و رغم كل الأكاذيب التي ساقها نتنياهو على منصات الكونغرس و في الأمم المتحدة لم يفلح سعيه إذ خر? غالبية الأعضاء وتركوه يعض على شفتيه.
هنا لا يزال الدعم الأمريكي الواضح والفاضح لإسرائيل من خلال أطنان القنابل المدمرة وكلما طلب نيتنياهو هبت إدارة بايدن للدفاع عنه كي يستمر في جرائم الحرب المروعة ضد الأطفال والمدنيين دون أن يرف لهما جفن، حتى مقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في القدس الشرقية المحتلة أغلقوه بذريعة بناء مستوطنات يهودية جديدة، ومع كل ذلك فهناك من بعض العرب لا يزالون ينظرون إلى إسرائيل وقيادتها بعين الرضى، رغم أنهم عاصروا زمن الحروب الأمريكية والبريطانية وحلفائهم، لم يتعلموا الدرس أو با?أحرى يريدون مسح الذاكرة الفلسطينية كي يبقى العرب في ذيل الأمم.
لقد دخلت الحرب على غزة السنة وشهر مضيا ولا يزال هناك من المتصهينين الذي يتعاملون مع عدو لا يريد أي سلام، بل منهم من يركعون تحت أقدامهم، و رغم استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، لم نسمع دولة بإستثناء الأردن وبعضا من الأشقاء وقف معهم أو أوصل المواد الغذائية والطبية والمسلتزمات لغزة، فيما آلاف المتظاهرين في دول العالم ينددون بجرائم الاحتلال الصهيوني، وبحكوماتهم مثل الولايات المتحدة التي تغض النظر عن جرائم القيادة الإسرائيلية وتبني جدارً بقاذفات بي-52، لحماية الكيان، فهل ستعود الحر? الأنجلوأمريكية على بلادنا العربية بذرائع حماية إسرائيل، كي نعيد الشريط المأساوي وتجارب حربية جديدة باسم الدفاع عن إسرائيل؟ ــ الراي
Royal430@hotmail.com