شادي سمحان

منذ تشكيل الحكومة الحالية، يظهر غياب بعض الوزراء عن المشهد العام بشكل ملحوظ، حيث تقتصر تحركاتهم على نطاق محدود. وفي الوقت الذي يفتقر فيه هؤلاء الوزراء إلى الجولات الميدانية، يبرز دور رئيس الوزراء الذي يقوم بزيارات ميدانية تتسم بالنشاط والحضور الفعّال.

تعتبر زيارات رئيس الوزراء الميدانية جزءاً أساسياً من استراتيجيته لتعزيز التواصل مع المواطنين واستشراف احتياجاتهم. من خلال هذه الزيارات، يسعى رئيس الوزراء إلى توصيل رسائل الدعم والاهتمام بالقضايا المحلية، فضلاً عن الوقوف على التحديات التي تواجهها مختلف المناطق. يتفاعل خلال هذه الزيارات مع المجتمع المحلي، مما يعكس التزام الحكومة بتحقيق التنمية والاستجابة للاحتياجات الملحة.

على عكس الوزراء الذين يتجنبون الأضواء، يظهر رئيس الوزراء في هذه الزيارات متحمساً للتواصل مع الناس ومناقشة القضايا المهمة، مما يزيد من مصداقيته ويعزز ثقة المواطنين بالحكومة. وبهذا الشكل، يُظهر رئيس الوزراء رغبة قوية في تحمل المسؤولية وعدم الاكتفاء بدور إداري بحت.

ومع ذلك، فإن غياب بعض الوزراء عن هذه الأنشطة يثير تساؤلات حول فعالية الحكومة بشكل عام. فقد يكون هذا الغياب ناتجاً عن مخاوف من الانتقادات أو من تفسير تحركاتهم بطرق غير ملائمة، حيث يُفضل بعضهم الابتعاد عن الأضواء في ظل الأوضاع الإقليمية المتوترة. وهذا التوجه، وإن كان مبرراً في بعض الحالات، قد يؤدي إلى تفاقم مشكلات التواصل مع الجمهور ويعطي انطباعاً بعدم الاهتمام أو العجز عن مواجهة التحديات.

في النهاية، يجسد النشاط الميداني لرئيس الوزراء الفارق بين القيادة الفعالة والأداء الضعيف لبعض الوزراء، مما يدعو إلى ضرورة إعادة النظر في استراتيجيات الحكومة لضمان وجود توازن بين القيادة والمسؤولية على جميع المستويات. تعزيز التعاون بين الوزراء ورئيس الحكومة، والمشاركة الفعالة في الأحداث الميدانية، قد يكون المفتاح لتحقيق الاستقرار والتنمية المطلوبة في هذه الفترة الحساسة.

ــ عمان جو