الأخبار

صالح الراشد يكتب : قتل المدنيين في غزة فاق الخيال والعم سام يحتمل الأرقام..!!

صالح الراشد يكتب : قتل المدنيين في غزة فاق الخيال والعم سام يحتمل الأرقام..!!
أخبارنا :  

صالح الراشد :

يضع الخبراء نسبة محددة للقتلى المدنيين في الحروب يمكن احتمالها والتعايش معها، ويكون دور المعتدي أن يحافظ على هؤلاء أحياء قدر المستطاع وعدا ذلك يتم تصنيف الحرب على أنها إبادة جماعية توجب محاكمة القادة العسكريين الذين هم في الأصل مدربين للتعامل مع جميع احتمالات التغيرات التي تحصل في الحروب، وكان الإسلام السمح أول من صان كرامة الإنسان وكان الحبيب المصطفى يوصي الجيوش بقوله صلى الله عليه وسلم : ( اخرجوا بسم الله، تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا الولدان، ولا أصحاب الصوامع ) رواه أحمد، وهذه الوصايا العظيمة تجهلها الجيوش الغربية الحديثة في قتالها مع المسلمين لنجد ان الأطفال والنساء والمدنيين هم أكثر القتلى.

ووصلت نسبة قتل المدنيين في حروب الغرب بقيادة الولايات المتحدة مع العرب والمسلمين إلى نسب لا يتقبلها أي إنسان سليم الفطرة، فوصل ما قتلتهم الولايات المتحدة في حربها على العراق من مدنيين إلى حوالي ما نسبته "77%” من العدد الكامل للشهداء، وهذه جريمة حرب توجب محاكمة قادة الجيوش الأمريكية الذين استطاعوا أن يختبئوا خلف أسباب كاذبة للقيام بعدوان لم يسبق له مثيل، وفي حرب 1982 في لبنان كانت نسبة الشهداء المدنيين الذين قتلهتم القوات الصهيوني 80%، وهذا رقم يفوق الخيال وكان يوجب محاكمة شارون وعصابته لكن "البيت الأسود" في واشنطن قدم لهم الدعم وحماهم من المحاسبة.

وفي البوسنة والهيرسك تجاوزت نسبة القتلى من المدنيين بسلاح القوات الصربية 75%، ولكن تم نزع الغطاء عن حماية القتلة، لتتم محاكمة المجرم الصربي سلوبودان ميلوشيفيتش لمدة خمس سنوات في المحكمة الجنائية الدولية قبل أن تنتهي بوفاته في السجن، واليوم تشهد غزة أعلى نسبة قتل للمدنيين حيث استشهد من الأطفال والنساء والمدنيين أكثر من 95% من عدد الشهداء الذين تجاوز عددهم الأربعين ألف، وهي النسبة الأعلى في تاريخ قتل المدنيين بجميع الحروب العالمية عبر التاريخ، وهو ما يوجب على المحكمة الجنائية الدولية التعامل مع العدوان الصهيوني كإبادة جماعية وتصفية عرقية ومحاسبة جميع القيادات العسكرية الصهيونية ، وعليها منح دعوى جنوب إفريقيا بحق الكيان الصهيوني أولوية قصوى بدلاً عن عملية التسويف التي تستخدمها الدول الغربية لوقف الدعوى وإلغائها.

وهنا يظهر تساؤل لا يجب التوقف عنده فقط بل يجب دراسة أبعاده على السلم العالمي ومدى إنغماس دول العالم في الذهاب لحرب عالمية ثالثة، إذ كيف استطاعت القوات الصهيوني والأمريكية والصربية التعايش مع نسبة القتل المرتفعة بين المدنيين؟ وكيف صمت العالم عن جرائمهم؟، وهذا صمت قد يكون مبرر لدى القيادات الغربية إذ ربما تلجأ في مراحل متقدمة لارتكاب جرائم حرب في الدول التي كانت تستعمرها بغية الحفاظ على مصالحها وبالتالي يمكنها أن تتهرب من العقاب كما فعل غيرها، وتزداد الغرابة في الأمر ان الولايات المتحدة تهاجم السياسة الروسية في الحرب على أوكرانيا، رغم ان نسبة القتلى المدنيين لم تصل إلى 15% مع انخفاض في عدد القتلى في أوكرانيا حتى بتنا نشعر أنها حرب صورية أو متفق عليها لانها بدون مجازر عكس المجازر الأمريكية الصهيونية الصربية، لكن الاختلاف هنا ان الدول الأخيرة قتلت مسلمين فيما روسيا تحارب العرق الأبيض وهو ما يُظهر العنصرية الغربية بأبشع صورها وأشكالها، كما يثبت كراهية الغرب للمسلمين على وجه التحديد.

آخر الكلام:

حين تكون الجريمة صهيوأمريكية تختفي معايير الإنسانية بل قد يتم التلاعب بها، فيما تبرز هذه المعايير بقوة في حال دفاع أي دولة عن حقها وأرضها وحريتها التي تنتهكها الدول الغربية، لنجد أن البيت الأمريكي يكون أبيض متى شاؤوا وأسود حين يُريدون وأحمر حين يقتلون الآخرين، والمؤلم ان واشنطن تتعايش مع الإجرام الصهيوني وقتلهم المدنيين الفلسطينيين على أنهم خسائر حرب يمكن تحملها دون أن يتحرك ضمير العم سام.

مواضيع قد تهمك