الأخبار

قمة «الكأس».. حذر تكتيكي مبالغ فيه .. والوحدات أستثمر أخطاء منافسه وأنجز المهمة بإقتدار

قمة «الكأس».. حذر تكتيكي مبالغ فيه .. والوحدات أستثمر أخطاء منافسه وأنجز المهمة بإقتدار
أخبارنا :  

إربد- علي غرايبة

أسدل الليلة قبل الماضية الستار على آخر صفحات الموسم الكروي، والذي كان آخر محطاته نهائي الكأس الذي جمع بطل الدوري الحسين مع الوحدات الذي نجح في حسم اللقاء لصالحه 2/1، والأحتفاظ باللقب.

وحظي اللقاء بمتابعة كبيرة من جمهور الفريقين الذين غصت بهم مدرجات ستاد الحسن الذي كان شاهداً على أحداث المواجهة، التي جاءت فقيرة في مجرياتها، بعد أن عجز كلا الفريقين في إستثمار الأوراق الرابحة لديهما وإبرازها بالشكل المطلوب، بعدما غلف الحذر التكتيكي أجواء اللقاء.

وكان الوحدات السباق في التسجيل بعد لمسة «حرفنة» من نجمه الشاب مهند أبو طه، الذي نجح بتسجيل أسرع هدف في تاريخ المسابقة بعدمرور 48 ثانية، وثبت الفريق ظهيري الجنب في خطوة هدف منها المدير الفني لتوفير التوازن الدفاعي وأغلاق المنافذ على منافسه والحد من كم العرضيات المرسلة من الأطراف لمهاجم الحسين عبد العزيز أنداي الذي يجيد التعامل مع مثل هكذا كرات.

وهي خطوة تحسب له، لكنها بذات الوقت افقدت الفريق القدرة على تحقيق الزيادة العددية في ملعب المنافس، وحرمته في ذات الوقت من أستغلال توغلات فراس شلباية صاحب أعلى مساهمات هجومية وتمريرات حاسمة على الصعيد المحلي وليس نادي الوحدات فحسب، فجاءت تحركات الفريق في أغلب فترات اللقاء مكشوفة وغير مؤثرة.

على الجانب الآخر وجد فريق الحسين الذي لم يكن في أفضل حالاته صعوبة بالغة في التعامل مع المعطيات الدفاعية التي فرضها عليه الوحدات منذ البداية، كما أن الهدف المبكر اربك حساباته، فتعددت الأخطاء سواء بالتمركز أو بالتمرير الخاطىء الذي كان مشهداً متكرراً طوال أحداث اللقاء وكان له أنعكاساته السلبية على المردود الهجومي للفريق.

وفي المرة الوحيدة التي كان فيها التركيز حاظراً تمكن عبدالله العطار من تهيئة كرة نموذجية شرخت دفاع الوحدات ومهدت الطريق للمحترف النيجيري عبد الجليل أجاغون الذي توغل داخل المنطقة وسدد كرة قوية أستقرت داخل الشباك معلنةً عن هدف التعديل بتوقت مثالي، كان يمكن إستغلاله بشكل أفضل، لكن كما أشرنا في البداية لم يكن الفريق في أفضل حالاته ودفع في النهاية ثمن الأخطاء التي وقع بها والتي كلفته خسارة اللقاء.

بالمجمل يمكن القول أن الفريقين لم يقدما الشكل الهجومي الذي كانت تنتظره الجماهير، وعجزا عن عكس صورة تتناسب والمكانة الرفيعة التي وصلت إليها كرة القدم الأردنية على الصعيدين العربي والقاري.

مكاسب بالجملة

نجح الوحدات في أنقاذ موسمه، وتحقيق لقب ثاني أغلى البطولات المحلية، وهذا بحد ذاته أنجاز يسجل في تاريخ النادي العامر بالبطولات والألقاب والمواعيد الدائمة مع منصات التتويج في مختلف البطولات المحلية.

مكتسبات الوحدات الذي نجح في تجيير اللقب الثاني عشر في تاريخه لم تتوقف عند هذا الحد فهو من جهة نجح في مصالحة جماهيره العاتبة وجذبها مجدداً إلى المدرجات، وعند الحديث عن جماهير الوحدات فأن الأمر يرتبط بجماهير كبيرة أكتسبت مكانة رفيعة على الصعيدين الداخلي والخارجي وكان لها مفعول السحر منذ نشأة النادي.

ومن جهة أخرى ضمن الوحدات حجز المقعد الثاني المخصص للأردن والذي يضمن له المشاركة الموسم القادم في المحفل القاري عبر البطولة المستحدثةدوري أبطال آسيا (2)، بعد أن حجز الحسين المقعد الأول بصفته بطلاً للدوري، وهذا يالتأكيد سيكون له عوائد مالية وفنية ستعود بالنفع على منظومة النادي ومسيرته المستقبلية،وإلى جانب ذلك ضمن الوحدات الظهور في مباراة كأس السوبر في الموسم القادم.

فرصة لإعادة التقييم

لفت نادي الحسين الانظار على مدار الموسمين الماضيين وكان محط إشادة وأهتمام من كافة أطراف المنظومة الرياضية على الصعيد المحلي، التي وجدت في المشروع القائم نقلة نوعية فريدة من نوعها وغير مسبوقة، يقودها فكر إداري متطور معزز بملاءة مالية نجحت في تحقيق الأستقرار الفني والإداري اللذان قاداه لتحقيق لقب الدوري للمرة الأولى في تاريخه.

ومن هذا المنطلق دخل فريق الحسين ومن قبله جماهيره العريضة، المشهد الختامي لبطولة الكأس، بمعنويات مرتفعة وثقة كبيرة في قدرة كتيبة المدرب جمال محمود على حصد اللقب كما فعلت في بطولة الدوري، لكن التراجع الفني الملموس للفريق في الأونة الأخيرة والذي حذرت منه الجماهير مراراً عبر منصات التواصل الأجتماعي، جعله يدفع الثمن وحرمه من تحقيق الثنائية وجمع المجد من طرفيه.

لكن ذلك بالتأكيد لن يثني القائمين على المشروع عن مواصلة العمل والبناء على المكتسبات، فهم كما نجحوا في إعادة فريق الحسين إلى الواجهة بعد سنوات طويلة من العواصف قادرين مجدداً على حمل أحلام الجماهير في قادم المناسبات واعتلاء منصات التتويج مجدداً والمقومات اللازمة لذلك حاضرة، وربما لا يملكها أي ناد محلي. ــ الراي



مواضيع قد تهمك