الأخبار

محمد عبد الجبار الزبن : ما أحسنَها.. انطلاقة المراكز القرآنية (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)

محمد عبد الجبار الزبن : ما أحسنَها.. انطلاقة المراكز القرآنية (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)
أخبارنا :  

من أجمل الأشياء وأحسنها بهاءً ونضارةً، ذلك التطور الذي نلمسُه في وطننا العزيز –حفظه الله وأنعم عليه-، وذلك في شتى مناحي الحياة، وهذا التطور لا يأتي من فراغ، بل من جَهدٍ جهيد، ومن سهر الليالي، واكتساب الخبرات والمهارات.

ومما نلمَسُه في تطوّر مستمرّ، جهود وزارة الأوقاف في جميع إداراتها ومديرياتها، وهذا أمر مُشاهدٌ يشكر ولا يُنكر، خصوصا إذا أضفنا إلى معلوماتنا، أنّ وزارة الأوقاف أصبحت تعنى بالمشاريع الاستثمارية والانتاجية وشؤون الزكاة، ووقف الصحة ووقف التعليم، وإنشاء المساكن للمعوزين، فضلا عن إدارة شؤون المحراب والمنبر وكفى بهما من همة وأمانة وثِقَلٍ لا يعرف قدر إدارتهما إلا من مارسها عن كثب.

و يُطلّ علينا هذا العام بإطلالة جديدة متميزة فريدة، وهي المراكز الصيفية، وعنوانها: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)، مما يشير إلى هذا المنهج القرآنيّ الذي سيتربّى عليه أبناؤنا وبناتنا خلال موسم هذا الصيف الحارّ، ليتعرف الملتحقون والملتحقات بضرورة تعلّم الخطاب الحسن في معاملة الآخرين، فهو أمر ربّانيّ وسنّة نبوية بها نهتدي ونقتدي.

وما من شكّ في أنّ المراكز القرآنية التي تقيمها وزارة الأوقاف كلّ عام، فتختار الزمانَ المناسب، وهو العطلة الصيفية، والمكان الأنسب وهو بيوت الرحمن، لتتلقى الأبناء والبنات كلّ على حدة فناك أيام ثلاثة للأولاد وثلاثة أخرى للبنات على مدار الأسبوع، في رحاب صحن المساجد، فتتشكل الأنوار البهية في قلوب فلذات أكبادنا، فيمشون على الأرض مطمئنين بالفأل والأمل وهو يرسمون على وجوههم بسمة الحياة، ويحفظون آيات عطرات من القرآن الكريم الذي من أسمائه: «النّور».

ولعلّ مما يميّز المراكز الصيفية هذا العام، التجهيزات المبكرة، وإعطاء فسحة في تعليم أبنائنا، مع القرآن الكريم علومًا شرعية تؤهلهم لفهم أسس ديننا الحنيف، فيتربّوا على سماحة الإسلام في فهم النصّ بوعيٍ أشمل، بعيدًا عن ضيقِ التشدد، وقريبا من فهم مقاصد الشريعة الغراء، فيفهم أبناؤنا مقاصد الحياة وفسحة الأمل وأنهم الأمل الذي ينتظره الناس الذين ينتظرون كلمة حسنة، فيأتي شعار المراكز الصيفية ليختزل المعاني ويختصر من الكلمات المباني: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا).

يبقى التنويه بجهود وزارة الأوقاف ومديرياتها في رحاب وطننا المبارك، وجهود أصحاب الفضيلة مشرفي تلك المراكز، ثمّ بالآباء والأمهات الذي يحضّون أبناءهم وبناتهم للانضمام لهذه المراكز الصيفية التي أثبتت جدارتها وقدراتها على مرّ الأيام.

والنماذج الفريدة في أردننا العزيز، كثيرة فقد رأيت عن كثب المراكز الصيفية العديدة وأبهرنا جميعا إنجازاتهم، واليوم الافتتاح وبعد شهر ونصف تقريبا التخريج، ليلبسَ الآباء والأمهات تاج الفخار وهم يفتخرون بأبنائهم وبناتهم وقد حفظوا آيات من الذكر الحكيم، وأحاديث شريفة من كلام سيّد المرسلين.

وأخيرا.. رسالتنا للملتحقين بالمراكز الصيفية: هنيئا لكم استغلال أوقاتكم بما فيه نفع لكم في الدنيا وغدا في دار السعادة الأبدية، واحرصوا دائما على شعار هذه السنة: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)، فكونوا قريبين من خدمة الوالدين وأن تنفعوا الدين والوطن ولإنسانية.. وإلى الأمام يا أملَ الوطن. ـ الراي

Agaweed2007@yahoo.com

مواضيع قد تهمك