الأخبار

خلدون ذيب النعيي : البلديات ودورها التنموي بتوفير فرص العمل لأبناء مجتمعها

خلدون ذيب النعيي : البلديات ودورها التنموي بتوفير فرص العمل لأبناء مجتمعها
أخبارنا :  

لم يعد معيار نجاح عمل البلديات كهيئة منتخبة تمثل المجتمع المحلي مقدار ما تقدمه من عملها التقليدي المتمثل بالتنظيم البلدي والتراخيص وخدمات الانارة العامة والنظافة بقدر ما تقوم به من دور تنموي شامل اساسه التنمية الشاملة الاقتصادية والاجتماعية والحضارية والتي اساسها الانسان، وهذا الشيء بلا شك سيشكل رفعة وتطوير لعمل البلدية من خلال النهوض الشامل بمنطقتها والافادة من تعاون ابناء وهيئات المجتمع المحلي في عمل البلدية ككل، فقد أطلعت مؤخراً على الجلسة الحوارية التي عقدت مؤخراً حول الخدمات البلدية والتكيف الاجتماعي : انجازات وطن والتي عقدت برعاية وزيرة الاستثمار السيدة خلود السقاف وكان ممثل قطاع البلديات في هذا الجلسة الحوارية هي بلدية تقع في خاصرة الوطن في البادية الشمالية وهي بلدية السرحان في محافظة المفرق.

منسقة الجلسة الحوارية اشارت ان اختيار هذه البلدية من بين بلديات المملكة كقصة نجاح في مجال التكيف الاجتماعي جاء بسبب نجاحها للوصول الى نسبة ( زيرو بطالة إناث )، وذلك من خلال قيام البلدية بتوفير فرص العمل لفتيات وسيدات التجمعات السكانية ضمن البلدية من خلال المشاريع الصناعية والانتاجية التي استقطبتها البلدية ضمنها في منطقة توصف بانها تحوي جيوب الفقر الشديد على مستوى الوطن، وهنا كان الدافع كما اشار رئيس بلدية السرحان السيد على عفن السرحان في مداخلته وهو احساس البلدية بما يحتاجه المجتمع المحلي للنهوض الاقتصادي الشامل وتحسين موارد الدخل العائلية في منطقة تحوي جيوب الفقر ويصعب احيان كثيرة توجه الفتاة للعمل سواء في المفرق او اربد او الضليل لأسباب اجتماعية، فكان الحل او استقدام المشاريع الانتاجية واقامة المصانع من خلال الافادة من موقع البلدية والامتيازات التي تقدمها للمستثمرين بأنواعهم.

احسنت البلدية خطوتها الاولى في التواصل مع المجتمع المحلي واللقاء معه وسماع ارائه واحتياجاته وكان ذلك نقطة الانطلاق التي اشار لها رئيس البلدية منوهاً ان مشروع البلدية في مجال والاستثمار والتوظيف لم يكن سهلاً بل كان مشواراً واجهته البلدية بكل حكمة واصرار، فكانت معضلة النظرة لموضوع عمالة الفتاة من الاساس، وهو الشيء الذي استطاعت البلدية تجاوزه من خلال الاثار والفوائد الذي لمستها العائلات واطمئنانهم لاجواء العمل لبناتهم وقرب مواقع العمل لسكناهم، وكان لحزمة الامتيازات التي قدمتها البلدية وشركائها للمستثمرين لبدء العمل والانتاج وهو الشيء الذي عاد بالايرادات الى صندوق البلدية بعد بدء الانتاج وعزز وضعها المادي.

وبالتعاون مع شركائها اصبحت بلدية السرحان تضم الان 6 مصانع يديرها مستثمرون اردنيون وعرب واجانب توفر مايزيد على (1200) فرصة عمل تقدم رواتب شهرية بما مجموعه ثلاثة ملايين وستمائة الف دينار لفتيات قضاء السرحان براتب شهري 260 دينارا لكل فتاة، وهو الشيء الذي ساهم بتحريك القطاع الاقتصادي والتجاري ليس على مستوى البلدية فقط بل على مستوى محافظة المفرق، وهناك اضافة لما سبق سد سما السرحان المائي والقائم منذ عام 1958م حيث سيتم تفعيله من خلال مشروع البيوت البلاستيكية مع الشبكة الاسلامية للتنمية ليكون قصة نجاح مائية وزراعية وبيئية على مستوى الوطن يستفيد منها بالعمل 48 عائلة من ابناء المنطقة.

لم ترى بلدية السرحان في والظروف المختلفة المحيطة بها بدءاً من كونها من المتضررين بشدة من اللجوء السوري الذي رتب على البلدية مسؤوليات اضافية وايضاً وجود جيوب الفقر الشديد في مجتمعها مدعاة لتبرير أي تقصير بالعمل بل كان مدعاة وحافزاً لها للانطلاق لخدمة مجتمعها المحلي وتجاوز عملها التقليدي، فكانت هذه البلدية بحق قصة نجاح يحق لها مقعدها في هذه الجلسة الحوارية وان يتحدث عمدتها بكل اريحية عن قصة جهد عمل اثمرت ان تكون بلديته مثالاً يحتذى بذلك على مستوى الوطن في مجال الخدمات البلدية والتكيف الاجتماعي. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك