الأخبار

محمد يونس العبادي : مبادئ ما زالت حية لثورة الشريف الهاشمي

محمد يونس العبادي : مبادئ ما زالت حية لثورة الشريف الهاشمي
أخبارنا :  

تمّر هذه الأيام ذكرى انطلاق الثورة العربية الكبرى، وهي النهضة العربية الأولى والتي جاءت بعد نحو سبعمئة عامٍ من غياب العرب عن مسرح التاريخ الدولي، والإقليمي حتى.. بعد أنّ خضعت منطقتنا لحكمٍ ليس بعربيٍ.

والأردن، وبطبيعة تكوينه، هو سليل هذه النهضة العربية، والتي صان مبادئها إيماناً من دوره كوطنٍ يمتلك شرعية هاشمية، وهي شرعية الدين والقومية، والحق، والإنسان العربي.

لقد كان لأدوار الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه، ولإرثه الحيَ، حضور أسس لهذه النهضة، ولهذا الوعي العربي الباكر، إذ يصادف تاريخ وفاته (طيب الله ثراه) في الرابع من شهر حزيران، وفي سيرته (طيب الله ثراه) الكثير من السجايا الكريمة، التي صاغت مفهوم العروبة، بالنقاء الأول، الخالي من التوجهات «المؤدلجة» والذي وثب في النفوس وأعاد الاعتبار للعروبة بعد غيابٍ دام مئات السنين.

ومع عظيم النوازل التي حلّت بالعرب، إلّا أنّ إرث الشريف الحسين ما زال يمثل ويتضمن مفرداتٍ تعبر عمّا يتطلع إليه العرب، فقد حققت الثورة العربية الكبرى حلماً عروبياً بالوحدة لمّ يطل زمانه، إثر الغدرين الفرنسي والبريطاني، وتحلل الأخيرة من عهودها للعرب، رغم أنها أوفت بها إلى حليفها المناقض «الحركة الصهيونية».

وفي إرثه (طيب الله ثراه) نقرأ عدداً من الوثائق الشاهدة على عروبيته وجهاده لأجل العرب ووحدة كلمتهم وفلسطين وعروبيتها وإسلاميتها.

ومن ملامح زمان الشريف الحسين، الوثيقة التي تنقل إلينا بيعة أهل سوريا في تشرين الأول عام 1918م، حين استقبلهم ضمن وفدٍ من عموم البلاد في مكة المكرمة.

يقول الشريف الحسين في كلمة تحمل دلالات ما نهض به لأجل العرب وعمرانهم، «إنه ما دام السوريون حملوني هذا العبء الثقيل فقد وجب عليهم أنّ يعينوني على ما فيه راحة البلاد وسعادتها ورفاهها لا سيما وهم أبناؤها وأعرف الناس بما يلزم لها من الحاجيات، وهم الأجدر بتولي أمورها..»، وهذا الحديث يشرح النظرة الشمولية للنهضة التي سعت إلى أنّ يأخذ أهل البلاد دورهم في إدارة شؤونهم.

ومن تعابير فكر النهضة، أنه حاول تجاوز العصبيات والمذاهب الدينية لتصوغ العروبة الهوية، وهي ما نقرأه في قوله » وإني ذكرت أبناء سوريا فلا أفرق بين أحد منهم بمذهب أو غيره بل كلهم في نظري سواء لأن وحدة القومية هي جامعة التفاهم»، ما بناه الحسين بن علي من خطابٍ عروبي هو إرثٍ ما زال صالحاً للتغلب على ما نواجهه اليوم – خاصة كعرب مشرقيين- من نوازلٍ أتت على كثير من عمراننا.

وفي شهادة (أو وثيقة) أخرى نقرأ ما قالته صحيفة اليرموك الصادرة بفلسطين عن الحسين بن علي في أواخر أيامه، بقولها «وإنّ في حياة الحسين لعبرة للمعتبرين، وأنّ الذكريات الخالدة لتعاود الأذهان كلما رددت الألسنة اسمه، فهو أول من سلك السبيل القويم لاستقلال العرب فدفع أبناء قومه إلى ميادين القتال.. وقال لهم دونكم ساحات الوغى بيعوا أنفسكم رخيصة، فلن تنالوا الحرية إلّا إذا فديتموها بالدم والمهج».

وواصلت الصحفية شهادتها على مشاعر العرب التي تركها الحسين بن علي، بقولها «فالثورة العربية الأولى رغم فقدان ثمرتها قد تركت في النفوس أثراً لا يمحى وكانت الأساس العملي لطموح العرب وآمالهم باستعادة عزتهم ودولتهم..».

إنّ سيرة الحسين بن علي، وإرثه أسسا لخطابٍ قويمٍ مفرداته ما زالت تجري على ألسن المخلصين، والوفاء لهذا الإرث إخلاص لمّا حمله الحسين وجند النهضة من مبادئ ما زالت حية.. عبارتيها: العروبة وفلسطين.

وعلى مدار أكثر من مئة عامٍ بقي ملوك الأردن، وشعبه، والمخلصون من العرب، مؤمنون بمبادىء الثورة العربية الكبرى ونهضة شريف العرب وأميرهم الحسين بن علي القرشي، نبارك للملك عبد الله الثاني ابن الحسين بمناسبة اليوبيل الفضي لجلوسه على عرش آل البيت وقوله في تهنئته «تحية لنشامى الجيش العربي المصطفوي ولشهداء الأردن الأبرار في ذكرى الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش، كل الفخر والاعتزاز ببطولاتهم وتضحياتهم في سبيل الدفاع عن الوطن ودوام رفعته». دام الوطن الهاشمي عزيزاً بإرثه وحاضره ومستقبله، وطن الأحرار ... ــ الراي

مواضيع قد تهمك