الأخبار

عن مـحاضرة سمير الرفاعي فـي جامعة الـحسين التقنية

عن مـحاضرة سمير الرفاعي فـي جامعة الـحسين التقنية
أخبارنا :  

في جامعة الحسين التقنية حاضر دولة سمير الرفاعي يوم أول من أمس حول الأوضاع الراهنة محليًا وعربيًا ودوليًا، وكعادته لم يكن رتيبا او اعتياديا، بل تحدث بلغة مشوقة وقدم توصيفًا دقيقًا للواقع، وعرف كيف يُمعنُ في قراءة تاريخ الوطن في تأكيده الصريح واعتزازه بالشخصية الوطنية الأردنية التي استمدت مميزاتها من ثوابت الثورة العربية الكبرى الممزوجة بالأصالة ورحابة الشعب الأردني ومتأثرة بسمات القيادة الهاشمية وشرعيتها الدينية، ليعيد بذلك للذاكرة مقولة جلالة الملك في مئوية الدولة الأردنية حول حاجتنا اليوم إلى إعادة إحياء ?لروح واستنهاض الهمم التي بني بها وعليها الأردن بريادة الهاشميين وقيادتهم قبل مائة عام ويزيد.

الرفاعي كان متعمّقًا في الطرح واستذكر جهود الأردن ورسالته التي جعلت له في معركة بقاء الأمة مكانًا لم يتخل عنه لأنه الوطن القومي العروبي والهاشمي المسلم الذي استوعب كل من لجأ اليه من الدول الشقيقة (من تهجير إلى هجرة) وهو وطن انساني فيه تعددية الأديان والطوائف وهو محكوم بروح عظيمة مثلتها قيادة آل البيت، وبذلك أعتقد أن حديث الرفاعي في جامعة تضم في رحابها نخبة من شباب الوطن، لا شك أن يكتسب اهمية من زوايا أخرى لعلّ أهمها ضرورة الإجابة على السؤال الأبرز، كيف سنعيد إعادة تدعيم الناشئة من أبنائنا وبناتنا بمنظومة ?لقيم والمبادئ والأسس التي كانت واسطة العقد وقطب الرحى في مسيرة بناء الدولة وتأسيسها رغم ضعف الإمكانات وندرة الموارد إلى أن انتزع الأردنيون اعجاب القاصي والداني ممن راحوا ينظرون للأردن بلدًا يملك زمام أمر بناء مؤسساته ويقدم للمواطن خدماته ويلاحق التطور، وكل ذلك دون أن يمنَّ عليه أحد بشربة ماء أو يساومه على موقف، ولطالما دفع الأردن ثمنًا لمواقفه والشواهد على مرأى العين والبصر.

يمرّ الرفاعي على مفاصل مهمة وحقائق لا بد من إعادة تعميقها في نفوس النشء لأن التربية الوطنية لا يمكن أن تأتي إلا عبر وسائل وأدوات عبقرية تربط بين الماضي والحاضر بلغة تعزز قيم الولاء والانتماء للأردن بلد المهاجرين والأنصار وموئل الأحرار. الأردن لم يمسسه خوف من الحادثات، ولم يتسرب إلى وجدان أهله حس من العصب أو الفتنة تحت أي شعار سري كان أو معلنًا، الأردن الذي لم تثن عزيمة قيادته الهاشمية لا الملمات ولا الشدائد، لأنها القيادة التي لم تحنث بيمين وظلت على عهد التاريخ بها تحرس الأمة، ورجالاتها يمدون أرو?حهم بين الحجاز وفلسطين وبغداد والقاهرة ودمشق، وهم يعبدون رب هذا البيت (الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف).

محاضرة على بُعد يومين اثنين من خطاب ملكي مفصلي وجّهه جلالة الملك إلى شعبه الأبي في يوبيل فضي كان زاخرًا بالحب والإنجاز والعطاء، وأصداء كلمات الملك لن تبرح ذاكرة الأردنيين شيبًا وشبانًا وقائدهم يستل سيفه ويلقي عليهم التحية والسلام ويقول لهم شكرًا لكم لأنكم أصحاب الهمة والعزيمة والانجاز.
Ahmad.h@yu.edu.jo

مواضيع قد تهمك