المفرق - توفيق أبوسماقه

أبدى تجار و مواطنين انزعاجهم من تمدد ظاهرة التسول إلى محالهم ومنازلهم في مناطق لواء قصبة المفرق وسط جهود حثيثة من الجهات المعنية للحد منها.

وندد خالد مشاقبة من ظاهرة «التسول الاحترافي» والذي يختص بإتخاذ التسول حرفة (مهنة) لتوفير متطلبات الحياة لدى الكثير من المتسولين.

وأوضح أن الناس اعتادوا على التسول وتحديدا بالأسواق وعند المساجد، محذرا من نوع معين من التسول وهو «الاحترافي» الذي بات يمتهنه الكثيرين لتوفير متطلبات عيشهم، في حين أن لديهم بدائل أخرى لتوفير ذلك من خلال الالتحاق بفرص العمل.

وقالت الناشطة الإجتماعية عهود محيلان:» نجاح التنمية الاجتماعية في منع التسول يعتمد على عدة عوامل مثل الجهود الحكومية، والتوعية، وتوفير الفرص الاقتصادية في بعض المحافظات قد تكون هناك جهود فعّالة تحد من ظاهرة التسول، في حين قد تكون النتائج مختلفة في غيرها بسبب عوامل محلية متنوعة."

وأضافت أن الجهود المبذولة للحد من ظاهرة التسول في المفرق لم تنجح ولم تعمل التنمية الإجتماعية من أجل الحد أو من التخفيف من هذه الظاهرة و بخاصة أن هنالك نمط احترافي منها بات ينتشر و هذا دليل على عدم الحاجة الفعلية لممتهني التسول.

المختص بعلم الاجتماع الدكتور خالد الشرفات، قال:» تعتبر ظاهرة التسوّل مشكلة قديمة جديدة تعاني منها معظم المجتمعات ومنها المفرق، حيث ازدادت الظاهرة بالآونة الأخيرة مع تدفق اللاجئين السوريين.

واضاف:» مما لا شك فيه فإن مديرية التنمية دأبت ومنذ زمن على مكافحة هذه الظاهرة المزعجة للكثير من الناس، وقد شكلت فرق خاصة لمكافحتها، الا أنها تعتبر ظاهرة اجتماعية بنيوية بمعنى أنها ترتبط عضويا بمشكلات أخرى أهمها الفقر، والبطالة، وغلاء الأسعار."

ولفت إلى أن المتسولين الالكترونيين الاحترافيين يعمدون إلى فبركة قصص إنسانية وجمع التبرعات من خلال منصات التواصل،مشددا على أهمية التقصي عن كل حالة في الوقت الذي يعمدون فيه الى سرد مؤثر للقصص التي تتحدث عن العوز والفقر وبطريقة احترافية لجذب الانتباه وبالتالي جمع التبرعات.

وأوضح أن أنماط التسول التقليدية لا تزال هي المهيمنة حتى الان لكن بروز التسول الالكتروني يعني استغلال اخر لمنصات التواصل الاجتماعي ولكن بطرق محترفة متسائلا كيف يمكن للفقراء انشاء حسابات ومخاطبة الالاف بإعلانات ممولة.

مديرية التنمية الاجتماعية في لواء قصبة المفرق،أكدت أنه لم يرد لها أي قضية تتعلق بالتسول الإلكتروني رغم اعترافها بوجود هذا النوع،مؤكدة إلى «الرأي» أن لجنتها الخاصة بمكافحة التسول تمارس عملها بشكل مستمر بالتعاون و التنسيق مع الحاكم الإداري و الأمن العام. و أوضحت أن تم ضبط ما يقارب (٣٠) متسولا منذ بداية الشهر الماضي و تم التعامل مع كل متسول وفق فئته العمر من الخلال التعليمات و القوانين الواردة في هذا الجانب. ــ الراي