الأخبار

ندوة في إربد حول "الفصيحة والعامية في سياقاتهما الطبيعية"

ندوة في إربد حول الفصيحة والعامية في سياقاتهما الطبيعية
أخبارنا :  

نظم ملتقى اربد الثقافي مساء أمس ندوة بعنوان "الأدوار الواقعية بين الفصيحة والعامية في سياقاتهما الطبيعية".
وقال رئيس ملتقى اربد الثقافي الدكتور خالد الشرايري الذي أدار الندوة، بمناسبة عيد الاستقلال 78 للمملكة، إن "الأمم والشعوب تحتفل بأعياد استقلالها لأنها تعتز بالمواقف المشرفة للرواد والبناة، الذين تفانوا في خدمة المصالح العليا لأبناء بيئتهم الاجتماعية، وشكلوا مع الزمن قدوة حسنة لمن يعشق العمل الجاد في البناء ومسيرة التنمية المستدامة."
من جهته، تحدث عميد كلية الآداب والعلوم في جامعة البترا الدكتور محمود السلمان عن اللغة العربية بصفتها أداة تفكير وتشكيل الهوية الحضارية للشعب.
وفي مقاربة موضوعية بين الفصيحة والعامية، واللهجات المحكية، أشار السلمان، إلى حقيقتين الأولى، أن اللغة ظاهرة اجتماعية تمثل الوعاء الفكري الذي يُجسد الشخصية الاعتبارية لهذه الأمة، مثلما توثق الوقائع والإنجازات الحضارية لأبنائها، ومن المعروف أن الإنسان ولغته يتطوران تدريجياً من خلال الممارسات واكتساب الخبرات والمهارات التي كثيراً ما تستمد من طبيعة المعايشات والتجارب الحياتية المتنوعة.
أما الحقيقة الثانية فهي أن اللغة تتألق في البيئة الاجتماعية التي تنشط في العادة بنشر المعلومات الفكرية والعلمية بين الجميع، حيث أن علماء اللغة يُجمعون على أن الكلام لفظاً أو كتابة، يتكون من مجموعة من الرموز التي اخترعها الإنسان في زمانه للدلالة على الأشياء، وتم التفاهم على ضرورة الربط بين الرموز ومدلولاتها، بحيث تنسجم اللغة مع بيئتها، وتؤدي وظيفتها في التحليل والتعليل بمنهجية تلتقي مع تجليات وعي التاريخ والذات العامة في سياقاتها المختلفة.
وأشار السلمان إلى أن الاستخدام الأمثل للغة الفصيحة يُساعد في تقليل الغموض أثناء تبادل الأحاديث، لأن طبيعة اللهجات تختلف من بيئة لأخرى، مؤكداً أن اللغة العربية بما تتوافر فيها من مرونة، استطاعت الربط بين مفهوم الأصالة ومتطلبات الحداثة، وتم تطويع دلالات الألفاظ والتوسع في المجاز كي تؤدي المعاني والمصطلحات وظيفتها بالشكل الذي يلتقي مع متطلبات السير في ركب التجدد المعرفي.
وحضر الندوة حشد من الأكاديميين والمثقفين والمهتمين، وجى مناقشة أهمية التركيز على إتقان اللغة الفصيحة، وتكييف اللغة العربية مع مختلف المناخات، إذ يُستدل من أدق الأبحاث والدراسات الموضوعية، أن مناهج اللغة العربية متعمقة في نظمها وملتزمة برؤيتها العلمية، وهي تمثل الوجه الحقيقي للثقافة العربية، فقد كانت قبل الإسلام لغة الشعر وبعده ولدت الكثير من المصطلحات، فكانت الفصحى لغة الفقه والشريعة والفلسفة وبعد الفتح كانت لغة القضاء والسياسة ثم جاء بيت الحكمة لتشمل العربية حينئذ العلوم الطبيعية والتطبيقية لتكون بذلك لغة العلم والعلماء.
--(بترا)

مواضيع قد تهمك