الأخبار

عبد الحافظ الهروط يكتب : الإذاعة الأردنية وفيصل القاسم

عبد الحافظ الهروط يكتب : الإذاعة الأردنية وفيصل القاسم
أخبارنا :  

نجتّر الماضي لأننا فقدنا بريقه في الحاضر ولا نعرف ماذا يخبىء المستقبل.

هذا ما نقوله في الإعلام الأردني الذي كان ذات مرحلة، حاضراً على الساحة العربية رغم بساطة الأدوات التي عوّضتها الكفاءات واهتمام الدولة.

الإذاعة الاردنية مؤسسة عريقة من وسائل المنظومة الاعلامية في الأردن التي حملت في أثيرها رسالة الوطن، وكانت المنبر الحر في كل ما يُبّث من اخبار وتعليقات وتحليلات ولقاءات واستضافات وبرامج متنوعة هادفة مدروسة وأغان لم تكن في واحدة منها للتهريج أو الثرثرة.

برعاية ملكية، وفي عهد الراحل الحسين، تولى الشهيد وصفي التل دفة الإذاعة من ألفها إلى يائها، حتى قيل أنه طلب ذات يوم مادة تنظيف بسيطة لـ"شطف الحمَّام» بعد أن دخله ووجده متسخاً، فقام بالمهمة بنفسه!.

هذا الاهتمام على بساطته وندرته، عند «المدير العام » في ذاك الزمان، وهو منصب أظن أنه كان بأهمية وزير، لا بل رئيس وزراء، مع تقديرنا للمناصب الوظيفية ومن شغلها بالأمس القريب،ويشغلها اليوم، هو اهتمام بمثابة سؤال: كيف تكون مسؤولاً أو موظفاً، أيّاً كان موقعك، لتكون ناجحاً، ولتنجح المؤسسات؟!.

ما شدّني للحديث عن الاذاعة الأردنية، وهي التي كانت تشنّف لها الآذان الأردنية ويتابعها الأشقاء العرب، لغايات سياسية وثقافية وفنية، ويرصدها ويتربص بها العدو الصهيوني في كل مراحل الصراع العربي الاسرائيلي والمشاغبة على الأردن، أقول ما شدني للحديث عن هذه المؤسسة العريقة، هو ما عبّر به الإعلامي المشهور فيصل القاسم، في حوار لإحدى القنوات العربية عن سيرته الحياتية ومسيرته الإعلامية.

يشيد القاسم بالدور الذي كانت تقوم به الإذاعة الأردنية في برامجها ونشرات الأخبار مستشهداً بالمذيعين المرحومين جبر حجات وسحوم المومني، وغيرهما، ومعجباً بوقع هذه الأصوات على آذان المستمعين، وكفاءات العاملين وادائهم، معتبراً أن الإذاعة الأردنية كانت الصوت المسموع في المنطقة وفي تلك المرحلة.

هذه شهادة من رجل إعلامي تولى برنامجاً–الاتجاه المعاكس- على شاشة قناة تلفاز، هي الأولى عربياً وإقليمياً من حيث المتابعة، والمنافسة الأولى للقنوات العالمية، سواء، اختلفنا مع ماتنشره أو اتفقنا، ومع مقدّم ظل مثيراً للجدل.

بالتأكيد، سيخرج بعض الإعلاميين والمتابعين ليبرر، أن لكل مرحلة أعلامية، ظروفها، ولكنهم يتعامون أو يغضون الطرف عن تلك الظروف الصعبة التي عاشها الأردنيون وواجهها الأردن بكل صلابة، ذلك أن أدوات الاعلام كانت بسيطة- عكس ما هو اليوم-والموارد المالية شحيحة، ولكنه العنصر البشري المؤهل، والإدارة الحصيفة، والإرادة الجادة، فهي جميعها التي تصنع الفارق والتميز، في كل المراحل. ــ الراي

مواضيع قد تهمك