الأخبار

د . محمد يوسف بزبز : صفات سيكولوجية لإدارة صفية متميزة (2 - 2)

د . محمد يوسف بزبز : صفات سيكولوجية لإدارة صفية متميزة (2  2)
أخبارنا :  

العادات السلوكية الإيجابية مهمة وضرورية ليست في داخل الصف أو المدرسة فحسب، وإنما ضرورية داخل الأسرة والمجتمع عمومًا، لكي يعمل الناس بأسلوب منظم وسليم ومقبول، يتكيف الفرد فيها مع بيئته، ويمهد بذلك لتوليد اتجاهات إيجابية بينه وبين الآخرين وبالعكس. وبالتالي تتحسن فرص التواصل والتفاعل الاجتماعي بين الناس. إن تغيبت عن صفك أو تأخرت عن موعد حصتك، فهل ستجد طلابك داخل الصف يديرون أمورهم بأنفسهم؟ إن كانت الإجابة «نعم» فهذا دليل على نجاحك في تدريبهم على تطبيق الأعمال والإجراءات وبأن وسائل الضبط لديهم أصبحت ذاتية، وبأنهم مهتمون بالتحصيل، وهم بهذا يؤكدون احترامهم لك.

استشعر دائمًا النتاجات السلوكية التي تسعى إلى تحقيقها، وأشعر طلابك بـ ولتكن جميع فعالياتك وفعاليات طلابك موجهة نحو تحقيقها. لتكن الاختيارات التي تجريها موجهة نحو قياس مدى تحقيق تلك النتاجات وتمثل الطلبة لها. إن من واجب المعلم أن يستخدم النظام الفئوي لتحديد درجات الطلاب وترتيبهم حتى يتنافسوا مع أنفسهم ليصلوا إلى المعيار المرضي وليكن نتاجه مركزًا نحو تحقيق النتاجات وليس تصنيف الطلاب. إن تشدد المعلم في تقييم درجات الطلاب وتدني معدلاتهم لا يقدم دليلًا على الدقة، ولكنه ربما يقدم دليلًا على الفشل إما في إجراء التقييم أو الفشل في التأثير على تفكير الطلاب ونشاطهم الذهني. إن من نتاجاتنا كمعلمين مساعدة الجميع لتحقيق نتاجاتهم في النجاح وليس من نتاجاتنا أن نصنفهم إلى ناجحين وفاشلين. التعلم الجماعي أسلوب تعم فائدته الجميع، يتحملون من خلاله المسؤولية والتعاون وكذلك التنافس، ويزداد بذلك تعلمهم، من المهم هنا شرح أسباب وكيفية تشكيل المجموعات ومتطلباتها ومسؤوليات كل مجموعة، وهنا أُشير الى أن الأسلوب يرفع من مستوى قدرات جميع الطلبة. ليس مهمًا مقدار الجهد أو الوقت الذي تبذله أو تقضيه داخل الصف، وإنما ما تحققه من إنجازات، فالشخصية القيادية هي الأكثر تصميمًا على تحقيق إنجازات بوسائلها الخاصة. يحصل على المكافأة المعلمون الأكثر كفاية وإخلاصًا، إنهم الأكثر سعادة وتوافقًا مع ذواتهم.. وهم الذين يحظون بالتقدير والاحترام ويكسبون جوانب معنوية ومادية أكثر من سواهم. المعلمون الأكثر نجاحًا واستمتاعًا بعملهم، هم الذين يحققون بها نتاجات غيرهم ويحققون نتاجاتهم الشخصية من خلالها في توافق وانسجام. المعلم الحقيقي لا يتوقف عن طلب العلم، ويسعى باستمرار إلى تطوير نفسه، إنه بهذا يشعر بالتجديد والتطور والثقة، وينعم باحترام الآخرين وإعجابهم. تذكر أنه لا يمكنك إنجاز شيء ما بالكسل والتقاعس وإضاعة الوقت، كافئ نفسك بالإنجاز، وكن في موقع الصدارة بين زملائك. عامل طلابك على أنهم أشخاص مهمون، امنحهم الثقة وأشعرهم بأهميتهم وفعاليتهم في إدارة الصف، وبأنهم معنيون بتفعيله وضبطه ومعنيون بتحقيق النتاجات التربوية، امنحهم تقديرًا إيجابيًا لذواتهم. قل لطلابك إن الله خلقكم في أحسن تقويم، وبأن الله كما فرق بينكم في إبهام وبصمة العين، فقد فرق بينكم في الخبرات، وإن كل واحد منكم يمتلك قدرة ما. قد يتميز بها عن باقي أقرانه، وقد يتميز بها حتى عن معلمه، ابحثوا عن مصادر القوة في ذواتكم، إنها موجودة حتمًا، اكتشفوها، وتعالوا نتشارك في تطويرها إلى أقصى مدى فالتنقيب عن الثروة البشرية واستثمارها أهم بكثير من التنقيب عن الثروات المادية واستغلالها. عامل طلابك على أنهم يعرفون أشياء، لكن هذه المعرفة بحاجة إلى إضافة وتحسين وتطوير، امنحهم الثقة بما لديهم، وابدأ معهم من حيث هم وانتهِ بهم إلى حيث تريد، إنّ هذا من شأنه أن يكون لديهم اتجاهات إيجابية نحو ذواتهم ونحو المعلم والعملية التعليمية التعلمية وبالتالي إنجازهم لمهماتهم بدافعية وبجهد كبيرين. ديناميكيات الجماعة تقول إن الطلبة هم جماعة، قد لا تكون بالضرورة متقاربة في مهاراتها وقدراتها أو استعداداتها. وهنا أشير إلى نقطة هامة جدًا أن ذوي القدرات العالية لديهم اتجاهات إيجابية نحو التعلم، وأنهم يعملوا بجد أكبر حتى ولو كانت الموارد والتسهيلات في حدها الأدنى، وبأن ذوي القدرات المتدنية، أميل إلى إدراك التعلم على نحو أكثر سلبية وإلى اعتبار أن كثيرًا من النشاطات التي يقومون بها داخل الصف هي مضيعة للوقت والجهد. إن غالبية المعلمين يميلون إلى بناء نشاطاتهم الصفية ضمن مستوى متوسط، وهذا قد يكون على حساب ذوي القدرات العالية والمتدنية، لهذا فهم يربطون بين المعلم وبين شعورهم بالملل ومن ثم إعاقة عملية التعلم والتوصية هنا أنه يجب على المعلم أن ينوع في أساليب وطرائق التدريس وأن يشجع المشاركة والعصف الذهني وأن يشجع التعلم على شكل مجموعات. قد يواجهك في غرفة الصف طلبة من فئة القادة أو النجوم أو المنعزلين أو الانبساطيين أو الانطوائيين أو الاندفاعيين أو التأمليين، سيواجهك حتمًا واحد أو أكثر من هؤلاء، إن لم يكن في هذا الصف ففي صف دراسي آخر، تذكر أن المعلم سيكولوجي قادر على الاكتشاف والفهم والتحليل، وأنه يمتلك حقيبة من وسائل وأساليب وطرائق التدريس وأشكاله، يمكن استخدامها وفقًا لخصائص الطلاب وطبيعة الدرس وموضوعه. المعلمون حديثو الخبرة يعانون من التوتر، ويواجهون مشكلات في سيطرتهم على الموقف التدريسي، إن من واجبنا كهيئة تدريس أن تقدم التوجيه لزملائنا الجدد بدلًا من أن تتصيد أخطاءهم، مثلما أن على المعلم الجديد ألا يتحرج من مناقشة زملائه من المدرسين القدامى الذين سيرحبون حتمًا بتقديم خبراتهم وتوجياتهم له. إدارة التعلم الفعّال متطلب سابق لتحقيق التدريب الفعال، قد يمتلك المعلم معرفة وفهمًا ممتازين في موضوع تخصصه، لكنه يبقى عاجزًا ما لم يمتلك الأساليب والطرائق ومهارات الاتصال والإقناع والتأثير وخلق بيئة نفسية تسهل عملية التعلم. التعليم الفعال يعتمد بشكل كبير على؛ علاقة المعلم بالطلبة، و البيئة المادية والبيئة النفسية للصف، والتخطيط والإعداد للتعليم، وانهماك الطلبة في عملية التعلم، والوسائل والأساليب والطرائق الملائمة، والمعلم كنموذج وكمستخدم للوقت. وإن الطريقة التي تؤثر فيها علاقة المعلم الإيجابية مع طلابه؛ قنوات اتصال فعالة، واتجاهات إيجابية نحو المعلم ونحو عملية التعليم، ومناخ نفسي إيجابي، وتعليمات صفية واضحة ومقنعة وميسرة في التطبيق، وفرص نجاح للجميع، وتقدير إيجابي للذات.

عزيزي المعلم، كن حريصًا على توفير بيئة تعلم ملائمة وعلى توفير التسهيلات، وهنا أُشير إلى وجود علاقة ما بين بيئة التدريب الجذابة وبين توقعات الطلبة العالية وهو ما يمكن أن ينعكس على تفاعلهم الإيجابي. كذلك؛ المعلم الناجح يسأل طلابه أثناء وعند انتهاء العام الدراسي، ولربما بالاستعانة باستبانة من تصميمه، تتضمن سؤال طلبته: هل أنا عادل هل أنا مخلص هل أنا ممتع أعطيك الفرصة أشجعك هل أنا صبور معك أحترمك أبتسم في وجهك، مرح، ودود... أنظر إليك أثناء الدرس... الخ. فالمعلم الناجح يستفيد من هذه الإجابات في تطوير ذاته وتحسين أدائه.

عزيزي المعلم: لا تقدم معلومات غير موثوق بصحتها، وهنا أُشير من أجل أن يتعلم المرء شيئًا جديدًا يحتاج إلى تكراره عدة مرات، ومن أجل أن ينسى المرء سلوكًا خاطئًا ليحل محله سلوك صحيح، فإنه يحتاج إلى تكراره أكثر من مرة. وكذلك؛ سواء اعتقد طلابك أنهم قادرون على فعل شيء ما أو أنهم غير قادرين على ذلك، فإنهم على حق في جميع الأحوال.

عزيزي المعلم،، يمكن أن تتحقق جميع أحلامنا إذا ما كانت لدينا الشجاعة للسعي وراء تحقيقها، ففي خضم المعاناة والصعوبات تتاح الفرص، والنجاح هو استثمار المرء الحد الأقصى من طاقاته وإمكاناته. وتكمن السعادة والفرح الغامر والانتعاش في داخلنا، فحاول أن تشعر بذلك.

وفي النهاية،،، لن يكون مهمًا بعد خمسين عامًا أي نوع من البيوت كنت أسكن فيه، أو كيف كانت ملابسي، أو نوع السيارة التي كنت أقودها... المهم أنني لعبت دورًا مفيدًا في تطوير البشر. ــ الراي

مواضيع قد تهمك