الأخبار

احمد الحوراني : ( ٢٠٠) يوم

احمد الحوراني  : ( ٢٠٠) يوم
أخبارنا :  

مع فجر هذا اليوم دخلت الحرب على غزة يومها المئتين وهي الحرب التي وصفها جلالة الملك عبدالله الثاني أنها من أسوأ الحروب في التاريخ الحديث بالنظر لحجم الخراب والقتل الذي خلفته حيث راح ضحيتها اكثر من مائة ألف ما بين شهيد وجريح ومصاب ومعظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ بالإضافة إلى ما لحق بالبنية التحتية من اضرار بالغة تحتاج إلى سنوات لإعادة انتاجها واعمارها دون أن يغيب عن ناظرنا التراجع الكبير في توفر مستلزمات الحياة اليومية من غذاء وماء ودواء ووسائل اتصال، وكل ذلك يجري وجرى تحت أنظار العالم وفي وضح النهار وإسر?ئيل ما زالت تدك الأبرياء والعزل ليل نهار ولا تبدي اي التزام بالاعراف والمواثيق الدولية والإنسانية كما أنها لم تستجب لنداءات العالم ومنظماته الانسانية كي توقف حربها ولكن (قد اسمعت لو ناديت حيا).

لم تكن الحرب مقبولة بل جوبهت برفض واستنكار وشجب وتنديد على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والعالمية ومنظمات حقوق الإنسان وخرج العالم في مسيرات تدين ما تقترفه آلة الحرب الإسرائيلية التي تدّعي الدفاع عن النفس، وصار التساؤل اليوم إلى متى سوف يستمر شلال الدماء ومتى تشبع إسرائيل غريزتها بالقتل والتخريب والتشريد والقضاء على كل ما يمت للحياة في قطاع غزة بصلة.

في هذا الصدد وبمناسبة اليوم المئتين من الحرب، حري بنا التوقف على المواقف الأردنية المشرفة التي قادها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وللانصاف قبل بدء الحرب بفترات زمنية طويلة إذ يكاد يكون القائد الوحيد الذي حمل الهم العربي الفلسطيني وحذر من مغبة الأعمال والإجراءات الاحادية التي كانت وما انفكت إسرائيل تقوم بها، وكان جلالته قد ذكر مرارا في خطاباته ومقابلاته واتصالاته وأكد ان بقاء الحرب واستمرارها بهذا الشكل المرفوض سيجر المنطقة باكملها إلى مزيد من أعمال العنف والقتل التي ستدخل المنطقة في دوامات جديدة ت?سع دائرة الصراع، ثم إن جلالته كان وما زال يعبر عن موقف الأردن الثابت والذي يستند إلى مواصلة دعم جهود الشعب الفلسطيني حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية وعلى أساس حل الدولتين.

الملك لم يدخر وسعا وبذل جهودا سياسية ودبلوماسية وانسانية عالمية وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في الضغط على إسرائيل لايقاف حربها وكان حاضرا في جميع اللقاءات والمؤتمرات والاجتماعات الدولية وقام بجولات عربية واوروبية والتقى زعماء العالم وقادة الفكر والساسة ورجال الأعمال وظل إلى اليوم متمسكا برؤاه التي تنادي بضرورة إيقاف الحرب بلا شروط.

إلى ذلك كانت جهود الأردن الإنسانية بقيادة جلالة الملك علامة فارقة في مد العون والمساعدة إلى الاشقاء في غزة وشارك الملك والامراء في معظم الانزالات الجوية التي قدمت مساعدات اعاشة وطب وكل ما يعين على ادامة الحياة في ظل الصعوبات البالغة التي يعاني منها أهلنا هناك، وكل ذلك أكد ان الأردن هو الاقرب لنبض الشعب الفلسطيني والاكثر تحسسا لمعاناته وتفهما لقضيته العادلة.

موقف مشرف قاده الملك وناصره فيه شعبه الوفي ولا عجب فالشيء من معدنه لا يستغرب وهكذا هم قادة بني هاشم الذين نذروا انفسهم لامتهم وهذا هو الشعب الأردني الاصيل الذي تقاسم مع أبناء فلسطين الاشقاء لقمة العيش والهموم والامال والتطلعات الواحدة ليؤكد الشعبان للجميع انهما واحد رغم أنف الحاقدين. ــ الراي

ahmad.h@yu.edu.jo

مواضيع قد تهمك