الأخبار

د . محمد يوسف بزبز : صفات سيكولوجية لإدارة صفية متميزة (1 - 2)

د . محمد يوسف بزبز : صفات سيكولوجية لإدارة صفية متميزة (1  2)
أخبارنا :  

أقدم خلاصات عملية أردت من خلالها تقديم وجبات سريعة جاهزة لزملائي المعلمين لعل فيها ما ينير بعض معالم الطريق.

مهنتك كمعلم ليست كما يعتقد البعض أنها نمطية تقليدية بل إنها مهنة متجددة تتطور باستمرار بفعل تطور البيئة المعرفية والتكنولوجية، لهذا فأنت تنمو وتتطور وتعيد تشكيل نفسك باستمرار. إن برامج التأهيل والتدريب التي تحظى بها هي دليل على تقديرك، وتقدير مهنتك، والرغبة في أن تبقى دائم النجاح والتطور، وبأنه ينتظرك مستقبل باهر. لا تنسى أنك فيلسوف، حين تعبر عن معتقداتك ووجهات نظرك، وحين تمثل قدوة لطلابك، وأنك شاعر حين تستخدم فيضًا من المعاني الرائعة في صياغة موضوعك فتجعله أكثر جاذبية وإثارة ولأنك تثير الخيال والجمال وترب? بين الأشياء وتبرز دلالاتها، وأنك قائد أوركسترا لأنك تقود وتوحد إيقاعًا يبدو متناقضًا داخل الصف فتؤلف منه سياقًا متناغمًا وجميلًا، وأنك دبلوماسي قادر بلباقتك وذكائك على أن تيسر سبل التفاعل الإيجابي الخلاق بين أفراد من خلفيات ثقافية واقتصادية وقيمية متباينة. إن العامل الرئيس الذي يتحكم بعملك هو إدارتك للصف. فكن مديرًا فاعلًا لهذا الصف. إن اليوم الدراسي الأول هو أهم أيام العام الدراسي، كما أن الدقائق الأولى التي تلتقي بها طلابك بداية العام سيحدد بها نجاحك وفشلك باقي أيام السنة الدراسية، فإما أن تكسب طلابك وإ?ا أن تخسرهم.

وهنا اقترح إحضار جميع أولياء الأمور وهم في أبهى حلة مراسم الاحتفال باليوم الدراسي الأول مع أبنائهم.

إن الشهادة الجامعية هي آخر شي تحتاجه لتكون معلمًا فاعلًا، ولعل أول ما تحتاجه هو كيف تدير صفًا مليئًا بالتحديات والتناقضات، وكيف تكون موصلًا رائعًا للمعلومات والأفكار والقيم والاتجاهات وفي إثارتها وتوجيهها. يتحدد نصف ما تحققه من نجاح قبل أن تغادر منزلك إلى العمل، ويتحدد ثلاثة أرباع ما سوف تنجزه من أعمال في أي يوم قبل أن تدخل بوابة المدرسة، ويتحدد كل ما ستحققه من نجاح وأنت أمام طلابك. هيئ المكان؛ يمكنك مضاعفة فرص النجاح لطلابك وأن تقلل من تشتت أفكارهم إذا نجحت في تهيئة البيئة المادية الملائمة للصف قبل أن يدخ?ها الطلاب. هيئ طلابك؛ يمكنك تحقيق جل نتاجاتك التربوية إن نجحت في توفير بيئة نفسية داعمة لطلابك. هين نفسك؛ الشعور الذي يحمله طلابك عنك بعد عاملًا حاسمًا في إنجاحهم لك وإنجاحهم لأنفسهم. التوقعات الإيجابية المعلم الذي يحقق أعلى نسبة نجاح لطلابه هو عادة الذي يتوقع نجاح جميع طلابه مسبقًا. نحن لا نعيش في عالم مثالي؛ فالمعلم يجب أن يرتدي ملابس تناسب مهنته ليشكل الانطباع الملائم لطلابه، ويزيد من اهتمامهم وكي يحظى بالاحترام والقبول والسيطرة. لا يكفي أن يدل مظهرك على أنك متميز في مهنتك، هذا المظهر سيساعدك في فرض سيط?تك على الموقف التعليمي، ولكن من المهم أيضًا أن تمثل نموذجًا مثاليًا لطلابك تفكر وتتصرف بشمولية وبعد نظر. أشعر طلابك وزملاءك كل يوم بأنك مهتم بهم، وبأنهم يعنون لك الشيء الكثير.

قدم لطلابك برهانًا على رغبتك في مساعدتهم ومتابعة شؤونهم، وحل مشكلاتهم. حين تقف أمام طلابك أول مرة، أفصح عن ذاتك، اذكر لهم اسمك وتأهيلك وخبراتك وحدثهم عن اهتماماتك البحثية وقراءاتك ولا بأس أن تحدثهم أيضًا عن أفراد أسرتك ومكان سكنك وعن هواياتك، وعن أفكارك وتطلعاتك وفلسفتك في الحياة، وبكلمة واحدة، اكشف لهم عن المناطق المظلمة بالنسبة لهم في شخصيتك... لا تجعلهم يحققون فضولهم في هذا من خلال التجربة أو الحدس والتخمين إن من شأن هذا أن يهين سبل التواصل والتأثير بينك وبينهم. خاطب طلابك بأسمائهم، ابتسم في وجوههم، وزع?نظراتك عليهم بعدالة، أنعم عليهم بكلمات وعبارات جميلة تحمل الاحترام والحب والتقدير، استخدم كلمات أرجوك، أشكرك أحسنت.. الخ، اكتبها أيضًا على دفتر الواجبات البيتية. قد لا تستطيع أن تحب جميع طلابك ولكن بإمكانك أن تمنحهم جميعًا الاهتمام والرعاية الفائقتين. المعلمون الذين يعرفون طلابهم بشكل جيد، ويرفعون قدراتهم وتوقعاتهم منهم يزيدون من قدرتهم على التعلم، ويواجهون مشكلات ناجمة عن سوء سلوك طلابهم بشكل أقل، وتكون صفوفهم أكثر انضباطًا. اللحظات الأولى القليلة من بدء دخولك الصف لها أهمية استثنائية، ابدأها بفاعلية، ولا?تبدأها بتدقيق الحضور والغياب الذي يرفع مستوى الضجيج ويهين فرص الانتقاد والمواجهة، ويشعر الطلاب بالملل والضجر، ويضيع وقت الذروة في عمل هامشي تقليدي. هناك عدة طرق لتدقيق الحضور وعليك أن تختار لها الوقت الملائم. تذكر أنك إذا فعلت ما اعتدت فعله، فسوف تستمر بالحصول على ما اعتدت أن تحصل عليه، وكما قيل «إذا تشابهت المقدمات تشابهت النتائج».

من صفات المعلم الناجح أن تصرفاته وأفعاله ثابتة ومتوقعة مسبقًا من قبل طلابه. إذ يحدد أنظمته وتعليماته ونظام العقوبات والمكافآت وما هو مسموح به أو غير مسموح منذ بداية اليوم المدرسي الأول، ولا يجعلها تعليمات متقطعة ومفاجئة تبرز عند الحاجة إليها لحل مشكلة معينة أو حدوث موقف معين، ولا يقدمها لهم بأسلوب فظ أو متعال، وبأن تعليماته هذه مقنعة، ميسرة في التطبيق، عادلة، تتسم بالمرونة وتحقق النتاجات التي وضعت لأجلها. المعلم الناجح يحصل على مؤازرة الطلبة وعلى دعم الإدارة وتأييد أولياء الأمور الأنواع العقوبات والمكافآت ?لتي يتبناها مع طلبته. المعلم الفاعل كثيرًا ما يضبط سلوك طلبته بجسمه لا من خلال فمه، فكثيرًا ما يؤدي ذلك إلى تحقيق النتائج، متجنبًا ما يحدثه الاتصال اللفظي من إحراج الطالب أو إضاعة وقت المعلم. يعمل المعلم الناجح على تعليم طلابه السلوك المرغوب والمقبول والمرحب به، ويحرص على تدريبهم عليه، ويطلب منهم تطبيقه، ومن ثم تكراره بشكل مستمر وفقًا للمواقف المختلفة، حتى يتحول بذلك من سلوك عشوائي إلى سلوك مقرر ومن ثم تحويله بفعل التكرار إلى عادة سلوكية. ــ الراي

سفير جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي

مواضيع قد تهمك