الأخبار

عوني الداوود يكتب : «أولويات المرحلة» مع تزايد الأخطار الإقليمية

عوني الداوود يكتب : «أولويات المرحلة» مع تزايد الأخطار الإقليمية
أخبارنا :  

سؤال نطرحه بين حين وآخر حول أولويات المرحلة، خصوصا حين تحتدم الخطوب وتزداد المخاطر، والتي كان دائما سببها الموقع الجيوسياسي للاردن في أكثر بقع العالم سخونة بمواجهة صراع متواصل على مدى نحو 76عاما.. نجم عنه توسيع رقعة الصراع في المنطقة منذ العام 1948، منذ تمّ زرع اسرائيل في قلب الوطن العربي لتعيث في الاقليم فسادا واضطرابا وارهابا، ولينتج عن كل ذلك ما شهدته وتشهده المنطقة من حروب وصراعات، نتج عنها ما نراه اليوم في العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا والسودان.. فالاقليم ملتهب والتوترات في كل مكان.
الاقليم اليوم في «حالة حرب»..هذا هو المشهد، وتوسع رقعة الحرب استمرارية لتوسع بدأ منذ العام 1948 مع اختلاف طبيعة وحجم وطريقة ذلك التوسع وسيناريوهاته التي كان معظمها -غير مباشر- واليوم نراه توسعا مباشرا بمواجهات مباشرة بغضّ النظرعن تفاصيلها، ولكنّها تلهب المشهد وتزيد من أخطار تبعاته على المنطقة بالعموم وعلى الأردن بالخصوص.
الاردن وعلى مدى قرن من الزمان واجه أخطارا بسبب عدم استقرار الاقليم، انعكس على كثير من مناحي الحياة الداخلية اقتصاديا واجتماعيا لعديد من التأثيرات في مقدمتها: موجات اللجوء والنزوح القسري..ومع الزمن باتت التحديات تزداد والاخطار تكبر، فما هي أكبر التحديات اليوم وما هي أولويات المرحلة التي فرضتها أحداث 7 اكتوبر2023»، ونحن في اليوم الـ(197) للعدوان الاسرائيلي على غزة؟
1 -إقليميًا:
-أولويات المرحلة: مواجهة أخطار الحرب على غزة (سياسيا ودبلوماسيا وأمنيا وعسكريا واقتصاديا..) وهذا ما قام ويقوم به الاردن منذ اليوم الأول للعدوان على غزة بجهد متواصل وعلى جميع الاصعدة والمستويات الرسمية والشعبية بموقف صلب وموحد يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني شخصيا باتصالات ولقاءات وجولات مع كافة قادة وزعماء العالم من أجل:(وقف العدوان على غزة -وايصال المساعدات الانسانية الكافية- ومنع أخطارالتهجير).
- سياسيا ودبلوماسيا أيضا، فالأردن مستمر بتنسيق دبلوماسي مع الأشقاء والأصدقاء في الاقليم والعالم بجهود نجحت بتغيير وتعديل كثير من مواقف الدول التي كانت منساقة خلف الرواية الاسرائيلية.. وآخر الجهود في مجلس الأمن للضغط من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية وبالضغط من أجل العودة لدعم وكالة «الأونروا»- بغض النظر عن «الفيتو الامريكي» ونتائج التصويت -الاّ أن الجهد الاردني متواصل.
-عسكريًا: الجيش العربي المصطفوي الباسل وأجهزتنا الامنية بكافة مرتباتها يقظة وعلى كافة الحدود البريّة والجويّة والبحريّة لقطع يد كل من تسوّل له نفسه النيل من حمى هذا الوطن ولن تسمح - كما أكد ذلك جلالة القائد الاعلى- بأن يكون الاردن ساحة معركة لأية جهة.
-اعلاميا: الاردن يواجه السرديات والروايات الاسرائيلية الكاذبة بخطاب اعلامي رصين ومتزن ومنطقي يقوده جلالة الملك عبر عديد من الخطابات في مؤتمرات عربية وعالمية ومقالات نشرت في وسائل اعلام غربية وعربية، وحضور اعلامي مؤثّر جدا لجلالة الملكة رانيا العبدالله ولاكثر من مرّة عبر واحدة من أهم وسائل الاعلام الامريكي ( CNN).
-إنسانيًا: مثّل الموقف الاردني أنموذجا فريدا تبعه به عديد من الدول الشقيقة والصديقة لايصال المساعدات برّا وجوّا بانزالات جوية شارك باحداها جلالة الملك شخصيا ويتابعها سمو ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله الثاني، وشاركت في الانزال الخامس سمو الاميرة سلمى بنت عبدالله الثاني.
2 - عالميًا:
-الاردن اليوم يواجه أخطار طول أمد الحرب على غزة وتوسع رقعتها الاقليمية، حيث تسعى حكومة نتنياهو لجرّ الولايات المتحدة ودول الغرب لتوسعتها لتحقيق اطماع الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة الساعية للتوسع وفرض اجنداتها التي تحقق لها «يهودية الدولة «ومخططات «التهجير» سواء من غزة الى سيناء المصرية، أو من الضفة الغربية الى الاردن.
-الاردن عليه مواجهة -كما دول العالم -احتمال عودة الرئيس ترامب للرئاسة الامريكية نوفمبر المقبل وهو لا يؤمن بالسلام و صاحب «صفقة القرن» المشؤومة، والذي نقل سفارة بلاده الى القدس.. وغيرها من القرارات، وبالتالي فالدول ترسم سيناريوهات لما سيكون عليه العالم -واقليمنا تحديدا- في حال عودة ترامب.
3 - محليًا:
-عبر التاريخ، واجه الاردن أخطارا عديدة - فهذا قدره -لكنّ أولوياته في هذه المرحلة وكل المراحل تتلخص بالوحدة الوطنية والالتفاف حول القيادة الهاشمية، ولا أولوية تتقدم على الوطن فـ(الأردن أولا) وهذا يعني الالتفاف حول الملك وولي عهده، والثقة بجيشنا الباسل وأجهزتنا الامنية، والمضي قدما بالبناء لتحويل التحديات الى فرص، ليبقى الاردن قويا منيعا في مواجهة الخطوب. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك