الأخبار

صالح الراشد يكتب : قصف حطم الزجاج ..وإيران والكيان يسيران بسرعة صوب التطبيع

صالح الراشد يكتب : قصف حطم الزجاج ..وإيران والكيان يسيران بسرعة صوب التطبيع
أخبارنا :  

صالح الراشد :

تبادل الكيان الصهيوني القصف الصوري مع أيران في هجوم لم يصب به أحد ولا حتى شجره، ليتشابه هذا القصف مع الهجوم الإيراني الذي حاول الكثيرون تصخيمه ثم ظهرت الحقائق بفشله عسكرياً، واقتصر نجاحه على الحالة السياسية إذ قد يشكل مسار جيد لمفاوضات إيرانية صهيونية في قادم الأيام بعد كسر الحاجز الزجاجي بين البلدين بفضل صواريخ التعاون، ويبدوا أن نظامي الكيان وإيران يُطبقان التعليمات الأمريكية بحذافيرها دون زيادة بل يسارعان للنقصان، خوفاً أن يتحول المزاح إلى معركة حقيقية يرتعب الطرفان من نشوبها.

واستفادت إيران من التصعيد العسكري السرابي بارتفاع متسارع لسعر النفط، وهو ما عاد بالفائدة على الولايات المتحدة المنتج الأول لنفط في العالم ، كما استفاد الكيان بالتئام الشمل الغربي للذود عنه والإعلان عن حمايته ليتجاوز رد الفعل الأولى بسبب عدوانه على غزة وقيامه بحرب إبادة، كما استفاد بتغيير صورته في الأمم المتحدة ليظهر بدور الحمل الوديع وأنه تحمل الاستفزاز الإيراني ورد بشكل بسيط وكأنه يقول للعالم؛" بأنني احترمكم لذا لن أصنع حرب في المنطقة"، لتنتصر الأمم المتحدة للكيان ولا تعترض على هجماته في لبنان وسوريا.

وظهر جلياً للعيان من التغير الواضح في آليات عمل الفضائيات المنتشرة بأن أحد الأهداف يتمثل بإلغاء صورة البطل الفلسطيني المقاوم في غزة، وهم أبطال مواجهات نقطة الصفر وصناعة أبطال جدد يحاربون عن بُعد على طريقة كورونا ووضعهم في مقدمة الصورة ، لذا أصبح الخبر الفلسطيني متأخراً على الشاشات الأشهر والتي تبحث عن تمرير رسائل صانعيها، لذا قامت بنقل الاخبار التي تداولتها الصحف العبرية وانطلقت بقوة لتتخاطفها الصحف والقنوات بأن هناك خسائر كبيرة في الكيان، وكان هذا مجرد تبرير لشن هجوم مصغر يرضي القيادة الصهيونية ويُشبع الغرور الإيراني لإسكات مواطنيه وإقناعهم بأن هجومهم حقق المراد.

انتهى الجزء الثاني من المسرحية السخيفة التي لا تنطلي على طفل صغير، ونتوقع أن تتوقف المسرحية عند هذا الحد وتسدل السياسة الأمريكية الفصل الأخير منها، كون غالبية القيادات في واشنطن حققوا مرابح خيالية لارتفاع النفط لامتلاكهم أسهم في شركات النفط أو مقربين من أصحابها، وهو ما تم فضحه أمام العالم أبان الغزو الأمريكي على العراق، أما الجزء الثالث من نهاية المسرحية فسيكون لقاء إيراني صهيوني لبناني على مستوى ممثليهم في الأمم المتحدة فالسفراء في واشنطن فوزراء الخارجية، والغاية المُعلنة ترسيم الحدود البحرية مع لبنان للسيطرة على غاز المتوسط وغير المعلنة بتبادل السفراء وانتهاء التصعيد الكلامي.

مواضيع قد تهمك