الأخبار

د . فيصل غرايبة : (ن) واحدة تجمع بين القطرين المتناصرين

د . فيصل غرايبة : (ن) واحدة تجمع بين القطرين المتناصرين
أخبارنا :  

ان العلاقة التوأمية الأزلية التي تربط الأردن وفلسطين،ما تزال عنوانا كبيرا وتعبيرا صميما عما يربط بين القطرين العربيين الشقيقين المتجاورين، وهو الذي يعبر عنه العاهل الهاشمي في كل مناسبة، اذ يعتبر الملك المفدى أن بوصلتنا «فلسطين» وتاجها «القدس الشريف»، فنلاحظ ان القضية الفلسطينية واقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، تتصدران خطابات جلالته واهتمامه. ويتجلى ذلك الدعم في ثلاثة نماذج هي:الدعم السياسي والدعم المادي والدعم الخاص بالقدس وبالذات بالمسجد الأقصى.

وها هم أبناء الجيش العربي المصطفوي ينفذون مهمتهم بكل انتماء لوطنهم الأردن وولاء لقائدهم الأعلى ومحبة لفلسطين،اذ يقدمون المساعدات للأشقاء في غزة أكثر من مرة،واجبا لا فضلا، فقد أوفى جلالته بوعده بأن الأردن سيكسر الحصار على غزة، وستقتدي به دول العالم، وهكذا فعلت او شرعت بذلك. وهذا هو الأردن الذي لا يمكن أن يطال أفعاله أو قناعاته أية محاولات للتشكيك بمواقفه أو الاتهام بحقيقة أفعاله.

أما ذاك التحرش السياسي بالأردن نظاما وحكومة وكيانا، وتلك الشائعات والفبركات الاعلامية وتداول المفاهيم الخاطئة، فانها تتطلب مواجهة جادة من الجبهة الداخلية للأردن،تتمثل بالمواجهة الجغرافية المكانية،داخل المملكة وعلى حدودها،والمواجهة الاعلامية الاتصالية الرسمية والأهلية، هذا لا سيما وان جملة من الأخطار تحدق بالأردن في المرحلة الراهنة، منها ما يرتبط بالأوضاع في كل من فلسطين وسوريا والعراق، ومنها ما هو غير المباشر، ولكنه سريع الانتشار، وميسور التعميم، على مختلف انحاء المعمورة، هو ذلك الذي يتمثل بالخطر الاعلامي الفضائي، والذي يعمد الى تشويه الصورة وتضليل الحقيقة.

هذا في حين ان عين المواطن أداة دقيقة لمراقبة التصرفات الشاذة والتحركات المريبة، في اماكن سكنانا ومواقع اعمالنا، ولمراقبة كل من يحاول أن يبث شروره وعدوانه في الطرقات وبين الحارات،فان ذلك المشبوه الطارئ خارج على القانون وخارج من الملة،لا انسانية في قلبه ولا روابط واجتماعية تهمه،وهو معاد للوطن والانسانية وكاره للأمن والأمان والاستقرار. فكيف نغض الطرف عنه وكيف نتستر عليه وكيف نطمئن اليه؟

أما الأردنيون فلا يرغبون بأن تتحول شوارعهم إلى حقول لاستنبات فتنة تبذر الانقسام، أو مسيرات تدفع لخرق النظام وتعطل الحركة الانتاجية، أو الاعتصامات التي تزور الإرادة الشعبية وتخرجها عن مألوفها... فلدى الأردنيين وسائل سلمية آمنة للتعبير عن الرأي بطرق هادئة وراقية، وهم إن أرادوا أن يضغطوا سياسيا من أجل قرارات لصالحهم أو من أجل خطة لصالح مستقبلهم، فان لديهم وسائل ضغط مقنعة تتجنب العنف المتبادل.فالأردنيون بطبعهم متوادون متراحمون، لا يواربون عند طرح آرائهم، ولا يختبئون وراء نصوص مستوردة، ولا يتسترون خلف أفكار مستغربة، انهم صريحون بالقول، ثابتون على الموقف،لا يتاجرون بالدين، بل يتحلون بالتمسك به ويترجمون قناعاتهم بالأفعال، يدركون معنى قول رسول الله عليه الصلاة والسلام من أن المؤمن كيس فطن، فالكياسة تدعم العلاقات الاجتماعية البناءة، والفطنة قدح لزناد العقل من أجل إنتاج خلاق.

وسيبقى الأردن صخرة عربية شامخة في وجه التحديات، بفضل قيادته الحكيمة وشعبه الواعي. ــ الراي

مواضيع قد تهمك