الأخبار

محمد سلامة : وقف الحرب..

محمد سلامة : وقف الحرب..
أخبارنا :  

وقف الحرب هل ينافس استمرارها، بعد الرد الإيراني على هجوم إسرائيل الثالثة على قنصليتها في دمشق، ومما يتبين أن المنطقة دخلت في منعطف خطير، ..إما الضغط على حكومة نتنياهو السادس لوقف الحرب أو تركها تتلاعب بطريقتها لاستمرار الحرب، والسؤال..ماذا بعد قصف إيران لإسرائيل الثالثة بأكثر من (300) صاروخ كروز وأرض أرض ومسيرات؟!.
بداية..نحن أمام منعطف خطير في مجريات الحرب الدموية التي شنتها إسرائيل الثالثة على قطاع غزة، فإما أن تتوقف الحرب وتخضع إسرائيل الثالثة لشروط المقاومة الفلسطينية بابرام صفقة تبادل للاسرى وإنهاء عدوانها واحتلالها للأرض الفلسطينية، أو أن تواصل الحرب على عدة جبهات اخطرها المواجهة مع إيران، وما يمكن تفسيره أن الادانة الغربية لإيران دون إدانة القصف الاسرائيلي لقنصليتها في دمشق يمثل اسنادا حقيقيا لإسرائيل الثالثة، لكن ليس التضحية بعيدا في الذهاب إلى حرب مفتوحة مع إيران..والسؤال..أين تكمن مصلحة نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف..في وقف الحرب أم في استمرارها؟!.
نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف ارادوها جرا لإدارة الرئيس الأمريكي بايدن إلى ضرب إيران، بتحالف دولي أو بدونه، لكن ذلك لم يحصل، وفي تفاصيل التعمية على ما جرى ويجري اليوم فإن وقف الحرب يعني نهاية حكومة نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف، وهناك من يرى نهاية مشروع إسرائيل الكبرى، ولهذا يبحثون عن لقطات وافتعالات وازمات جديدة لابقاء الحرب مفتوحة، ومما يتضح من تصريحات بعض أركان التطرف الاسرائيلي أن الأهداف الإسرائيلية تتمثل في سحق غزة نهائيا، ومن ثم التفرغ لسحق لبنان بحجة تدمير حزب الله، ومن ثم تدمير قدرات إيران النووية واخراجها من لعبة المواجهة لمشاريعها السياسية والامنية.
وقف الحرب ينافس استمراها من الجانب الاسرائيلي، فهناك أصوات تطالب بتنحية نتنياهو السادس وإجراء انتخابات مبكرة، والاتيان بحكومة جديدة، يدعم هذا الاتجاه إدارة الرئيس بايدن ودول غربية، واستمرارها يعني انزلاق المنطقة كلها إلى حرب إقليمية مدمرة قد تنتهي بوجود إسرائيل الثالثة من المنطقة كلها، وإذا اسقطنا الضغوط الأمريكية الخجولة فإن العالم الغربي ليس معنيا بتوسيع الحرب واستمرارها.
نتنياهو السادس وحكومته المتطرفة أمام منعطف خطير، فإما أن تقبل بوقف الحرب وترضخ لشروط المقاومة الفلسطينية، بصفقة تبادل للاسرى أو أن تذهب بعيدا في هيجانها وترد على الضربة الإيرانية، ومن ثم تجر المنطقة كلها إلى حرب إقليمية يصعب عليها الانتصار فيها، وبكل الأحوال فإن نهايات الحرب ستكون أصعب على نتنياهو السادس من استمرارها، وما بعد سنرى تغييرا في قواعد اللعبة السياسية والامنية وقطعا ليست في صالح إسرائيل الثالثة وحلفائها بالمنطقة والعالم.

ــ الدستور

مواضيع قد تهمك