د.حسين العموش يكتب : الحب عند الأردنيين
خشونة الحياة التي عاشها أجدادنا أورثت كثيراً من الأردنيين خشونة في القول، أبعدتهم عن الكلام اللين مثلما أبعدتهم عن الرومنسية تماما.
لذلك فأن ظهور الرجل الرومنسي الذي يجاهر بحبه للحبيبة او الزوجة كان على استحياء.
قبل ٣٠٠ عام هام نمر ابن عدوان بحبيبته وضحا وقال فيها شعرا، جاهر بحبها في وقت كان الحب والمجاهرة به ضربا من الجنون، توفيت بعد عشرين سنة من الزواج فلم ينسها، وبقي حبها حيا في قلبه رغم زواجه من زوجتين بعدها، بقيت قصائدة لتخلد هذا الحب النقي فكان اسطورة عربية معروفة في الوطن العربي.
وقبل اربعين عاما وتحديدا في عام ١٩٧٨ انتحر عقاب العجرمي بتناول السم بعد ان اخذه الهيام بفتاة احبها واحبته في رحاب الجامعة الاردنية، كان ايضا شاعرا ومن شروط الشعر والحب والهيام اجادة العزف على الربابة، تفاعل الاردنيون مع هذه الحادثه وتناقلوا اشرطة الكاسيت التي قال فيها شعرا مؤلما عن حبيبته.
هناك قصص كثيرة تروى وتقال بحذر شديد بين محبين في التاريخ الاردني، لكن ما يلفت الانتباه هو ابتعادنا عن تخليد او تكريس او حتى الحديث عن الحب في الاردن، ما حدا بشاعر الاردن حبيب الزيودي الذي يصف الحب
والنظرة الاجتماعية له بقوله (الحب في العالوك كما الالحاد في مكة).
اذا الاردني رومنسي وله قلب يحب، لكنه يبتعد عن اشهار حبه او المجاهرة به، ربما ان الاردني يرى في الحب ضعفا وقد تربى على القوة والرجولة والخشونة.
في العالم يكرسون الحب ويفاخرون به، لانه اسمى علاقة في الوجود، وهي علاقة طاهرة ونقية خاصة اذا انتهت بالزواج وفق ديننا الحنيف وسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
في دول العالم يؤسسون مواقع واماكن يزورها السائح، تحكي قصة الحب والهيام وهي اسمى المعاني الانسانية في الحياة.
ورغم ان قصة عقاب العجرمي طالب الجامعة الاردنية الذي أهدر حياته حبا لحبيبته وهي اشهر قصص الحب في الاربعين عاما الماضية، لم نر في الجامعة الاردنية قاعة سميت باسمه، او شارعا يخلد هذا الحب.
هذه دعوة لوزارة السياحة ولادارة الجامعة الاردنية لتخليد القصتين لتكونا نموذجاً يتحدث عنه الأجيال في الحب والوفاء والرومنسية، يمكن تطبيقهما بنصب تذكاري بالقرب من قبر المرحوم نمر بن عدوان بالقرب من ابو نصير، وشارع او قاعة تسمى باسم عقاب العجرمي في الجامعة الاردنية. ــ الراي