الأخبار

بسام سعيد عرار : برسم الآتي ..

بسام سعيد عرار : برسم الآتي ..
أخبارنا :  

لم يكن العرب والمسلمون وبلادهم عبئا على البشرية والإنسانية بل كانت بلادهم مهدا لأقدم الحضارات البشرية التي وضعت أسس العمران والمدنية، وكان وسيبقى لوجودهم الدور المهم والمؤثر لما نشهده اليوم من تطور وتقدم للبشرية في كل المجالات..

ذلك أن تطور البشرية متتالي وممتد يبني على ما تم إنجازه وما قدمته الحضارات عبر العصور.. بلاد العرب مهد الديانات السماوية والحضارة العربية حيث ظهر الأنبياء والمصلحون لأداء الرسالات السماوية بين الناس، وهي بلاد مكرمات كبيرة بلاد معالي المقاصد والمعاني والمراتب السامية كذلك فقد ظهر العلماء والمفكرون والمخترعون في شتى المجالات والأمثلة والشواهد على ذلك كثيرة لا ينكرها الا جاحد لولاها لكان العالم على غير شاكلته، ومعظم مظاهر التقدم لم تكن موجودة لولا وجود العرب والمسلمين..

وهنا لا نقتصر على عبارة كانوا في السابق بل هم جزء أصيل من منظومة الحضور الإنساني وعمار الكون.. يشهد تاريخ الحضارات ظهور ظواهر في حياة المجتمعات المتحضرة من أطوار النمو والإبداع ورفاه الإنسان إلى التدهور والانحلال والاستبداد وظهور فئات وطبقات متناحرة ظالمة ومظلومة والتبعات الداخلية والخارجية، ويعلمنا التاريخ وعلى مر العصور بأن الزمن الصعب والرديء بكل قسوته ونكباته ومحنه وإفرازاته وتحدياته وتداعياته لا يدوم للظلم والطغيان والفساد والإفساد والانحطاط وتغول العقلية الفردية العبثية والسلطات على حساب الخلق والبلاد دون رادع أو وازع..

لا يبقى الحال أسيرا لنمطية الفكر وقوالب بالية تجاوزها العلم خاصة ونحن في زمن الثورة الصناعية الرابعة بل سيتيح ويولّد روح الإصرار وحضور الصمود العارم ويشحذ الهمم على رد الظلم وتجاوز حالة العقم واجتراح الحلول للقضايا والهموم الكبرى ومعالجة الأزمات المستعصية وكافة أشكال ومظاهر التخلف في شتى مناحي وجوانب الحياة ونبذ سياسة الإقصاء والحق في تكافؤ الفرص وإحداث الفارق في معدلات النمو والتطور بكل السبل والإمكانات المتاحة والتعامل بالعقل والعلم ومتطلبات الأداء بروحية عالية وتفاعل بناء مع تبني الأساليب الحضارية المعاصرة والإجراءات الراشدة، ومواكبة المتغيرات وإيقاع الزمن وتجديد الخطاب الثقافي ..

ولسوف تسقط الأقنعة والشعارات المزيفة الأنيقة والمصممة بعناية، ولسوف يصحو هذا العملاق المتململ في لحظة فارقة ليعيش ويحيا ويضيف للبشرية .. بلادنا ومجتمعاتنا وقضايانا مفتاح الحق والحرية والعدالة والغايات النبيلة والازدهار والسلام في منطقة حساسة من هذا العالم وفي قلب منظومة الحضور البشري والإنساني برسم إرادة كل المعنيين في إحداث التحولات والتغيرات، وحتى تأخذ مكانتها بين الأمم، والبناء لمستقبل أفضل واتخاذ الخطوات ومراجعة التوجهات والمسارات وكيف ستؤول؟.

مواضيع قد تهمك