الأخبار

زكارنة : تهويد فوق الارض وتحت الارض

زكارنة : تهويد فوق الارض وتحت الارض
أخبارنا :  

كمال زكارنة :

القدس بكل مكوناتها ،فوق الارض وفي باطن الارض،مقدساتها ودور ومقار عبادتها،تاريخها وحضارتها ووجودها كله،في عين العاصفة،لا منقذ ولا مغيث ،ولا رادع يوقف هذا التغول الزاحف، الذي يطوي كل شيء امامه وفي طريقه،وهو يستعجل التهويد،انه المشروع الاقتلاعي الابتلاعي الاحلالي الاحتلالي الاستيطاني، الذي لا يبقي ولا يذر،فهو يستهدف القدس قلب العروبة والاسلام،كما عرفتها الاجيال المتعاقبة،التي قاتلت وجاهدت وماتت دفاعا عنها،وضحت من اجلها ولحمايتها والحفاظ على هويتها وعناوينها العربية والاسلامية،نراها اليوم تطوى شبرا شبرا ،وتحفر مترا مترا،وتهدم حجرا حجرا،وتستبدل معالمها وكل ما فيها،فوق ارضها وفي باطن ارضها،بما يخدم مشروع التهويد الممنهج الذي يسير على قدم وساق دون عرقلة.
يعرفون جيدا ويدركون ان القدس رمزا دينيا،وارتباط بها ديني بامتياز،ورمزيتها بالاقصى المبارك والصخرة المشرفة وما يتبعهما من مقدسات اسلامية،وكنيسة القيامة وما يتبعها من مقدسات مسيحية،وهناك رمزيات اخرى ترتبط بشكل مباشر بالرمزية الدينية،الفتوحات والشهداء والشواهد الدينية والتاريخية والحضارية وغيرها الكثير،ومن اجل اقتلاع بعض او كل هذه الرمزيات من الذاكرة الفلسطينية والعربية والاسلامية،تعمل السلطة القائمة بالاحتلال،على هدم معالم تلك الرمزيات فوق الارض ،او الاستيلاء عليها اداريا ودينيا وسياديا،وفي نفس الوقت اقتلاع جذور تلك الرمزيات من باطن الارض،من خلال نبش وحفر القبور،في المقابر الموجودة في القدس،لانها تمثل اعظم واسمى ما يمكن ان يصل اليه ويحققه الانسان المؤمن،اضافة الى انها تحتضن في باطنها وفي ترابها،رموزا دينية وابطالا،يشكلون نموذجا يحتذى في الفداء والتضحيات والشجاعة والاقدام،ولأن هذه المقابر حاضرة دائما في وجدان وعقول وتفكير المؤمنين واصحاب الارض الشرعيين،وتشكل الروابط الاقوى للارتباط بالارض والالتصاق بها،يسعى الاحتلال الى محوها من الذاكرة،بازالتها عن الوجود وتدميرها بالكامل،وانشاء مشاريع اخرى مكانها حتى تنساها الاجيال القادمة،وتقبل بالامر الواقع.
هذه المقابر تحوي رفاة مسلمين ومسيحيين،لذا فان المؤمنين في جميع انحاء العالم ،من الفاتيكان الى مكة المكرمة،مدعوون للتصدي الحازم لهذه الاعمال الاجرامية بحق عظام رميم،لها حرمتها وقدسيتها،اكرمها الله في هذا المكان،وقد تضم تلك المقابر اولياء وصحابة وقديسين،وأناس ذوي شأن ديني وايماني واجتماعي وعلمي وغيره.
ان حفر المقابر في القدس ،يحفر في مشاعر المؤمنين مسلمين ومسيحيين،ويستبيح الاديان وينتهك حرمتها وكرامتها ورمزيتها،ولا بد من تحرك عربي اسلامي،لتشكيل موقف دولي موحد، يوقف هذه الاجراءات والممارسات الاحتلالية، التي تعتدي على الاحياء والاموات في آن معا.

مواضيع قد تهمك